التدخل التركي في ليبيا

mainThumb

29-06-2020 11:48 PM

كشف "جون بولتون" المستشار السابق للأمن القومي الأمريكي, في كتابه "الغرفة التي شهدت الأحداث"عن عمق العلاقة التي تربط الرئيس الأمريكي دونالد" ترامب بالرئيس التركي "رجب طيب أورغان ",وكيف تعامل ترامب مع الطلبات المتكررة للرئيس أوردغان ,و المتعلقة بالمقاتلين الأكراد و المعارض التركي" فتح الله غولين"وبنك خلق التركي. وقال بولتون في كتابه بأن ترامب مغرم بالزعماء السلطويين الأجانب مثل أوردغان و بوتين وشي جي بينغ ..


هذا الرئيس السلطوي أوردغان ,الذي لا زال يحلم بإعادة الأمبراطورية العثمانية القديمة للسيطرة على الأمة العربية و الأسلامية ,حيث يعتبر نفسه سلطانا عثمانيا .و اليوم نشهد التدخل التركي المقيت في ليبيبا, حيث تنشر المخابرات التركية 28 تنظيما مسلحا وتدفع لهم الرواتب, كما تقدم المعونات العسكرية و اللوجستية ,وتعتبر نفسها الامر الناهي في طرابلس, خاصة بعد توقيع المعاهدة البحرية بين السراج و اوردغان و التي تتيح التدخل الجوي و البحري لتركيا متى شاءت . فهاهي تركيا تتدخل في سوريا و العراق وفي مصر وحاليا في ليبيبا .لم تترك مكان إلا وحاولت المناورة فيه !لزرع الميليشيات المسلحة المرتزقة ..هذه اللعبة إستمرت طوال فترة رئاسة أوردغان وفي نفس الوقت لاحظ المتابع لمسيرة الرجل الحالم بالسلطنة يرى بوضوح كيف فتح البلاد للسياحة حيث يزور تركيا سنويا 50 مليون سائح مما رفع عائدات السياحة لنحو 50 مليار .هذا السعي التركي للسيطرة على منابع الغاز و النفط سار. حسب المخطط غيرأن حجم الضرر الذي أوقعه أوردغان ,فاق صبر الأخرين ومحاولة التغاضي, حيث دارت معارك طاحنة بين الجنود الاتراك و الروس في سوريا وتجبرت تركيا عندما إستولت على منطقة "عفرين "وعينت عليها حاكما تركيا بعد أن رفعت علم تركيا عليها !!!ولا ننسى تدخلها في شمال العراق بحجة مطاردة "حزب العمال الكردستاني" وقبل عدة أيام أدارت عبر ميلشياتها معارك طاحنة في ليبيا الى جانب السراج ضد حفتر .كل هذه المعارك و الحروب هدفها الاستيلاء على منابع الطاقة المختلفة من الغاز الى النفط .رجل مهوس بالسلطة و التوسع وهناك من يدعمه ويعزز غروره السلطوي ولم يجد لليوم من يوقف مخططاته التي تشمل توفير منطقة أمنة لتسهل تمدد الأمبراطورية وتوسيع رقعتها الجغرافية .هذا التوسع غير مقبول بل مرفوض من دول مجاوروة مختلفة مثل اليونان وقبرص ومصر .

وكذلك دول عربية لم يعجبها هذا التدخل غير أن اوردغان لا يلتفت الى ذلك لطالما هو قادر على تحريك عناصره في ليبيا .ما يقلق مصر هو هذه العناصر المسلحة ومن هنا أتت المبادرة المصرية لوقف الصراع الدائر هناك ولتقلب الطاولة على رأس طرفي الإتفاق السراج و أوردغان .و الأيام القادمة كفيلة بتوضح الصورة ووضع النقاط على الحروف .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد