تغيير السائق لا يؤدي الى تغيير سكة القطار

mainThumb

27-01-2021 07:01 AM

هل تنفس العالم الصعداء برحيل ترامب ؟

الجواب : نعم    ولكن  ….الشيطان يكمن بالتفاصيل 
للدولة الامريكية نوعين من الاستراتيجيات وهما 
الإستراتيجيه الداخلية 
وهي لعبه داخليه تعتمد على المؤسسات والدستور الامريكي العريق فالرئيس له صلاحيات كثيره ومتعدده لكنه ان تعدى على المؤسسات الامريكيه وبنود الدستور ولم يستمع لها يوقف عند حده فالرئيس الامريكي ليس دمية كما انه ليس لديه ضوء اخضر وصلاحيات مطلقه وهذا ما حدث مع ترامب في سياسته الداخليه التي ناصب العداء للمؤسسات وشكك بها فتصدت له المؤسسات وساندها الاعلام ولولاها لما فاز بايدن رغم انه كان مدعوم من اللوبي الاقوى في امريكا والعنصرية المتجذرة فيها ومسنودا بأموال وافعال لا تعد ولا تحصى داخليا وخارجيا ، مجرد انه تجاوز الخطوط الحمراء  للإستراتيجيه الداخليه كانت نهايته رغم قوته . 
 
وهناك الإستراتيجيه الخارجية 
 
وهذه في رأيي ترسمها الدوله الامريكيه العميقه وليس الرئيس ،هي قطار يسير، مرسوم له خط سير ووجهه معينه ومحدده وما تغيير الرؤساء انتخابيا الا هو لمتابعة قيادة هذا القطار وللسائق حريه في التحكم بالسرعه واحيانا اذا تطلب الامر يقف بمحطات ويتجاوز اخرى وبحسب ما يراه انه من مصلحة الولايات المتحده الامريكيه العليا والقوميه والاستراتيجيه .
فمثلا  
اسرائيل وامنها ومصالحها خط احمر في تلك الاستراتيجيه ،تعاقب اخر اربعة رؤساء بوش الابن كلينتون اوباما ترامب وبرغم انهم كانوا من حزبين مختلفين جمهوري وديمقراطي الا انه لم نرى اتفاقا للسلام بين اسرائيل وفلسطين ولم نرى امريكا صوتت لصالح فلسطين ضد اي انتهاك اسرائيلي في المؤسسات الدوليه او اوقفت بناء المستوطنات او قتل الفلسطينيين او الانتهاكات التي يعرفها العالم اجمع ، لكن كان اختلاف سائقي القطار في ان بعضهم يهدئ السرعه واخر يقود برعونه كما فعل ترامب واهدى اسرائيل ما لم يهديها اي رئيس امريكي اخر حيث اجحف بحق الفلسطينيين وحاصرهم ومنع عنهم المساعدات وقاطع الانروا واغلق الممثليات الفلسطينيه في امريكا ولا اريد ان اسهب بما فعل ترامب من سرقة القدس وحتى الجولان الخ .
 
كذلك ما فعله مع دول حليفه من دق الاسفين واثارة المشاكل فكان منشارا صاعد واكل نازل واكل .
 
وبالتالي تنفس العالم الصعداء برحيل ترامب هنا هو فقط ان بايدن سوف يقود القطار بهدوء فالمتوقع انه لن يكون سائق ارعن مصرقع مثل ترامب الا ان قطار الاستراتيجيه الخارجيه الامريكيه لن يغير سكته ولن يذهب لجهه اخرى غير المرسومه له ربما منذ عشرات العقود ، بل بحسب ظروف المناطق والتطورات ، سيتوقف عند محطات ويتجاوز اخرى يسير ببطء تارة وبسرعة مناسبه تارة اخرى .
 
ما يهمني هنا هو قضية العرب الاولى وهي فلسطين ، في رأيي انه لن يكون هناك اتفاق سلام تكون فيه القدس عاصمة لدوله فلسطينيه ولن يكون هناك عوده للاجئيين الفلسطينيين ولن يكون هناك ايقاف كلي لبناء المستوطنات ولن يكون هناك تصويت امريكي ضد اي باطل او جرائم او انتهاكات اسرائيليه في المؤسسات الدوليه ، ما سيحصل هو تهدأة سرعة القطار بعودة بعض المساعدات لفلسطين وفتح بعض الممثليات لها في امريكا ومن هذه الامور التي لا تسمن ولا تغني عن الجوع الفلسطيني لثمان عقود للحصول على دوله مستقله والعيش الكريم ،اما بخصوص الشرق الاوسط فسائق القطار بايدن سيقف عند بعض المحطات ليركب الإيرانيين ثم ينزلهم هو في محطه اخرى او السائق الذي بعده كذلك الامر بالنسبه للحلفاء الاخرين وغيرهم من العرب هناك محطات سيقف عندها ومحطات سيتجاوزها .
 
والخلاصة
على العرب والمسلمين الا يبنوا سياستهم على سائقي القطار بل على وجهة رحلته ، كما عليهم الا يغفلوا عن البحث او شراء تذاكر احتياطيه لقطارات اخرى في حال تجاوز سائق الاستراتيجيه الخارجيه الامريكيه المحطات التي يقفون بها .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد