وحلّ الخريف

mainThumb

29-09-2017 05:01 PM

تذكرني أوراق الخريف المتساقطة من غصون الشجر بسنوات العمر المتساقطة من الإنسان فأنكمش لرؤيتها ، وأفكر بالسنوات الباقية من عمري هل سأتركها تمرّ مرور الكرام ودون أن أترك بصمتي عليها إذن ما الذي ضاع هل هي سنوات العمر فقط أم أشياء لا زلت نادما على أنها ضاعت وحين أفكر بالذي ضاع أصاب بصداع لا علاج له أما إذا تجرأت وسألتني أقول لك :

 

أنا خجول بطبعي ومع أن الخجل مطلوب إلا أن خجلي لا يحدّ له حدود فهل تتخيّل أنني لم أقل للتي أحبّها حتى هذه اللحظة كلمة حب ؟ 
 
الكلمات تقف حائرة على لساني فلا أجرؤ على النطق بها .
 
لم أجرؤ يوما على سؤالها أيّ لون تفضلين من الملابس؟
 
ذات مرّة كنت أريد أن أقول لها بصوت عال :
 
أصابعي تآكلت من المداد والعرق
 
أكثرت من كتابتي إليك حتّى ملّني الورق
 
وأنت لا تزال نجمة بعيدة 
 
تطلّ تارة وتارة تغيب في الأفق.
 
ومرة عجز لساني عن التزلف إليها وكنت أريد أن أقول :
 
طوتني زرقة الأيام
 
وأدركني خريف العمر 
 
وأخشى من ليالي التيه
 
فديتك لا تصديني 
 
وهل تصدقني إذا قلت لك لم أكن شفافا معها ذات يوم ولم تكن هي 
 
ومع هذا كله تبقى حبيبة القلب والوردة الجورية التي أحن إليها وهي الشجرة الخضراء التي تحتفظ بأوراقها خضراء في الخريف والشتاء والصيف والربيع هي وردة كل الفصول وأنا أعترف الآن بأنني أحبها ولا أزيد .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد