كَفَاكَ بِفَايْرَوسِ كُورُونَا كُوفِيْد-19 وَاعِظاً أَيُهَا اَلإِنْسَان

mainThumb

10-06-2020 09:48 AM

قالها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قبل: عليك بالموت (الوفاة – الموتة الكبرى، علماً بأن الموتة الصغرى هي النوم) واعظاً يا عمر، ونحن الآن نقولها لكل إنسانٍ متعجرفٍ متعالٍ شايف نفسه ورافع خشمه على الناس لكونه في منصب معين ويتحكم في أمور الناس.

نضرب أمثالاً على أولئك: قاضي في محكمة أمانة عاصمة ما في دولنا العربية أو في أي محكمة من محاكم أمانات مدن أي دولة من دولنا العربية المختلفة، أو قاضي في محكمة بداية أو إستئناف أو في أيٍ من المحاكم العليا والمختصة الأخرى، أو أي مسؤول في وزارة أو إدارة عامة أو مؤسسة عامة أو حتى أي مدير من دوائرها ... إلخ. نقول لهم، لا تنسوا أنكم كنتم طلاباً وبعضكم كانوا يستجدون النجاح من أساتذتهم وكانوا يضعون الواسطات من أجل النجاح في مساقاتهم أو في مساقات معينة.

والذي ينسى ماضيه ليس له حاضراً ولا مستقبلاً، فعليكم أن تعلموا أيضاً جيداً أن المناصب التي أنتم فيها الآن كان فيها غيركم من قبلكم، ولو دامت هذه المناصب لمن قبلكم ما وصلت إليكم. وليعلم كل واحد ممن ذكرنا ممن نسوا ماضيهم ويتجبرون في الناس أنه حلف اليمين على أن يكون مخلصاً لقيادته ولوطنه ولمهنته ولا يظلم أحداً، وأنه لا خير في قوم لم يحترم صغيرهم كبيرهم ولم يرحم كبيرهم صغيرهم.

وعليكم جميعاً أن تأخذوا دروساً في الإنسانية والتعامل مع أصحاب القضايا من القضاة الأجانب أو من المسؤولين الأجانب لأن في تصرفات بعضكم مع من تتعاملون معهم تسيء للمهنة والإنسانية. فمهنة القضاء مهنة إنسانية وفيها الرحمة قبل أن يكون فيها القسوة وإصدار الأحكام الظالمة لإشباع رغبات النفس الأمارة بالسوء (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (يوسف: 53)).

فنقول لكل أولئك ما زال فايروس كورونا كوفيد-19 يصول ويجول بين شعوب معظم دول العالم ويحصد الأرواح، فإعتبروا يا أولي الأبصار فمن الممكن أن يصلكم هذا الفايروس ليلقنكم دروساً للمستقبل أو ليتعظ غيركم بكم إذا فتك بكم وأصبحتم في عداد المتوفون، فليس كبيراً ولا عظيماً ولا على كل شيء قدير إلا رب العالمين.

ومهما علوت أيها الإنسان في المناصب فأنت لا محال ستعود إلى الله (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (البقرة: 281))، وستحاسبون على تصرفاتكم وما تكنه أنفسكم وليس على عشائركم أو عائلاتكم (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (أل عمران: 185))، هذا إذا كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر. وأما إذا كنتم ممن ذكرهم الله في هاتين الآيتين فلا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل فيكم وفي أهاليكم الذين لم يحسنوا تربيتكم (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (الأعراف: 179) ، (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (الفرقان: 44)). ولا تنسوا أن لا أحد يستطيع أن يفر من الموتة الكبرى (الوفاة) سواء بسبب كورونا كوفيد-19 أو غيره من الأسباب (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (الجمعة: 8)).

فننصحكم بتقوى الله وبالعدل وبإحترام من هم أكبر منكم سناً وبحسن الخلق والتعامل مع كل من يتعامل معكم ممن لهم قضاء حاجات عندكم وأن تطبقوا قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (النساء: 135)). وضعت هذه الآية مترجمة للإنجليزية على الحائط المقابل للمدخل الرئيسي لكلية القانون بجامعة هارفارد، وهو حائط مخصص لأهم العبارات التي قيلت عن العدالة عبر الأزمان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد