من هو أبو بكر الرازي ؟

mainThumb

28-12-2017 08:52 PM

السوسنة – هبة خالد الفاخوري - أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي  , ولد في إيران بمدينة الري 250 ه / 26 / أغسطس / 865 م , وكان عالم في  مجال علم الفلك وطبيب من العصر الذهبي للعلوم , فقد درس الرياضيات والطب والفلسفة والفلك والكيمياء والمنطق والأدب .
  أمضى شبابه في مدينة السلام  , وتعلم صناعة الطب في بغداد , وبعد إنهاء دراسته الطبية ، رجع إلى مدينة الري , عندما دعاه حاكمها ( منصور بن إسحاق ) ، وولاه إدارة مستشفى الري , ثم ألف له كتاب بعنوان المنصوري في الطب ( اختص بأمراض الجسم ) وأتم به كتاب الطب الروحاني ( أختص بأمراض النفس ) , ثم ذهب إلى بغداد وتولى رئاسة المعتضدي الجديد ، وبعد ذلك تولى العديد من المناصب المرموقة في الري . 
 
وكان الرازي أول من ابتكر خيوط الجراحة ، وصنع المراهم ، وله الكثير من الرسائل في شتى مجالات الأمراض وكتب في كل فروع الطب والمعرفة ، وله مؤلفات في الصيدلة ساهمت في تقدم علم العقاقير , وله 200 كتاب ومقال في مختلف جوانب العلوم وترجم بعضها إلى اللاتينية .
وكان الرازي مؤمنا بفلسفة سقراط الحكيم فيقول: ( أن الفارق بينهما في الكم وليس في الكيف ) , ودافع عن سيرة سقراط الفلسفية بقوله : ( أن العلماء إنما يذكرون الفترة الأولى من حياة سقراط ، حينما كان زاهدا وسلك طريق النساك ) , ثم يقول : ( أنه كان قد وهب نفسه للعلم في بدء حياته لأنه أحب الفلسفة حبا صادقا ، ولكنه عاش بعد ذلك معيشة طبيعية ) .
 
كان الرازي مؤمنا باستمرار التقدم في البحوث الطبية ، وذلك بدراسة كتب الأوائل ، وقال في كتابه في محنة الطبيب وتعيينه ، نقلا عنجالينوس  ( وليس يمنع من عني في أي زمان كان أن يصير أفضل من أبقراط ) .
 
وقسم الرازي في الكيمياء المواد المعروفة في عصره إلى مواد معدنية , ومواد نباتية , ومواد حيوانية , ومواد مشتقة ,  وقسم أيضاً المعادن إلى أنواع ، وقام بتحضير بعض الحوامض , حيث كان أول من ذكر حامض الكبريتيك وأطلق عليه اسم زيت الزاج أو الزاج الأخضر ، واستخلص الكحول بتقطير مواد نشوية وسكرية مختمرة .
أسهم أيضاً في مجال الفيزياء حيث قام بتعيين الكثافات النوعية للسوائل ، وصنف لقياسها ميزان خاص أطلق عليه اسم الميزان الطبيعي .
 
ووجهت له العديد من الانتقادات من أبو الريحان البيروني الذي لم يكتفي بسرد كتب الرازي بل حذر من آراء الرازي حول الأديان وكان يعتبره متأثرا بفكر المانوية , وقال عنه موسى بن ميمون القرطبي في كتابه دلالة الحائرين  :  ( للرازي كتاب مشهور وسمه بالإلهيات ضمنه من هذياناته وجهالاته عظائم ) , وقال أيضا : ( كتاب العلم الإلهي الذي ألفه الرازي عديم الفائدة لأن الرازي كان طبيباً فقط ) .
 
وله العديد من المؤلفات المختلفة في الطب والكيمياء,  وغيرها ومنها :  كتاب الشكوك على جالينوس , وكتاب في الفصد والحجامة , وكتاب الطب الروحاني , وكتاب إن للعبد خالقاً , وكتاب المدخل إلى المنطق , وكتاب هيئة العالم , مقالة في اللذة , وكتاب طبقات الأبصار , وكتاب الكيمياء وأنها إلى الصحة أقرب , وكتاب أخلاق الطبيب , وكتاب الحاوي في الطب , وكتاب الطب  , وكتاب تاريخ الطب , وكتاب الأدوية المفردة , وكتاب السيرة الفلسفية .
وفي الفترة الأخيرة من حياته أصيب بالماء الأزرق في عينيه ، وبعدها فقد بصره وتوفى في مدينة الري 311 هـ / 19  / نوفمبر / 923 م .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد