تأثير البيئة والعوامل الوراثية على بني آدم

mainThumb

11-12-2020 12:59 PM

 عندما خلق الله آدم عليه السلام خلقه بيديه ومن طين مكوناته من تراب من جميع انواع أديم بقاع الكرة الأرض المختلفة، جمعه له رئيس الملائكة جبرائيل عليه السلام (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ، قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (الأعراف: ١١ و ١٢)). وبسبب إختلاف طبيعة إديم الأرض إختلفت ألوان بشرة ذرية بني آدم فجاء منها الأسود من أفريقيا والأبيض والأحمر من أوروبا وأسترالبا والأصفر من شرق آسيا والأسمر والحنطي والشوكولاته والشوكولاته بالحليب من وسط وغرب وجنوب وشمال آسيا بالترتيب وهكذا. وداخل كل لون أثرت بيئة كل مجموعة من الناس على عاداتهم وتقاليدهم من ناحية الأكل واللبس والتفكير والذكاء ...  إلخ. فنجد منهم البدوي والفلاح وبعد ذلك الحضري في كل لون وإختلفت أيضا الألسن اي اللغات في كل لون  ( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (الروم: ٢٢)). فلعبت البيئة والعوامل الوراثية دورا كبيرا في سمات ومواصفات كل نوع من انواع البشر في كل بقعة جغرافية في الكرة الأرضية فنستطيع ان نميز الشرق اوسطي (الصيني والفلبيني والإندونيسي... إلخ) عن الأوروبي أو العربي... إلخ.

 
ولكن المعجزة من رب العالمين أن جميع البشر من أب واحد هو آدم عليه السلام وأم واحدة وهي زوجه حواء (كما ذكر إسمها في كتب الرسالات السماوية السابقة) وخلق الله حواء من ضلع آدم الأيسر من جهة قلبه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (النساء: ١)). فليس لآدم وحواء إخوة أو أخوات وبالتالي لا يوجد لأبناء آدم أعمام أو عمات أو أخوال أو خالات ولا أجداد أو جدات من أبوهم أو أمهم. وأصبح بني آدم شعوبا وقبائل داخل كل شعب وهكذا فنقول الشعب الصيني والأفريقي والآسوي... إلخ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (الحجرات: 12)). فنستطيع أن نقول ان الصفات الوراثية عند بني آدم هي من صنع الله ومن ثم تطورت وتغيرت نوعا ما بسبب تأثير البيئات المختلفة التي ينشأ فيها ويتعايش معها البشر من بقعة جغرافية لغيرها والتي تتغير بتغيير ظروف الحياة. فجاء الإسلام بعد الرسالتين اليهودية والمسيحية بالترتيب مناديا بالمساواة والإخاء بين مختلف أنواع وألوان بني البشر وطبق ذلك سابقا وبعون الله سيطبق قريبا في جميع بقاع الكرة الأرضية. لأن الإسلام يصلح لكل زمان ومكان ويزداد أعداد أتباعه في العالم بشكل مضطرد.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد