من هي الفنانة أم كلثوم ؟

mainThumb

21-11-2017 09:27 PM

السوسنة - قمر نزيه العسيلي -  ولدت كوكب الشرق  ام كلثوم، المطربة الخالدة المصرية فاطمة بنت الشيخ إبراهيم السيد البلتاجي في محافظة الدقهلية بالخديوية المصرية،  و اختلفت المصادر في إعطاء تاريخ لميلادها بحيث إن بعض المصادر تبين انه يعود لعام 1898، و مصادر أخرى تبين انه في عام 1908 و هذا ما هو متواجد رسمياً في السجلات المدنية، وتربت فاطمة في أسرة متواضعة، والدها الشيخ إبراهيم و هو إمام ومؤذن لمسجد في القرية، ووالدتها فاطمة المليجي عملت ربة منزل، كما و تتصف أيضاً بالعديد من الألقاب أبرزها أم كلثوم ومنها: ثومة، الجامعة العربية، الست، سيدة الغناء العربي، شمس الأصيل، صاحبة العصمة، كوكب الشرق، فنانة الشعب . كما و تعتبر أم كلثوم من أبرز مغني القرن العشرين الميلادي، وبدأت مسيرتها الفنية و هي طفلة، وقد اشتهرت في مصر  و في كافة أنحاء الوطن العربي .
كانت الحالة المادية لأسرتها ضعيفة، بحيث أن المصدر الأساسي لدخل الأسرة كان ابيها الذي كان يعمل منشدا في حفلات الزواج القريبة. و على الرغم من هذه الظروف الصعبة لعائلتها، إلا أن أبيها جعلها تتعلم عن طريق إلحاقها بكُتّاب القرية، و تعلمت الغناء من أبيها و هي في عمر صغير، كما و علمها تلاوة القرآن و قد ذكر أنها حفظته عن ظهر قلب، و ذات مرة سمعها أبوها و هي تغني فانبهر من قوة صوتها وجماله، فجعلها تنضم معه لدروس الغناء، و نتيجة لاصطحاب أبيها لها لتغني معه في الحفلات بدأت أم كلثوم الغناء و هي في سن الثانية عشر، و بعد أن كان عملها الدخل الإضافي للأسرة فاق ذلك و أصبح الدخل الأساسي لأسرتها ، فشهرتها ازدادت وهي لا تزال في عمر صغير، و كانت أول خطوة تخطيها كوكب الشرق في مشوارها الفني عام 1922 عندما انتقلت إلى القاهرة مع والدها ، و قد أحيت ليلة الإسراء والمعراج بقصر عز الدين باشا وأعطتها سيدة القصر خاتما ذهبيا وتلقت أم كلثوم 3 جنيهات أجراً لها.
 
عادت إلى القاهرة حتى تستقر نهائياً. وكانت تغني في مسرح البوسفور بدون فرقة موسيقية . وغنت على مسرح حديقة الأزبكية واشتهرت بقصيدة (وحقك أنت المنى والطلب) وتعد هذه أول اسطوانة أصدرت لها في منتصف العشرينيات وقد بيع منها ثمانية عشر ألف اسطوانة . و لاحقاً تعلمت أم كلثوم  أصول الموسيقى من أمين المهدي ، كما و تعلمت عزف العود على يدي أمين المهدي و محمود رحمي ومحمد القصبحي .
 وقد كانت بدايتها الحقيقية عام 1924 عندما سمعها الملحن محمد القصبجي وبدأ في إعداد أم كلثوم و بهذا استطاع أن يشكل لها فرقتها الخاصة. 
و في عام 1928 غنت (إن كنت أسامح وأنسى الآسية)، لتحقق هذه الأسطوانة أعلى مبيعات في ذلك الوقت ويدوي اسم أم كلثوم بقوة في الساحة الغنائية، و في نفس هذا العام لحنت أم كلثوم أغنية (على عيني الهجر) بنفسها لنفسها. 
 
و  بعد افتتاح الإذاعة المصرية عام 1934 كانت أم كلثوم أول من غنى فيها. 
و في عام 1935 غنت أم كلثوم (علي بلد المحبوب وديني) التي كانت من تلحين الملحن رياض السنباطي , وفي عام 1943م أسست أول نقابة للموسيقيين برئاسة أم كلثوم وظلت بهذا المنصب مدة عشر سنوات. 
 
و في عام 1946 غنت 3 قصائد من ألحان السنباطي وكلمات أحمد شوقي. 
بعد عام واحد من غنائها لأغنية (أنت عمري) التي لحنها محمد عبد الوهاب ، غنت قصيدة الأطلال عام 1966 من ألحان رياض السنباطي , وكان غناؤها لهذه الأغنية رداً من السنباطي على عمل عبد الوهاب ( أنت عمري) الذي حقق نجاحًا كبيرًا و بهذا استطاع السنباطي إثبات قدرته الفائقة على تلحين القصائد التي تكتب بالفصحى. 
 
و في الستينات عاشت أم كلثوم أزهى عصورها الفنية على الإطلاق , و بعد النكسة استقبلت أم كلثوم هذا الخبر بكل حزن مثلها مثل كل المصريين، وكانت من أوائل المطربين الذين أقاموا الكثير من الحفلات داخل مصر وخارجها للتبرع بأرباحها إلى المجهود الحربي وتغني أغنيتها الشهيرة (أصبح عندي الآن بندقية) وغنت أيضا أغنية (حبيب الشعب) لعبد الناصر بعد تنحيه وعودته ثانيا. 
 
عام 1967 غنت أم كلثوم على مسرح الأولمبيا في العاصمة الفرنسيّة باريس  ويعد أشهر مسرح على الإطلاق وكانت الحفلتان الوحيدتان التي تحييهما خارج العالم العربي. 
 
تنهي أم كلثوم فترة الستينات، بغناء ( رسالة إلى الزعيم) من تأليف نزار قباني وألحان رياض السنباطي عام 1970 ترثي بها جمال عبد الناصر بعد وفاته كما و كان لها العديد من الجوائز و التكريمات منها : حصلت على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى عام 1960، ووسام النهضة من ملك الأردن عام 1975 و وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس هاشم الأتاسي، وسام الجمهورية من رئيس تونس بورقيبة عام1968، و من رئيس الوزراء اللبناني رشيد كرامي نالت وسام الأرز عام 1959. 
 
مع إصابتها بمرض التهاب الكلى، بدأت صحتها تسوء عام 1971، فتوقفت عن تقديم الحفلات، وكانت أغنية ليلة حب آخر ما غنته عام 1972 ،في 1975م تصدرتْ أخبار مرض أم كلثوم الصحف و الإذاعة، توفيت  عام 1975 بسبب قصور القلب عن عمر يناهز 76 عاماً في القاهرة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد