ورحل احمد بزبز الحيارى المغفور له بإذن الله

mainThumb

29-05-2020 09:04 PM

احمد بزبز الحيارى (أبو رسول) في ذمة الله (يوم الأربعاء 27/5/2020) بعد كفاح متواصل ومعاناة طويلة من اجل الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان والهوية الوطنية الأردنية. رجل ولا كل الرجال صاحب مبدأ وموقف، مستعد للتضحية من اجل قناعاته، جريء شجاع ينبض بالشهامة والكرامة، ومدرسة في الوطنية والرجولة والصراحة وقول الحق
انتسب الى الامن العام وتقاعد منه برتبة مقدم حيث عمل في أواخر خدمته بالشرطة الدولية، الا انه كان طموحا جموحا وكانت نفسه كبيرة فتعبت في مرادها طاقاته وجسده، وافتتح بعد تقاعده منبرا إعلاميا (موقع الكتروني) كان شعلة مضيئة من الحرية والدفاع عن حقوق الأردنيين المغلوبين واليتامى والفقراء والارامل والقضايا الوطنية .
المغفور له بإذن الله، احمد بزبز الحيارى كان لا يكل من العمل ومن متابعة قناعاته، شامخا صاحب انفة لا يشرب على القذى، ولا يمل من الإصرار على الحق، مهما كلفه ذلك من تضحيات، وكان يشاركنا في اللقاءات والاحتجاجات والحراكات والوقفات الخاصة بمطالب الناس، ويغطيها بأمانة وصدق ووطنية.
وقد تعرض للاضطهاد ، لكنه لم يرضخ، وحُورِب في لقمة عيشه وفي عمله، ولكنه لم يرضخ ولم يستسلم ولم ينهزم ، كان رجلا واضحا ويعرف ما يريد .
كان عفيف النفس يتحسس حاجات المظلومين وليس لديه من حيلة او وسيلة الا النشر والكلمة، احمد بزبز الحيارى (أبو رسول) رحمه الله، ليس غريبا عليه ان يكون متمردا على الظلم ، انه من عشيرة اردنية متجذرة في التراب الأردني ومتجذرة في المجد والكرامة والتاريخ , انها عشيرة الحيارات الطائية الأردنية الاصيلة الجليلة , صاحبة التاريخ العريق، أبناء حيار الطائي وكانت لهم امارة امتدت على مدى أربعة قرون شملت البوادي الأردنية والسورية وشمال جزيرة العرب، وشكّلت دِرْعا لحماية الأردن من هجمات أخرى من التتار , لقد وقفوا في وجه التتار ببسالة اردنية عزّ نظيرها ، وظهر من الحيارات عبر تاريخهم قامات وقادة عسكريين وعلما وأطباء وشعراء وشخصيات سياسية واجتماعية وإعلامية متفوقة , وهامات تطاول السحاب ولا يقلقها نباح الكلاب التي تزداد نباحا في عصرنا الحاضر
احمد بزبز الحيارى يحمل ارث السلط المحروسة درة الأردن المكنونة وجوهرتها المصونة، ويحمل ارث عشائر السلط الكرام الذين يغيثون الملهوف ويكرمون الضيوف، يحمل عبق دحنون البلقاء وزعتر المغاريب واللوز المر وبلوط عرضة عباد وتراب عيرا ويرقا وماء عين حزّير ونسائم بطنه وشفا العامرية وايوب، واشجار زي وجلعاد، ويكفيه وسام شرف ان أعداء الأردن والاردنيين لم يستسيغوه يوما، لان معدنه نقي ومعدنهم ملوث
المرحوم أبو رسول لم يُقَصّر في وقوفه معي شخصيا، ويستحق مني النعي من قلب صادق يقطر حزنا عليه، يستحق النعي الجليل والعرفان بالجميل، وكان نعم الصديق الصادق الصدوق
رحمة الله عليك يا ابا رسول واسكنك الله فسيح جناته، والهم ذويك الصبر والسلوان،
وان من خاصمك وبغى عليك في الدنيا فلا تحزن، لان الله بالمرصاد لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم
وكما قال الشاعر العباسي أبو العتاهية (توفي عام 213هـ،826م)
أما والله إن الظلمَ شؤمٌ -وما زالَ الظَلومُ هو المَلُوم
إلى ديان يوم الدين نمضي -وعند اللهِ تجتمعُ الخصوم
ستعلمُ في المعاد إذا التقينا -غدًا عندَ المليكِ مَنْ الظَلُوم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد