تعرف على قلعة الكرك

mainThumb

10-12-2017 07:35 PM

عمان - السوسنة - هبه خالد الفاخوري - قلعة الكرك أنشئت في عام 1142 , وهي من أكبر وأهم قلاع الحملات الصليبية في الأردن وبلاد الشام ، تبلغ مساحتها حوالي 25,300 متر مربع  , وترتفع عن سطح البحر ما يقارب 1000 متر , وتقع من الجنوب إلى أضرحة العديد من الصحابة الذين  استشهدوا في معركة مؤتة ومنهم : جعفر بن أبي طالب , وزيد بن حارثة , وعبد الله بن رواحة .

 
بنيت القلعة على يد فولك أمير بيت المقدس لحماية الجهة الجنوبية من بلاد الشام  , وتأمين الطريق بين دمشق ومصر أثناء الحروب الصليبية ، وكانت من الحصانة والقوة حيث حلت مكان قلعة الشوبك التي بنيت جنوباً قبلها بثلاثين عام , وضرب صلاح الدين الأيوبي على القلعة حصار شديد لفترة ، ثم تمكن من انتزاعها في أعقاب معركة حطين , ثم انتقل حكم القلعة إلى المماليك ثم العثمانيين ، ولكن لم  يكن لها دور تاريخي بعد الحروب الصليبية حتى الثورة العربية الكبرى ، التي لعبت فيها دور بالتحكم بطرق المواصلات بين الحجاز والشام ومصر .
 
وكان يطلق عليها قديماً اسم kir hareseth أو  kir hares او kir moab وتعني كلمة كير المدينة لكنها فقط إذا التقت مع كلمة مؤاب فهي تعني القلعة ، وهي  من أهم مدن مملكة مؤاب قبل حكم الملك ميشع المؤابي  وبعده ، وظل اسمها كير مؤاب حتى الاحتلال الصليبي لبلاد الشام ، ثم غير الصليبيين اسم كير مؤاب إلى crac des moabites وتعني باللغة الفرنسية قلعة المؤابيين وهي كما يبدو ترجمة ل اسمها كير مؤاب ومن ثم kerak من crac او krak وهي كلمة بالفرنسية تعني القلعة وهو الاسم الحالي للمدينة .
عام 1980 حولت القلعة إلى متحف أثري , يعرض فيه آثار المسلمين في الفترة المملوكية والعثمانية ، ويوجد فيه قسم يغطي فترات العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي والعصر الحديدي , ويتضمن مجموعة من قطع أثرية نبطية ورومانية وبيزنطية وصليبية ,و في شهر يناير 2004 أعيد فتح المتحف أمام الجمهور , وأصبح متاح للعامة .
 
وأنشئت القلعة على الجانب الجنوبي من الهضبة المثلثة التي تقع فوقها مدينة الكرك ، ويبلغ طولها 220 متر ، وعرضها من 125م في جانبها الشمالي إلى 40م في جانبها الجنوبي ، وتطل على وادي تجري فيه قناة مياه , وتقع تحت أرضها ممرات تقود إلى غرف حصينة ,  تشير بعض سجلات المؤرخين أمثال :المقريزي والدواداري إلى أن بناء القلعة كان قائم قبل بدء الحملات الصليبية ، ولكنهم قاموا بترميمها وتوسيعها .  
 
ويوجد فيها العديد من المعالم الأثرية ومنها : مدفع هاوتزر البريطاني من عيار 5 إنشات , والخندق , والقصر الملكي , وخزان مياه للآبار .
وذكر محمد بن عبد الله ابن بطوطة قلعة الكرك في كتابه تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار وقال : ( ثم يرحلون إلى حصن الكرك , وهو أعجب الحصون وامنعها وأشهرها , ويسمى بحصن الغراب , والوادي يطيف به من جميع جهاته وله باب واحد قد نحت المدخل إليه في الحجر الصلد, ومدخل دهليزه كذلك , وبهذا الحصن يتحصن الملوك ، واليه يلجأون في النوائب وله لجأ الملك الناصر , لأنه ولي الملك وهو صغير السن , فاستولى على التدبير مملوكه سلار النائب عنه , فأظهر الملك الناصر أنه يريد الحج ,  ووافقه الأمراء على ذلك. فتوجه إلى الحج , فلما وصل إلى عقبة أيلة ، لجأ إلى الحصن وأقام فيه أيامًا إلى أن قصده أمراء الشام , واجتمعت عليه المماليك وكان قد ولي الملك في تلك المدة بيبرس الجاشنكير وهو أمير الطعام وتسمى بالملك المظفر ,  وهو الذي بنى الخانقاه البيبرسية بمقربة من خانقاه سعيد السعداء التي بناها صلاح الدين الأيوبي. فقصده الملك الناصر بالعساكر, ففر بيبرس إلى الصحراء , فتبعه العساكر فقبض عليه ، فأتى به إلى الملك الناصر فأمر بقتله ، فقتل , وقبض على سلار وحبس في جب حتى مات جوعًا . ويقال أنه أكل جيفة من الجوع. نعوذ بالله من ذلك." والقلعة ما زالت غامضة من الداخل ففيها سراديب لم تكتشف إلى الآن . ) اقرأ أيضا : أم قيس .. كُحل عين عروس الشمال

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد