إِذَا وُسِّدَ اَلأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فِي أَمْرِيْكَا فِانْتَظِر إِنْهِيَارِهَا

mainThumb

08-06-2020 02:33 PM

منذ أن تم إنتخاب بوش الأب الرئيس الواحد والأربعين لأمريكا ومن ثم بوش الإبن الرئيس الثاني والأربعين لأمريكا وبدأت أمريكا في الإنحدار، وبدأت التوقعات لها في الإنهيار. وقد توقع عالم الإجتماع يوهان جالتونج النرويجي إنهيار الإمبراطورية الأمريكية على زمن بوش الإبن في عام 2025 ومن ثم لتسارع الأحداث المأساوية في العالم والتي كان سببها السياسة الأمريكية الخارجية عاد وتوقع إنهيار الإمبراطورية الأمريكية في عام 2020. وقد توقع العالم يوهان قبل ذلك إنهيار الإتحاد السوفياتي قبل وقوعه عام 1991 وقد إنهار، وتوقع إندلاع الثورة الإيرانية عام 1978 وقد إندلعت. كما وتوقع أحداث الحادي عشر من سبتمبر قبل وقوعها عام 2000 وقد وقعت أيضاً. ويعتمد العالم يوهان جالتونج (الذي يعتبر الأب المؤسس لدراسات السلام كموضوع علمي معترف به، والمتخصص في علوم السلام والذي ترشح لجائزة نوبل للسلام) في توقعاته على قرائته لمعطيات الواقع ويضع السينوريوهات ويصل إلى النتائج المؤكدة والدقيقة حول الأحداث السياسية الكبرى في العالم. وقد ألف كتاب بعنوان سقوط الإمبراطورية الأمريكية وماذا بعد؟، هذا العالم غزير الإنتاج وساهم في العديد من المجالات في علم الإجتماع ونشر في ذلك أكثر من ألف مقال وأكثر من مائة كتاب . وقد بنى يوهان نظريته على إنهيار الإمبراطورية الأمريكية على التلاعب السياسي والعسكري ونهج الولايات المتحدة الذي كرَّس العدوان والغطرسة والعنف والنفاق على حد صفته فضلاً عن جهل أمريكا في الثقافات الأخرى.

وقد تم إنتخاب السيد دونالد جون ترمب (Donald John Trump)الرئيس الخامس والأربعون والحالي لأمريكا في 20 يناير 2017 والذي ولد في 14 يونيو 1946 وهو الابن الرابع لعائلة مكونة من خمسة أطفال، والده فريد ترمب من ألمانيا أصلاً وهاجر لأمريكا في العام 1885 وهو أحد الأثرياء وملاَّكي العقارات في مدينة نيويورك. فخبرة وخلفية ترمب كلها في العقارات والتجارة والكازينوهات وحلبات المصارعة ... إلخ من الأمور التي ليس لها علاقة لا في السياسة الداخلية ولا الخارجية (السياسة العالمية) الأمريكية. وقد إعتبر يوهان مناهضة ترمب للمهاجرين وإرتفاع الفاشية هي القاعدة الأساسية التي يبني عليها قراءاته وإستنتاجاته وتوقعاته لأمريكا وهي إحدى المراحل النهائية للتراجع المتوقع لأمريكا. فيصفها بالدولة القاتله ويصف سياستها بإرهاب الدولة الفاشية الجديدة مقارنة مع ألمانيا النازية لضرب أمريكا كوسوفو خلال قصف الناتو ليوغوسلافيا عام 1999. وقد سرد يوهان في مقال نشره عام 2004 أربعة عشر تناقضاً من شأنه أن يسبب تراجع وسقوط الإمبراطورية الأمريكية بعد حرب العراق ولكنه فصل بين مفهومين الأول: الجمهورية الأمريكية والثاني الإمبراطوية الإمريكية قاصداً أن إنهيار سيطرة أمريكا على العالم يحدث أولاً ومن ثم إنهيارها من الداخل كولايات متحدة كما حدث في الإتحاد السوفياتي السابق. إتهمت صحيفة هآرتس الإسرائيلية جالتونج بمعاداته للسامية لتوقعه دوراً للموساد في هجمات النرويج عام 2011 وإصراره على أن ست شركات إسرائيلية تسيطر على وسائل الإعلام الأمريكي، وبسبب تنبؤه بمعادات الساميه في ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى لشغل اليهود الألمان مناصب مؤثرة وحساسة فيها. وقد عمل اللوبي الصهيوني على إعلان منظمة أكاديمية السلام العالمية تعليق عمل جالتونج في المنظمة واصفةً تصريحاته بالطائشة والهجومية. فهل ما نراه من أحداث تحدث هذه الأيام في امريكا هي بداية لإنهيار الإمبراطورية الأمريكية؟.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد