نظرة تحليلية لقصيدة حفَّار القُبور وفق نظرية الليبيدو

mainThumb

19-03-2021 06:33 PM

نظرة تحليلية لقصيدة حفَّار القُبور وفق نظرية الليبيدو  .. بدر شاكر السيّاب 
 

إعداد: هدير الجميلي
 
مقدمة
 
أن العلاقة بين الأدب وعلم النفس علاقة قوية وضرورية, كي يتمكن الدارس في النصوص الأدبية من تحليل النص الأدبي وكاتب النص على طريقة المنهج النفسي والذي يعد من المناهج المهمة لتقديم تجربة ابداعية تحليلية ناجحة, اضافة إلى معرفة الحالة التي كان يمر بها الكاتب والتي دفعته لكتابة النص وتحت أي ظرف من الظروف جعلته يبدع أو يخفق في تصويره للعمل الأدبي.
يقول الدكتور محمد مندور في كتابه( في الأدب والنقد)ص188:
((أما علاقة الأدب بالفرد فتدور حول الحاجات الإنسانية التي يمكن أن يشبعها كفن جميل وكأداة تعبير عند الفرد.
وأهم مبحث هو تحليل حاسة الجمال عند البشر والبحث عن أصولها وأهدافها المختلفة والتمييز بين مفارقاتها, فهناك الشيء الجميل أو اللطيف أو الجليل, ومن حيث أن الأدب تعبير جمالي نفسي فعلى علم الجمال الأدبي أن يقف عند(نظرية انتقال المشاعر) كأن يحب الشاعر مثلاً كلب معشوقته من أجلها))
نظرية انتقال المشاعر هي  مصطلح في علم النفس تسمى عدوى المشاعر تنتقل بالمحاكاة يستخدم البشر هذه الطريقة بوعي أو بدون وعي للحصول على القبول الاجتماعي بين الأشخاص الآخرين, و هذه المحاكاة لا تكون في الأفعال أو المشاعر فقط, بل تكون أيضاً انفعالات الوجه وربما ردود فعل جسدية أيضاً, هذه الرغبة في القبول المجتمعي ليست دائما مفيدة أو جيدة من أجلنا, فالكثير من المشاعر السلبية تجد طريقاً سريعاً إلينا حيث لا نتمكن من رؤية الأشياء على حقيقتها وإنما نراها بطريقة سوداوية مما يؤثر على طريقة تفاعلنا مع أحداث الحياة.
وحسب أستاذة علم النفس في جامعة نورث إيسترن, ليسا فيلدمان باريت تقول في كتابها الأخير:كيف تتشكل المشاعر, تجمع باريت أبحاثاً من العلوم العصبية والأحياء والأنثروبولوجيا لتصوغ نظرية ثورية جديدة عن المشاعر.
لا تعتبرها باريت مجرد استجابات للعالم الخارجي, بل  هي التي تبني العالم من حولنا, فالمشاعر تحدث بفعل الحس الباطني وهو شعورنا بالأوضاع النفسية الموجودة داخل أجسادنا, وتعتبر باريت أن المشاعر تتشكل من محاولة  الدماغ بذلك عن طريق استلام الإشارات الخام وتصفيتها عبر خبراتنا السابقة, من خلال مفاهيمنا المتعلمة. 
بداية لما سيكون من تحليل قصيدة حفار القبور للشاعر العراقي بدر شاكر السياب, وقد اخترت المنهج النفسي للكشف عن ما كان يعانيه كيف تتشكل المشاعر لشاعر في ذلك الوقت عند كتابته لقصيدته, نأخذ بالجانب النفسي والمعاناة التي جعلت من السياب ينقم على الناس ويتمنى لهم الفناء والخلاص, حتى يكون له حق العيش ومواصلة دفنهم فهم يشكلون نسل لا يستحق الحياة, الربط بين شخصية السياب وحفار القبور قد تكونا هما نفسهما شخصية واحدة وقد تكون  شخصية السياب مزدوجة أخذت على عاتقي أن أحللها وفق نظرية الليبيدو لطبيب النفسي  فرويد فقد اكتشفت أن هناك عمق في هذه القصيدة وخصوصاً الجانب الغامض من شخصية بدر شاكر السيّاب.
 
 
تمهيد
 
سيرته ذاتية عن لسيّاب  ولد في قرية جيكور جنوب شرق البصرة عام 1926, فقد والدته بعمر السادسة فحرم من عطف الأم, فتزوج والده بعد ذلك, هذه الطفولة القاسية ولّدت في نفس بدر نقم على الدهر لازمته في مراحل حياته جميعاً.
تميزت حياته بالشقاء وعدم الاستقرار, على الصعيدين الشخصي والقومي, حيث عاش فترة حافلة بالتحولات السياسية على مستوى العراق والوطن العربي بأسره. 
لم يكن السياب يعيش في برج عاجي بعيداً عن هموم وطنه, لم يقتصر دوره السياسي على كتابة الشعر الوطني والمقالات السياسية, بل شارك مشاركة فعلية في العمل السياسي.
سجن لأكثر من مرة بسبب مواقفه السياسية, كانت حياته قصيرة  لكنها حافلة بالإنتاج الأدبي من شعر ومقالات ودراسات وترجمات, له عدد من الدواوين نشر بعضها بنفسه, ونشر البعض الأخر بعد وفاته, يعتبر السياب من رواد شعر التفعيلة في الأدب العربي.
 
توفي بعد معاناة مع المرض بسن الثامنة والثلاثين في إحدى مستشفيات الكويت في 24كانون الأول 1964.
 
قصيدة حفار القبور صورة جدلية بين الحياة والموت والجنس, دراما مرعبة تدور في فضاء المقبرة, كتبها السيّاب في الوقت الذي كانت الحرب تدور رحاها في العراق, وكأن السيّاب يكشف عن المستقبل, لأنه لو كان موجود بوقتنا هذا لكرر كتابة حفّار القبور ولكن بصورة افضع وأبشع, إنه ينقل الأحداث والصور عبر زمنه إلى أزمان توالت ومستقبلية, الحرب والعبة السياسة وما جنت به على الشعوب هي من قادت هذا الشاعر ثائر وناقم للحد الذي أخرج كل شيء سيء داخله وترجمه بشخصية الحفّار.
 
 
تحليل قصيدة حفار القبور وفق نظرية الليبيدو (Libido)
 
نبذة بسيطة عن  صاحب النظرية, وكيف توصل لهذا التحليل النفسي الحساس, فقد شخص مكنونات الحالات والانفعالات التي  يمر البشر.
سيغموند فرويد هو (1856_(1939ولد في تشيكو سلوفاكيا, درس الطب في النمسا واختص بعلم الأعصاب وهو أشهر الأطباء النفسيين على الإطلاق, يعتبر المؤسس الأول لنظرية (التحليل النفسي) وهي نظرية متكاملة حول نشأة الإنسان وتطوره وعلاقته بمحيطه بشكل عام, تهدف لمعرفة أسباب الأمراض وعلاجها.
كان ملماً بالأساطير القديمة والتي اسقط جزءًا منها على نظريته, استخدم الأسماء اللاتينية لبعض الالهة والشخصيات القديمة في وصف الأمراض أو العقد النفسية وفي رموزه.
آمن فرويد بأن الحياة تدور حول التوتر واللذة, اعتبر المراحل الجنسية النفسية في تكوين الشخصية من أهم النقاط في نظرية التحليل النفسي التي وضعها.
استعمل سيجموند فرويد مصطلح Libido)_ ليبيدو) في تحليله النفسي, لوصف الطاقة الجنسية أو الدافع الجنسي,  sex drie لدى الإنسان.
ترتبط الليبيدو بنقاط ثلاث, أولها الجانب الفيسولوجي المتمثل في الهرمونات الجنسية والنواقل العصبية, وثانيهما الجانب الاجتماعي المرتبط بالأسرة والعمل, وثالثهما الجانب السيكولوجي المعتمد على حجم الضغوط النفسية وأبعاد الشخصية.
 
نضع الرغبة الجنسية في إطار أضيق نترجمها إلى حالة من السعي نحو إدراك بيئة الاحتكاك الجسدي مع الجنس المقابل أو بلوغ منظومة الإمتاع المعتمدة على التلامس واللذة الناجمة عنه أو الوصول إلى حالة حسية مرتبطة بالمرء نفسه, حيث أن السلوك الجنسي مبني في أساسه على الحيوية والتفاعل والمبادلة الإيجابية والفعالة.
عندما نتأمل السياق الجنسي بتعمق لوجدناه مبني على عنصرين أساسيين, أحدهما يستمد كيانه من الطبيعة الفسيولوجية والبيئة الداخلية للكائن البشري, والآخر مبني على الرغبة النابعة من الشخص نفسه والهادفة نحو إدراك المتع الجنسية للتقليل من وطأة الضغوطات الحياتية المتعددة.
 
فثمة عاملان أساسيان, يتحكمان في ميولنا الجنسية, وهما: العاطفة والإثارة.
 
أن الرغبة في النّجاة المعبر عن الموت والفناء  والرغبة المتمثلة  في فكرة مضاجعة النساء والهروب من الصدمة النفسية أو الصراع الداخلي العميق الذي يمثل الموت جزءًا رئيسياً منها, نجد أن لحفار في بيئة مفعمة بالمفارقات والتناقضات, فهو يمثل الجنس نقيضاً صريحاً للموت أو يكملان بعضهما البعض, لكن الجنس يمثل موتاً صغيراً, فالإنسان يتقبل حالة الفقدان والارتخاء المصاحبة للذروةالجنسية, كما يتقبل موته وفقدانه الحتمي لنفسه, ويمثل الجنس القوة المحركة للبشر والقادرة على ضخ الدماء في عرقهم, ودفعهم إلى الأمام..
إن انعاش الخيال الجنسي للكائنات  وقد يؤدي إلى إقحام الكائن البشري في حالة من النشوة على الصعيدين النظري والتطبيقي بصورة غريبة جدا لتبرهن على ارتباط النشاط البشري بالغريزة الجنسية وقيام حاجاته عليها بشكل مباشر. 
***
  نأخذ الجزئية المهمة من قصيدة الحفار والتي تدور أحداثها في فلك المقبرة ونحللها وفق  النظرية.
ندرس القصيدة  على حسب المقاطع
 
حتى الشفاه يمصُّ من دمها الثري, حتى النهودْ
تذوي ويقطر, في ارتخاءٍ من مراضعها, المغيرْ!
واهًا لهاتيك النواهد, والمآقي, والشفاهْ!
واهًا لأجساد الحسان! أيأكل الليل الرهيبْ
والدود منها ما تمناه الهوى, واخيبتاهْ!
كم جثةٍ بيضاء لم تفتضها شفتا حبيبْ
أمسى يضاجعها الرغامْ؟
الحفّار له موقف بائس بنى عليه نظرته للموت والجنس, حيث سلط الضوء على تعامل الموت وقاع القبر على جثث الضحايا من النساء, وبما أنه سيد المقبرة والمسؤول عن كل قبر فيها, فهو يرى تلك المقابر الخالية من الموتى ويرى أيضاً المقابر الممتلئة بهم, فالمكان والمفردات والصور هي أهم ما يشكل المشهد.
يظهر في كلام الحفار صور مرعبة نحو تصوره لكيفية معاملة القبر وظلمة الليل والدود لجمال النساء وجثثهن, فيقول متحسراً خائباً, أن القبر والدود يمتص الدم من شفاه وأثدية الحسناوات وكيف يذوب هذا الجسد من للحم ودم وجمال ساحر في قاع القبر, وكيف لدود أن ينهش ويأكل ما يتمناه الحفار ويقصد الحفار فرج وشفاه وثدي تلك الإناث, ويتحدث بصورة أكثر بشاعة عن كيفية جعل من التراب مخلوق حي يضاجع تلك الجثث البيضاء, والتي خاب في فض بكارتها أو الاستمتاع بمفاتنها حبيب قد يكون الحفّار نفسه أو شخص أخر. 
هل كان عدلاً أن أحن إلى السراب, ولا أنالُ
إلا الحنين, وألف أنثى تحت أقدامي تنامْ؟
أفكلما اتَّقدت  رغابٌ في الجوانح شَحَّ مالُ؟
ويواصل حفار القبور حواره الداخلي النفسي, متحسراً فنجده يصرخ في وجه العالم بأن ليس من العدل أن يحرم متع الحياة ويحن إلى مضاجعته للنساء بسبب نقص المال, فيقول أن آلاف النساء تتمناه وترغب فيه, وقد يقصد أنه دفن ألف أنثى كانت قديما تتمنى وصاله أو قد أشبع رغبته منها وأشبعها بنقوده, فهو بالتأكيد قد يبالغ في كلتا الحالتين, فمن التي ترغب بحفّار يدفن كل يوم عشرات الأموات, لكن بسبب  لا يستطيع الحصول عليهنَّ ولا يستطيع أن يشبع رغبته كلما أُضرمت داخله نار الشوق للنساء بسبب شحة المال.
فكأن قعقعة المنازل في اللظى نَقْرَ الدفوفْ
أو وقع أقدام العذارى
يرقص حولي لا عباتٍ  بالصنوج وبالسيوفْ!
يتمنى الحفار أن تشتد الحرب حتى  يكون هناك المزيد من الموتى فيحصل على  المال, وهو بذلك ربط بين متعته بالحصول على النساء وكسبه للمال, فالصنوج رمز العذارى الراقصات بالصنوج والسيوف وقد كان أيام الجاهلية يصطحبون الراقصات معهم في المعارك. 
حتى كأن مَعَاصِرَ الدَّم ِدافقاتٌ بالخورْ!
أواه لو أنِّي هناك أسدُّ, باللحم النثير ْ
جوع القبور وجوع نفسي... في بلادٍ ليس فيها 
إلا أراملَ... أو عذارى غاب عنهن الرجالْ
وافتضَّهنَّ الفاتحون إلى الذماء, كما يقالْ!
يضيف إلى مشهد الموت والنساء الخمر, هنا الحفّار يشبه الدم بالخمر, وكأن منظر الدم يثير به المتعة والجنسية والنشوة, فهو يرى رابط قوي بينهما, فيكمل متمنياً سد جوع القبور من جثث الموتى, ويسد جوع نفسه للطعام والنساء من كسبه لدفن تلك الجثث الكثيرة, ويتمنى أن تقوم حرب في بلاد غير بلاده حتى يذهب إلى هناك فيستفيد من خرابها, القسوة التي يتحدث بها تنم عن غضب وحقد دفين للناس وثورة على الحياة والأحياء, قد تكون أنانية مفرطة في حب ذاته فقط. 
رباه إني أَقْشَعِرُّ أكاد أسمع في الخيالِ
تنثال من مقهى, فأنصت في الزحام, وينصتونْ!
وكأن ما بيني وبين الآخرين من الهواءْ
ثَدْيٌ سخيٌّ بالحليب وبالمحبة و الإخاءْ
وهنا يشعر الحفّار بأنه بحاجة لكي يثور على أنانيته   وجشعه  في الحياة, فيستجير بربه بسبب ما يجري من انتهاكات في تلك الحروب, ويبين هنا أنه ناقماً ساخطاً على الحرب وعلى كل ما تأتي به, وهنا يلعب دوراً غير دوره, فيقول أن ما بينه وبين الآخرين ثدي سخي فالمرأة التي كانت تشكل له متعة جنسية هي الآن أم, وقد يقصد بلده التي كان موتاها هم من ينتفع من جراء دفنهم تربطه بهم محبة وأخوة, تأنيب للضمير واضح.
 
وأخطُّ, في وحل الرصيف وقد تلطخ وقد تلطخ بالدماءْ
أعدادهنَّ لأستبيح عدادهنَّ من النهودْ!
وسأدفن الطفلَ الرِمَّيَّ وأطرح الأمَّ الحزينةْ
بين الصخور على ثراهْ
ولسوف أغرز بين ثدييها أصابعي اللعينةْ 
ويكاد يحنقها لهاثي وهي تسمع, في لظاهْ
قلبي ووسوسةَ النقود نقودها! وا خجلتاهْ!
أنا لست أحقَر من سواي وإن قسوت فلي شفيعْ
أني كوحشٍ في الفلاءْ
لم أقرأ الكتب الضخام, وشافعي ظمأ وجوعْ
أَوما ترى المتحضرينْ
المزدهين من الحديد بما يطير وما يذيعْ؟
مهما ادَّنأْتُ فلن أسفَّ  كما أسفُّوا. لي شفيعء
أني نويتُ ويفعلون, و إنَّ من يئد البنينْ
و الأمّهات ويستحلُّ دمَ الشيوخ العاجزينْ
لأَحَطَّ من زانٍ انتهك الغزاةُ  وما استباحوا!
والقاتلون هم الجناة وليس حفار القبورْ
تتزايد حدة الصراع والشعور بلا وعي فهو ناقم   حانق وحاقد على الحروب حيث جردته من إنسانيته وأثرت في ضميره, وكأنه يهدد في كتابة عدد الجثث على الرصيف, ويتخلص من الطفل اللقيط الذي قد يكون نتج عن علاقة محرمة بسبب ارتكاب أمه الأرملة الفاحشة لحاجتها للمال أو بسبب أن في الحروب تنتهك الاعراض وتباح, لقد أذهب عن المرأة نسقها الروحي وركز على الجسد, رأى جسدها كما النار تلفح وجوه الذئاب وتستقطبهم, وهذا واضح من وصفه للحالة الا شعورية التي يغتصب بها كل شبر من جسد الأنثى, هو يتشارك بالجريمة مع الذين وراء الحرب ورغم ذلك يشعر بالندم وهو يضاجعها ويعلم حاجتها للمال ويأسف لكنه يستمر بنيل غايته و يرمي باللوم على الدارسين والمطلعين على القوانين والذين يعيشون حياة الحضارة, ونراه يجلد نفسه ويبرئها ويقول بأنه مجرد جاهل يعيش في مقبرة  بعيدة عن حياة أولئك,وأنه شخص طامع جائع وعطش وهنا قد يكون ضمأه للجسد والشهوة لا حاجته للماء والطعام, يبحث الحفّار عن المبررات بين كل مشهد وأخر, ليعلن عن خجله من أفعاله وافعال الذين قاموا بإثارة الحرب  لا أدري هل  الشاعر أراد لنفسه مخرجاً معولاً شهواته على هذه الحرب أم أن هذه الحرب تجتث كل إنسانية في طريقها.
 
 
وعلى الخرائب والرمال وكان حفّار القبورْ
متعثر الخطوات يأخذ دربه تحت الظلامْ
يرعى مصابيح المدينة وهي تخفق في اكتئابْ
ويظل يحلم بالنساء العاريات وبالخمورْ
وتحسّست يده النقود وهيأ الفم لابتسامْ
حتى تلاشي في الظلامْ!
ويصف المشهد حينما يمر على الخرائب وهو متعثر الخطوات في ظلمة الليل, يهتم بالنظر لمصابيح المدينة وهي تضئ مكتئبة وكأنها ترفض المشهد الذي تمر به المدينة, وبالرغم لمشهد الخراب إلا إنه يحلم بالنساء العاريات والخمر فنسي المشهد المؤلم لمجرد تحسسه لما يحمل من المال فتلاشى في الظلمة ليحقق ما يحلم به.
ويكمل مسيرته في المدينة ويبقى بين الوعي واللاوعي, قاصداً اكتمال متعته ولا يتحقق ذلك إلا بالمال الذي في جيبه فيقول: 
 
النور ينضح من نوافذ حانةٍ عبر الطريقْ
وتكاد رائحة الخمورْ
تلقي, على الضوء المشبع بالدخان وبالفتورْ
ظلّاٍ كألوانٍ حيارى واهياتٍ من حريقْ
ناءٍ... تهوّم, في الدجى الضافي, على وجهٍ حزينْ
وتلوح أشباحٌ عجافُ
خلف الزجاج تهيم في الضوء السَّرَابِيّ الغريقْ
ويشدُّ حفار القبور على الزجاجة باليمينْ
وكمن يحاذر أو يخافُ
يرنو إلى الدرب المنقط بالمصابيح الضئالْ
وتحركت شفتاه في بطءٍ وغمغم في انخذالْ:
أظننت أنك سوف تقتحم المدينة كالغزاة
كالفاتحين وتشتريها بالذي ملكت يداكْ
بأقلّ من ثمن  القرمزي على الشفاهْ
أو في أظافرَ لاحقتها, ذات يومٍ, مقلتاكْ؟
سأعود, لانهدٌ تعِصّره يدي حتى الذهولْ
حتى التأوُّه, والأنين, وصرخة الدم في العروقْ
والسكرة العمياء...  والخدر المضعضع... والأفولْ؟
والأذرع المتفِتّرات  يِلّون الضوء الخفوقْ
هزّتها المستسلمات, وينفح الدم والعبيرْ
ظلٌّ لهن على السريرْ
الأذرع المتفترات, وزهرتان على الوسادْ
نسجتهما كفٌ مخضبة الأظافر, زهرتان 
تتفتحان على الوسادة كالشفاهِ, وتهمسانْ
نغماً يذوب إلى رقادْ
ونعومة الكتفين, والشعر المعطر, والشحوبْ
وتألق الجِيد الشهي, ولفحة النَّفسَالبهير ْ
والنور منفلتاً من الأهداب تثقله الطيوبْ
قلقاً كمصباح السفينة راوحته صَباً لعوبْ
و تخافق الأظلال في دعةٍ,  ووسوسة الحريرْ
والحلمتان أشد فوقهما بصدري في اشتهاءْ
حتى أحسّهما بأضلاعي, وأعتصر الدماءْ
باللحم  والدَّمِ والحنايا, منهما, لا باليدين
حتى تغيبا فيه, صدري, إلى غير انتهاءْ
حتى تمصَّا من دماي وتلفظاني, في ارتخاءْ
فوق السريرْ
وتشرئبَّا
ثم نثوي جثتين!
يصف مشهد زجاجة الخمر وهي تفوح وكأنها تستدعيه, ويكمل مشهد الحوار بينه وبينها, فيرى ملا يراه الآخرون, ويصف شعوره بالحصول على زجاجة الخمر فيشد على الزجاجة باليمين وكأنه بهذا يحمل سيفاً أو بندقية فيأخذه الخيال ويعود لمشهد مضاجعة النساء فيسهب في شرح الموقف بممارسة شهوته الحيوانية بدقة, المشهد يتعلق بشكل السرير والكف التي نسجت تلك الورود والفعل الجنسي بتلاقي جسده بجسد الفتاة المشتهاة, والمشهد يهدف إلى إشباع الرغبات المكبوتة ويفتح الستار أمام الحرمان الذي يعانيه, يدرج الشاعر في تمهيد الطريق أمام الرغبة وذلك بذكر الحسرة على فقدان الحاجة وعدم التمكن منها, ومفتاح الطريق لهذه الرغبة, التأوه,  والنهد, , ويستمر حتى يدخل إلى السرير والوسادة والشخصية التي بدأ يمارس معها الفعل الفاحش حتى أنك تتوهم بواقعية هذا الفعل لدرجة التي لا تستطيع معها نكران حدوثه, تجد أن الحفار بين  ضائع بين التمني والتخيل وبين الواقعية لو أنه يملك المال لاستطاع فعل كل ذلك.
 هنا أرى الشاعر يصف نفسه فالمشهد ليس ببعيد عن شخصيته, برأيي أن بسبب ما مرّ ببلده من حروب وفقر ومجاعات وبسبب ماعاشه من يتم وفقدانه لوالدته وحقده على الظروف التي واكبها, جعلته يكتب ما يشعر به بصورة الحفّار لا بصورته كي بعد الشبه عن نفسه, والاحتمال الأكبر الذي جعل من الشاعر عرضة لهذا الموقف الصعب وأمام شخصية الحفار البشعة هو شكله الدميم ورفض النساء له وعدم رغبتهن به أو بحبه. 
 
ما زلت تحترقين من فرحٍ, وأحترق انتظاراً
صُبِيّ سناك على الترابْ
وعلى الكؤوس الفارغات, وبعثريه على كتابْ
أو بين أغطية الموائد وهي تنتظر النهارا
ظَلَّتْ تعابثها شفاه الريح, وانصرف السكارى!
راحوا إليها مسرعين, إلى التي ارتعشت قواها
بين التوجُّع والذهول, على يديَّ وفي دمائي
ليلٌ وأعقبه الصباح ونبّأتني مقلتاها
 أنَّا انتهينا
يا سماء, ويا قبور... أما أراها؟
لا بد من هذا! وصوَّبَ مقلتيه إلى السماءْ
حنقاً يزمجر, ثم أطرق وهو يحلم باللقاءْ
بابٌ تَفَتَّح َفي الظلام... وضحكةٌ... وشذًى ثقيلْ...
ويدانٍ تجتذبان أغطية السرير وتُرخيانْ
إحدى الستائر
ثم تنطفئان في الضور الضئيلْ!
وتغيم أخيلة وتجلى, ثم تبرز حلمتانْ
ويطُل وجهٌ شاحب القسمات مختلج الشفاهْ
وتغيم أخيلة وتُجلى, ثم تفتح مقلتاهْ
فيرى القبورْ
ويرى المصابيح البعيدة كالمجامر في اتِقّادْ
ويرى الطريق إلى القبورْ
يكتظُّ بالأشباح زاحفةً إليه على اتِّئَادْ
فيصيح من فرحٍ: سألقاها, فإن على الطريقْ
نعشًا وإن حف النساء به وأملق حاملوهْ!
إني سألقاها! وينهض وهو يرفع باليمينْ
فانوسه الصدئ العتيقْ
يلقي سناه على الوجوهْ
وعلى الدثار القرمزي وفي عيون القادمينْ
لو أنه اخترق الدثار بمقلتيه وبالضياءْ
لو حدث التابوت عمن فيه... أو رفعت يداها 
أو هبَّةٌ للزعزع النكباء حاشية الغطاءْ
تحت النجوم الساهمات
لكاد ينكر من رآها!
ماتتْ كمنْ ماتوا, وواراها كما وارى سواها
واسترجعت كفّاه من يدها المحطمة الدفينةْ
ما كان أعطاها, وإن حملت يد امرأةٍ سواها
تلك النقود بل البقايا من نفايات المدينةْ.
وهنا مشهد أخر يرد للحفار حقه من امرأة كان يوما يضاجعها ويمارس يشبع رغبته منها ويصف المشهد بحذافيره ثم يعود إلى وحشة نفسه وحقيقتها, ويعود لمشهد الموت فبعد أن ينتهي من تلك المرأة التي كانت يوماً في سريره, اتته كجثة استرجع منها ما أنفقه عليها فتود لترد له ما أخذت لكن بعد أن دفنها وأخذ أجر عمله.
التأنيب والتعنيف للنفس واضح بحسب نظرية فرويد حيث يمكن أن نسقط  من وجهة نظر اخلاقية, فيجد الحفّار حججاً يبرر بها نفوره واشمئزازه, ليحارب نظرة المجتمع له حتى أنه يبرر لنفسه قبح أفكاره وافعال.
وتظلُّ أنوار المدينة وهي تلمع من بعيدء
ويظلُّ حفار القبورْ
ينأى عن القبر الجديدْ
متعثر الخطوات يحلم باللقاء, وبالخمورْ!
ليعود الحفّار إلى تمنياته بموت الناس والحلم بمضاجعة أخرى ويحلم باحتساء الخمر, تتأثر الرغبة الجنسية بحسب النظرية  بعوامل بيولوجية  رغبة الشخص في ممارسة النشاط الجنسي, ونفسية كشخصية والإجهاد والرغبة بالجنس, واجتماعية تختص  بالأسرة والعمل, ويمكن أن تتأثر الرغبة الجنسية بأسلوب الحياة والقضايا المتعلقة بالعلاقة من شدة الأفراط بالممارسة وقد يؤدي فرط  النشاط  الجنسي أو اضطراب, وهذا ما نلاحظه على كتابته لأحداث القصيدة وبغالبية الأبيات يكرر عملية التخيل والانفعال والتأثر والحاجة الملحة لممارسته نشاطه الجنسي لكن ليس بالصورة الطبيعية التي يمارس بها الرجل مع امرأة, لكننا نجد حقد وفعل الاغتصاب الذي يوقعه على كل امرأة تمر بحياته أو حتى مخيلته, وهذا ليس بالشيء البسيط الذي نمر عليه مرور لمجرد الشرح 
للحظة ومن بعدها ينسى ذلك ليستمر بالانتقام, فالحاجة والفقر وعدم والتحليل لبنية القصيدة.
غالباً ما تكون الرغبات الجنسية عاملاً مهماً في تكوين العلاقات الحميمة بين البشر ومن الواجب الحفاظ عليها, لكننا لم نلتمس ذلك بشخصية الحفّار وأفعاله, فقط كان يشعر بتأنيب الضمير للحظات, يترجم لحظات غضبه ويصبها على النساء وقد يكون بسبب اليتم الذي عاشه السيّاب وما تعرض له من إهمال.
 
ثمة عدد من الدراسات تتناولت قصيدة حفّار القبور واهتمت بجوانب مختلفة من القصيدة منهم:
 الدكتور إحسان عبّاس القصيدة (ص116_117) وسلط الضوء على الصورة البوهيمية لشخصية الحفّار التي تعاني من تناقضات وصراعات نفسية, ومن خضوعه  لغرائزه وجوعه وجهله, إن حفار القبور لا وجود لصنعته إلا بوجود الحرب, فهو يكره السلام ويريد الحرب ويمقت الكسل في عزرائيل في سلب أرواح الناس, ويتمنى على الله أن يبطش بهم ويهلكهم.
أخالف الدكتور إحسان بالرأي, قد يكون حفار القبور لا يكره السلام, لكنه يجد أن الموت مع الحرب لا مناص منه, فحاجته للعيش هو طريقه الوحيد للنجاة والاستمرارية, فحصاد الأرواح الكثيرة تجعل من فرص الفائدة ليحيا أُناس لم يتوفر لهم مأكل أو مشرب إلا بموت هؤلاء.
فالحفار في صراع غرائزه, وشعوره مقسم بين الدعوة إلى الحرب والثورة عليها, وإذا شعر من نفسه بالوحشية لتمنيه الحرب والدمار اعتذر عن ذلك 
والقاتلون هم الجناة وليس حفار القبور
وقد يكون حفار القبور الحاكم الذي يستنزف قوت الشعب وأرواحهم هو يعلم أن الحرب لعبته, وليس بالضرورة الأجر يكون مادي, قد يكون اقتياته معنوي فهو يجعل له دور مهم ليستمر في الحكم, وقت تكون المقبرة دولته.
ويتناول عبد الفتاح عثمان القصيدة في كتابه دراسات في النقد الحديث(ص65_81)فيدرس سمات القصيدة العامة مركزاً على الجو الكئيب المسيطر عليها وعلى رمزية حفّار القبور, حيث يرمز للإنسان الذي ماتت فيه كل معاني الإنسانية, فأصبح ذئباً جائعاً مفترساً يمتص الدماء ويعتصر العرق وينبش الجراح ويهتك الاعراض...(عثمان,1991,ص66).
ويتخذ خليل موسى شخصية حفّار القبور في كتابه بنية القصيدة العربية المتكاملة مثالاً على الشخصية الدرامية (الموسى, 2003,ص240_250) مع نماذج من أعمال عبد الوهاب البياتي وخليل حاوي. ويشير المؤلف بدون تفصيل إلى أن الحدث في حفّار القبور ينطلق من مكان وزمان محددين يساهمان  في تشكيل الخصائص الدرامية للحفّار. 
أما الأستاذ أحمد عودة تحدث بصورة خاصة بقراءة السياب, وخاصة في أشعاره المأساوية والتي تصور انتحار الذات البطيء اللاإرادي.
ويقول أن السيّاب كان يعاني من اغتراب شديد, وأنه يحاول إيجاد ذاته دون جدوى, أي أنه كان يحاول أن يرسو على شاطئ واحد هو شاطئ ذاته فقط, ولكنه لم يصل إلى نتيجة محققة في ذلك.
يتساءل السيّاب في قصيدته(حفار القبور) مجرد تساؤل؟
دون أن يضع يده على الدواء أو يصفه, ونلاحظ هنا أن فكرة الموت التي تسبب اغتراباً ما بعده اغتراب عن هذا الوجود, تلح على الشاعر في معظم أشعاره.
الأستاذة أناهيد ناجي رأت أن الفضاء الصوتي والموقع التركيبي وما يحتويه من علاقات نحوية في قصيدة حفّار القبور تشكل بنى صوتية تتحول فيها المواقع النحوية التقليدية إلى مردودات مقولية إيقاعية.
وتناولت في بحثها دور المؤثرات في تكوين النص الشعري مبينة فاعليته وجماليته الثقافية, تعد الشاعرة نازك الملائكة والشاعر السياب من أوائل رواد الشعر العربي الحديث, ويعود لهما الفضل في محاولتهما تأصيل المقومات الإبداعية والفنية للحركة الشعرية في( قضايا الشعر المعاصر) لبيان نقاط الالتقاء ونقاط الافتراق بين هذين الشاعرين, وبيان مدى التفاوت بينهما في الخطاب الشعري, اختارت الباحثة قصائد(المومس العمياء, والاسلحة والأطفال, وأنشودة المطر, وحفار القبور) وتقول بأن السياب انتصر للشكل (التغيير الكمي)كما انتصر للمضمون(التغيير الكيفي),كلا الشاعرين من بيئة عراقية تأثرت بظروف سياسية واقتصادية واجتماعية لها الاثر في جنوح الشاعرين نحو روح الثورة والتجديد,و استخدام الاساطير والرموز في الشعر الحر من المنجزات المهمة في حركة الشعر الحر، كما إن توظيف تلك الاساطير يثري النص الشعري بأفكار ومعان عميقة وتحمل الاساطير عنصراً فنيا ذا طابع ابداعي، فهي تمتلك طاقات ابداعية هائلة ومؤثرات تتشظى بقدرات فنية ودلالية، وهي تخلق علاقة عميقة السعة والشمول ، فتغدو بنية القصيدة نسيجا شعريا فريداً من الدلالات والرموز التي تحيل القارئإلى عالم مشحون بالغموض والتكثيف, تمكن السياب من بعث دلالة حديثة ومتفردة للرموز والاقنعة المستخدمة في قصائده، فقد شحنهاالسياب برؤيته الشعرية وتجربته الإنسانية التي تشف عن الاسى والضياع فكانت صورة معبرة عن الحرمان والحزن الرومانسي في  خضم المعاناة .(10)
 
إيليَّا الحواي في كاتبه  بدر شاكر السياب في الجزء الثاني,( بدا السياب منذ قصائده الأولى, وبخاصة  في حفار القبو والمومس العمياء وهو يعاني عقدة المدينة, تلك الساحة الشديدة الازدحام, الكثيرة الجلبة,حيث يشعر المرء أنه معزول).أن السياب يتمثل الأشياء وفقاً لمعادلات مأثورة في شعره, أهمها معادلة الاسطورة التي يسرف فيها ويتلقفها بيسر ويحملها على كل معنى أو يحمل كل معنى عليها:
ناب الخنزير يشق يدي 
ويغوص لظاه إلى كبدي
ودمي يتدفّق, ينسابُ
لكن ملحا.
فالسياب يتمثل بأدونيس الذي قتله الخنزير, والخنزير هنا هو المدينة التي أُلقي في متاهتها أو يدفن بين ركامها فلم يخضبها دمه ولم ينبت فيها الزهر أو الثمر, بل إنها ظلت عقيماً, موات.
لماذا هذه اللعنة تجاه المدينة؟ والتي أثرت في فكر السياب وجعلت من أفكاره السوداوية ونظرته الموحشة تجاه المدينة وساكنيها, جعلته يجعل من المدينة ذاك الخنزير الذي قتلت شبابها وتغذت على دمائهم, يراها أرض موت وفقر, هل هو ضد التقدم الحضاري والعمران والازدها, هل السياب ضد الانفتاح والاختلاط, هل يرى في قريته جيكور مأمنه؟
أم أن تأثره بالأساطير ساهم في بناء تلك الأفكار؟
 
_مدخل إلى  التحليل النفسّي, سيغموند فرويد, ترجمة جورج طرابيشي, دار الطليعة للطباعة والنشر_بيروت , الطبعة الأولى: 1980, الطبعة الثانية:1982, الطبعة الثالثة: 1995
_أعلام الشعر العربي الحديث, بدر شاكر السياب, ريتا عوض, المؤسسة العربية للدراسات والنشر_بيروت, الطبعة الأولى, 1983.
_ الشعر العربي المعاصر, دراسة وتقييم, بدر شاكر السّيّاب, شاعر الأناشيد والمراثي الجزء الثاني أنشودة المطر, إيليا الحاوي, دار الكتاب اللبناني_ بيروت, د.ط.
_بدر شاكر السيّاب, دراسة في حياته وشعره, إحسان عباس,المؤسسة العربية للدراسات والنشر, بيروت, ساقية الجنزير,1992, الطبعة السادسة.
_الإغتراب في شعر بدر شاكر السيّاب, أحمد عودة الله الشقيرات.
_الفضاء الصوتي في قصيدة حفّار القبور للشاعر بدر الشاكر السيّاب
(دراسة تحليلية في البنية الصوتية), أناهيد ناجي فيصل/كلية التربية_ جامعة ذي قار
_بدر شاكر السيّاب قراءة أخرى, علي حداد,دار أسامة لنشر والتوزيع, الأردن _ عمان, الطبعة الأولى 1998م
_بواكير حركة الشعر عند الروادين التأثر و التأثير(نازك الملائكة والسياب) انموذجاً, هيام عبد الكاظم إبراهيم, جامعة القادسية /كلية الادارة والاقتصاد, مجلة كلية التربية/جامعة واسط, العدد العشرون, سنة 2015.
_دراسات العلوم الإنسانية والاجتماعية, الصورة وبنية الحكاية في قصيدة حفار القبور, يوسف حسين حمدان, المجلد 42, ملحق1, 2015


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد