الشيخ إمام أول سجين بسبب أغانيه

mainThumb

25-09-2020 05:10 PM

السوسنة - حكم عليه بالمؤبد، وكان حين ينتقل من سجن إلى آخر يغني أغنيته المشهورة "شيد قصورك"، ذلك هو الشيخ إمام.

 

الشيخ إمام هو إمام محمد أحمد عيسى و لد عام 1918 بمحافظة الجيزة في مصر لأسرة فقيرة، أصيب في طفولته بالرمد الحبيبي، و فقد بصره نتيجة الجهل في معالجة هذا المرض و اللجوء إلى الوصفات الشعبية، وكان له في طفولته ذاكرة قوية استغلها في حفظ القرآن الكريم إذ كان والده يريد أن يراه شيخا كبيرا

 

رافق أمّه الحنون التي أشفقت عليه بعد فقدانه البصر إلىى حفلات النساء فسمع غناءهن وأهازيجهن، فامتلك أذنا موسيقية.
طرده أبوه من القرية بعد فصله من الجمعية الشرعية التي حفظ فيها القرآن و ذلك لاستماعه للإذاعة الذي كان من ممنوعات الجمعية لكونه بدعة، على الرغم من أنه كان يسمع القرآن، ولم يتمكن من تشييع أمه عند وفاتها بسبب طرد والده له من القرية، ولم يعد لقريته إلا بعد وفاة والده.
و سكن بعد ذلك و طوال حياته في منزل متواضع في الغورية – حي شعبيّ في مصر -، حيث وجد هناك مجموعة من أهالي قريته، و امتهن الإنشاد و تلاوة القرآن الكريم.

 

أعجب بصوته الشيخ درويش الحريري و تولى تعليمه الموسيقا، و بدا بشق طريقه الفني في منتصف الثلاثينات بعد أن تعرّف على الشيخ زكريا أحمد الذي ساعده في تنمية موهبته في التلحين.

الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود

تعلم الشيخ امام العود على يد كامل الحمصاني، وبدأ بالتلحين، وابتعد عن قراءة القرآن، وغير ملابسه الأزهرية و ارتدى ملابس مدنية، تعرّف بعد ذلك على الشاعر أحمد فؤد نجم في عام 1962م، إذ كان ابن عم نجم جارا للشيخ إمام، فأعجب نجم بالشيخ إمام إذ رأى فيه مغنيا عظيما و متفردا مثل عبد الوهاب، وقد أخبر الشيخ إمام الشاعر نجم بأنه لا يجد كلاما مشجعا لتلحينه، و بدأ الثنائي الشيخ إمام والشاعر أحمد فؤاد نجم و ذاع صيته واستمرت هذه الشراكة لسنوات طويلة، وضمت فيما بعد عازف الإيقاع محمد علي، وإلى جانب أشعار نجم فقد قامت الفرقة بتأدية قصائد شعراء آخرين، من مثل: سيد حجاب، و نجيب سرور، و فؤاد قاعود، وتوفيق زيادة، وغيرهم الكثير، واتخذت هذه الفرقة على عاتقها التعبير عن قضايا المجتمع المصري والبوح بكل ما تجول به النفس العربية.

 

سادت السخرية والانهزامية في اغاني الشيخ امام بعد هزيمة حزيران عام 1967م، لكنه سرعان ما تخلى عن هذه النغمة واتجه نحو نغمة الصحوة والاعتزاز.

 

و في البداية استوعبت الدولة فرقة الشيخ إمام، لكنّ فيما بعد قبض عليه بتهمة تعاطي الحشيش مع نجم بعد الهجوم الذي شنه في أغانيه على الأحكام التي برأت المسؤولين عن هزيمة حزيران،  بعد أن أطلق سراحه، ظل الأمن يراقبه و يلاحقه حتى سجن، و حكم عليه بالمؤبد، ليكون أول سجين بسبب الغناء في الثقافة العربية.

 

وكان حين ينتقل من سجن إلى آخر يستمر بالغناء، حتى أفرج عليه بعد اغتيال الرئيس أنور السادات.

 

وقد رافقت أغانيه الأحداث السياسية باستمرار، فأصدر أغنية "شرفت يا نيكسون بابا" التي يقول فيها: "جواسيسك يوم تشريفك عملولك زفة وزار"، معرضا بذلك بالرئيس أنور السادات الذي أقام حفلا شعبيا لاستقبال الرئيس الأمريكي نيكسون الذي قرر زيارة مصر.

الشهيد وصفي التل

و عندما كان الهاشمي بن فرج طالبا قرر أن يلتقي بالشيخ إمام و يسجل حفلاته، فقام بذلك وأصدر له أول أسطوانة من دون أي مقابل مادي، وذلك عام 1976م بعنوان "عيون الكلام"، وحاول الهاشمي ان يصطحب الشيخ إمام و أحمد فؤاد نجم معه إلى تونس، لكنهما منعا من السفر وهما في المطار، ومن هنا جاءت أغنية ممنوع من السفر، وظل ممنوعا من السفر حتى عام 1984م.

 

بدأ الشيخ امام بالسفر إلى الدول العربية والأوروبية لإقامة حفلات غنائية ولاقى إقبالا جماهيريا واسعا، وظهر في لقاءات تلفزيونية عديدة.
من أشهر أغانيه :
1 – شرفت يا نكسون بابا.
2 - صباح الخير على الورد.
3 – جيفارا مات.
4 – يا بلح أبريم.
5 – شيد قصورك.
6 – مصر يمه يا بهية.
7 – أناديكم.
8 – أنا رحت القلعة و شفت ياسين.
9 – بقرة حاحا .
10 – الحمد لله خبطنا تحت بتطنا .
11 – الفول و اللحمة.
12 – يا فلسطينية.
13 - يا ولدي.
14 – ممنوع من السفر.
15 – ملعون الحل السلمي.
16 – يا أم المطاهر.
17 – الشاحتين.
18 – الجدع جدع.
19 – الخط ده خطي.
20 – الفوازير.

 

آثر الشيخ إمام الاعتزال والاعتكاف في حجرته في حي الغورية في منتصف التسعينات و توفي عام 1995.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد