ليبيا .. 3 كتل عسكرية تحول دون سيطرة حفتر على طرابلس

mainThumb

23-11-2018 02:29 PM

السوسنة - على الرغم من أن قوات خليفة حفتر تسيطر على معظم أجزاء إقليم برقة (المنطقة الشرقية لليبيا)، بالإضافة إلى محافظة الجفرة (وسط)، وأجزاء من إقليم فزان (جنوب غرب)، إلا أن حفتر يواجه كتائب قوية في الغرب الليبي، تحول دون سيطرته على العاصمة طرابلس، وبالتالي تنصيب نفسه زعيما على كامل البلاد.

 
لكن هذه الكتائب وإن كان يجمعها العداء لحفتر، إلا أنها تعاني انقسامات كثيرة إلى حد التشظي أحيانا، وأبرزها:
 
1- كتائب مصراتة:
 
وتعد أكبر قوة عسكرية منظمة في الغرب الليبي، وتمتلك أشبه بجيش صغير يقدر بأزيد من 17 ألف مقاتل، و5 آلاف عربة مسلحة، ومئات الدبابات، ناهيك عن صواريخ أرض ـ أرض متوسطة المدى (حسمت بها معركة مطار طرابلس الدولي في 2014)، فضلا عن صواريخ أرض ـ جو مضادة للطائرات (سام 7، أسقطت بها أكثر من مروحية لحفتر)، فضلا عن طائرات ميغ 25 (أعيدت صيانتها)، وطائرات نقل عسكرية.
 
وأكبر نجاح حققته كتائب مصراتة، هزيمتها لكتائب الزنتان في 2014، وتحييدها لمدينة بني وليد (الموالية لنظام القذافي)، وتأمينها للجنوب الليبي خاصة في سبها وأوباري بفضل ما يسمى "القوة الثالثة"، وأهم من ذلك كله دورها المحوري في هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في منطقة سرت عام 2016.
 
لكن كتائب مصراتة التي تضم عشرات وربما مئات الكتائب، تواجه انقساما حادا بين مؤيد لحكومة الوفاق بقيادة السراج، وعلى رأسهم وزير الداخلية الجديد فتحي باشاغا (لديه نفوذ على لواء المحجوب وكتيبة الحلبوص الأكثر تسليحا)، وموالٍ لحكومة الإنقاذ السابقة (2014 ـ 2016)، وعلى رأسهم لواء الصمود بزعامة صلاح بادي (أحد قادة فجر ليبيا والمدرج في لائحة العقوبات الأمريكية)، وتواصل هذا الانقسام حتى بعد طرد كتائب طرابلس لقوات مصراتة الموالية للغويل في 2017، كما تعرضت لنكسة أخرى بعد تراجع "القوة الثالثة" التابعة لها، والمكلفة بتأمين الجنوب من كل من محافظتي الجفرة (وسط)، وسبها (جنوب غرب) إلى مدينة مصراتة.
 
2- كتائب طرابلس:
 
وهذه الكتائب أقل تنظيما وتماسكا من كتائب مصراتة، وليس لها مجلس عسكري يجمعها، ولكن جميعها يتبع "اسميا" لحكومة الوفاق، وتحالفت فيما بينها لتأمين العاصمة وطرد كتائب حكومة الإنقاذ، وأيضا اللواء السابع ترهونة من طرابلس، وأبرز هذه الكتائب:
 
أ ـ كتيبة ثوار طرابلس بقيادة هيثم التاجوري، وتعتبر أشهر كتيبة مؤثرة في العاصمة الليبية، ولعبت دورا رئيسيا في طرد كتائب حكومة الإنقاذ من العاصمة في 2017، كما تصدت لهجوم اللواء السابع ترهونة رفقة حلفائها في طرابلس عام 2018.
 
ب ـ كتيبة النواصي بقيادة مصطفى قدور، وتسيطر على منطقة سوق الجمعة التي يتواجد بها مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة، وتعد من أكثر الكتائب المعادية لحفتر، حيث نشرت في مايو / أيار 2017 الدبابات في شوارع العاصمة، احتجاجا على اعتراف محمد سيالة وزير خارجية حكومة الوفاق الوطني، بحفتر قائدا للقوات الليبية المسلحة.
 
ج ـ قوة الردع الخاصة بقيادة عبد القادر كارة، تعتبر من أقوى الكتائب الأمنية في طرابلس، والمتخصصة أكثر في مكافحة الجريمة والإرهاب، وخاصة العناصر الموالية لداعش.
 
د ـ الأمن المركزي أبو سليم (كتيبة غنيوة) بقيادة عبد الغني الككلي، تتمركز في حي أبو سليم الشعبي وسط طرابلس، والذي تنتشر فيه الجريمة، وخاضت عدة معارك واشتباكات مع كتائب موالية لحكومة الإنقاذ السابقة واللواء السابع ترهونة.
 
كما تنتشر في طرابلس عدة كتائب صغيرة على غرار كتيبة البقرة بقيادة بشير خرف الله، التي سبق لها أن قصفت مطار معيتيقة (رغم أنها تتبع اسميا الوفاق).
 
3- كتائب الزنتان
 
وتعد من أقوى الكتائب في غرب ليبيا (إلى جانب كتائب مصراتة)، ويقود مجلسها العسكري أسامة الجويلي وزير الدفاع الأسبق، وكانت هذه القوات متحالفة مع حفتر، بسبب خصومتها المحتدة مع كتائب مصراتة للسيطرة على طرابلس والمنطقة الغربية (2014 ـ 2016).
 
لكن بعد توقيع اتفاق الصخيرات نهاية 2015، انقسمت كتائب الزنتان بين مؤيد لحكومة الوفاق، بقيادة الجويلي (عين لاحقا قائدا للمنطقة الغربية في قيادة أركان قوات حكومة الوفاق)، وبين موالٍ لحفتر، بقيادة إدريس مادي.
 
وعندما أعلن حفتر استعداد قواته لدخول طرابلس في 2017، عارضت الزنتان ذلك.
 
كما سبق لحفتر أن تبرأ من كتائب الزنتان في تصريحات صحفية له، وبعد تصالح مصراتة مع الزنتان في مارس / آذار 2018، ابتعدت الأخيرة خطوات أخرى عن حفتر، ما شل دور قواته في المنطقة الغربية بشكل كبير.
 
وتمثل هذه الأطراف الثلاثة أكبر القوى العسكرية التي تعيق سيطرة حفتر على طرابلس، إلى جانب كتائب أخرى تنتشر في مدن الغرب الليبي، وكتائب غير واضحة الولاء، مثل اللواء السابع في ترهونة بالقرب من العاصمة (حارب قوات حفتر لسنوات ويعلن ولاءه اسميا لحكومة الوفاق، لكنه خاض مؤخرا معارك مع كتائب طرابلس)، واللواء السادس في سبها (جنوب غرب)، والمنقسم بين موالين لحفتر وموالين للوفاق، لكنهم يشتركون في قتال المجموعات المسلحة التشادية جنوبي البلاد.
 
الاناضول


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد