الحمة السورية

mainThumb

03-11-2020 10:30 PM

السوسنة - عن سحر الطبيعة الخلابة في بلاد الشام، والمياه العذبة الحارة , والأراضي الزراعية، والبرك الرومانية، عن مكان يضم كل أشكال الجذب السياحي، من مياه حلوة للشرب، ومياه معدنية للاستشفاء، وطبيعة خضراء ممتدة على مرأى البصر، إضافة إلى بواكير الخضروات والموز والحمضيات، كل هذا نجده في قرية الحمة السورية.
 
الموقع والجغرافيا :
حسب موسوعة بلادنا فلسطين لمصطفى مراد الدباغ، فإن الحمة السورية هي قرية عربية كنعانية , تقع على نهر اليرموك الأدنى، والتقاء الحدود السورية –الفلسطينية –الأردنية، تبعد 65 كم عن مدينة القنيطرة السورية و22كم عن مدينة طبريا، و3كم من أم قيس الأردنية , قرية تحتضن أجزائها فلسطين وسوريا والأردن هي بالمختصر " قرية ساحرة ". 
تبلغ مساحة القرية 1692 دنم منها 382دنم للأودية والطرق، كما يوجد في القرية ستة دونمات مغروسة بشجر الزيتون، وتشتهر القرية بشجر الموز أيضا والحمضيات والخضروات. 
 
التسمية و التاريخ :
يرى الباحث في التاريخ عز الدين سطاس أن اسم الحمة يستمد أصله من الحرارة العالية لينابيع المياه الموجودة في الموقع " فالحمة " هي اشتقاق لغوي بمعنى الحرارة العالية، وقد عرفت الحمة بعدة تسميات منها "حمة جدر" نسبة إلى مدينة جدارة الأردنية كما حملت القرية اسم " أم قيس"، وذلك بسبب القرب المكاني الذي يربط الحمة وأم قيس، وكان الموقعين لهم نفس التبعية الإدارية في العصر البيزنطي لمدينة جدارة التي كانت ضمن التحالف العشرة في المنطقة والتي كان يطلق عليها في ذلك الزمن اسم "الديكابولس".
ذاع اسم الحمة في العديد من العصور القديمة منها العصر البيزنطي والروماني، وعرف ذلك من النقوش التي تحملها الحمامات الأثرية في المنطقة للعديد من الملوك والولاة الذين مروا فيها واستجموا في طبيعتها ومياها .
وكان للحمة مكانة مهمة في العصر البيزنطي بالذات وذلك بسبب التقدم التكنولوجي والهندسي في ذلك العصر، حيث تم تمديد المياه وصرفها بطريقة هندسية وعمل النوافير والحمامات المائية وذلك إيمانا منهم بأن لهى قدرة على الشفاء لا مثيل لها. 
قامت القوات الإسرائيلية في عام 1951 بقصف القرية حيث تشرد سكانها، وبقيت منذ ذلك الحين نقطة حدود تحت إشراف القوات السورية.
 
الينابيع في الحمة :
يوجد نوعين من الينابيع في الحمة السورية منها:
1. الينابيع الحلوة: وهي ينابيع تتدفق منها مياه صالحة للشرب نسبيا وتتمثل في ينبوعين هما " عين السخنة ، أوعين سعد الفار " تبلغ نسبة الكلور في هذه المياه 75 %وتقع في الجزء الشمالي. بالإضافة لعين "بولص الرسول"  وتقع إلى الجنوب.
2. الينابيع المعدنية الساخنة : وتقع في الجزء الجنوبي  وهي حمة الريح التي تبلغ درجة حرارتها 37 درجة مئوية، عين المقلى  تبلغ حرارتها 51 درجة، وعين البلسم التي تبلغ حرارتها 42 درجة مئوية. 
 
تم اكتشاف أكثر من سبع برك، تستخدم لأغراض السباحة والاستجمام، هذه البرك السبعة تختلف من حيث الشكل ونوعية المياه ودرجة الحرارة. 
 
يقول الباحث في الشأن التاريخي تيسير خلف: " إن هذه البرك تقع في مجمع الحمامات هذا المجمع الذي بني في أوائل القرن الثاني الميلادي , ويصفه قائلا:  "إن المجمع يحتوي على عدد من البرك والقاعات، التي يوجد فيها صفوف من الأعمدة الحجرية المتوجة بالتيجان، وتوجد فيها منصة مرصوفة بالحجارة الجميلة وهذه القاعات مزخرفة على الطريقة الرومانية ".
 
السياحة في الحمة السورية:
هي منتجع صحي فيها أربعة ينابيع تنبع من عمق 2 كم، ويضخ ينبوع العطر كمية من المياه بين 500-700 متر مكعب من المياه خلال الساعة ويشمل المنتجع حمامات طبية وحديقة حيوانات، كما يوجد موقع للتماسيح التي يمكنكم مشاهدتها عن قرب، وفي عدد من التواريخ يقوم المنتجع بعدد من العروض، منها عروض الطيور الجميلة المليئة بالمتعة.
عند الدخول للمكان وحسب ما قال الكثير من السياح إنه يمكن شم رائحة المياه الكبريتية وهي  قريبة من رائحة البيض فتشعر بالتقزز للحظة، ولكن سرعان ما يختفي هذا الشعور عند الدخول للمياه، التي تشعرك بالاسترخاء الكامل، كما أنه باستطاعتك زيارة المسابح الرومانية القديمة،  تستشعر في هذا المكان الجميل حكايات والأساطير الرومانية والبيزنطية، والمتعة التي لا توصف. يمكن للزائرين من مختلف الدول الدخول للحمة كل من طريق الدولة المسافر عبرها , من فلسطين نحو طبريا ونحو المنتج الذي بنته إسرائيل في المنطقة , وعن طريق الأردن , طريق أم قيس والمنتجع الذي أقامته الأردن في منطقة المخيبة الفوقا والذي يضم 7 دنمات من المنطقة وبلغت تكلفت المشروع 600 ألف دينار أردني وذلك حسب محمد الملكاوي  رئيس بلدية خالد بن الوليد في لواء بني كنانة , وعن طريق القنيطرة السورية للداخلين عبر سوريا.

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد