وطن في اليد وعشر حروب على الشجرة

mainThumb
لوحة" "على شاطئ الواقع والخيال" لسلفادور دالي

21-05-2024 01:47 AM


بعيداً عن الرومانسيات والاستعارات الشعرية لتحديد المعنى الحقيقي للوطن والمواطنة والانتماء... قررتُ أن أواجه فوضى المصطلحات وأقسو على نفسي كمواطنة صالحة، أو عفواً تحاول أن تكون، لانتشال ما تبقى منا أثناء غرقنا العبثي بكل شيء تقريباً...
فنحن كشعب يضع نفسه مكان الجميع ويصر على أن يترك مكانه فارغاً... نواجه حرباً أو أكثر مع أنفسنا ومع كل ما يحيط بنا "تاريخياً وجغرافياً" فنحن مسكونون بفكرة "المؤامرة" والحرب الكونية على وجودنا... لذا؛ ترانا نقصّ الفائض من أقدامنا لنمدها على قدر لحافنا... التزاماً بحكمة الأجداد الذين لم يكن لهم لحاف أصلاً...
وترانا أيضاً نبتلع خيباتنا "الوطنية" خوفاً من فزاعة "بدكوا يصير فينا مثل البلدان اللي تدمرت" رغم أننا نريد أن نكون مثل سنغافورة مثلاً... دون أن تتعارض فسيفسائية "الأمن والأمان" مع المواطنة الحرة والجديرة بالحياة...
ولأن لكل وطن حروبه الخاصة... حربنا هنا أكثر تعقيداً وغرائبية فسلاحنا ليس دموياً بالمعنى الحرفي لأننا نحارب بعضنا و "نحارب أنفسنا أيضاً" بأصابع الاتهام الموجهة بكل اتجاه فالجميع متهم والجميع بريء من "دم يوسف"... تماماً كما يقول فيودور دوستويفسكي "إن البقاء في الوطن أفضل... فهنا على الأقل يستطيع المرء أن يتهم الآخرين بكل شيء وأن يبرئ بذلك نفسه"... لذلك أعتقد أن حروبنا لن تنتهي أبداً طالما أننا نمارس "قانون سكسونياً" فنمد رؤوسنا للمقصلة في الوقت الذي يمد الجناة رؤوسهم للظل...!
وفي لحظة "بؤس شخصي" أتساءل "أعتقد أن من حقي ذلك" كيف يمكن أن أكون مواطنة بكل ما تحمله الكلمة من دلالات... في الوقت الذي تقفز في رأسي فكرة يومية: لماذا علي أن استيقظ صباحاً طالما أني لا أملك ترف اختيار ماهية وجودي..!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد