عَبَدَة اَلْطَاغُوْتً

mainThumb

25-04-2021 07:17 PM

 خلق الله الملائكة، وخلق الكون، وبعد ذلك الجن وبعد ذلك خلق آدم وزوجه وكان إبليس عدوهما إذ أخرجهما من الجنة وأهبطهما جميعاً على الأرض (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون (البقرة: 38). وبعد ذلك جعل الناس شعوباً وقبائل على الأرض (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (الحجرات: 13)).

وخلق من تلك الشعوب منهم سود ومن هم بيض ومن هم صفر ومن حمر البشره ... إلخ وفق أديم الأرض المختلف الألوان والمواصفات التي خلق منها أبوهم آدم عليه السلام ومن ثم خلق زوجه من نفسه (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا  (الروم: 22، النساء: 1)). وبعد ذلك ترك الأمر للإنسان أن يختار طريق الرشد أو طريق الضلال (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (البلد: 10)). فالإنسان بيده أن يكون صالحاً راشداً مع ربه أو يكون غير ذلك ويكون مع الشيطان وذريته.

 
 وبعد أن إختلف أهل الكتاب فيما بينهم (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (البقرة: 113).
 
وطرأ على شرائعهم بعض التحريف والتغيير بسبب الترجمة من لغات قديمه إلى حديثة ومع مرور الزمن ولإرضاء رغبات بعض الشريرين من ملوكهم من قبل أصحاب العلم والدين عندهم، بعث الله نبينا محمد عليه الصلاة والسلام نبياً للعالمين وأنزل عليه القرآن الكريم وأخذ الله على نفسه أن يحفظه من التعديل أو التحريف (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر: 9)). كان الله قد غضب على بعض عباده من أصحاب الكتاب سابقاً وجعل منهم القردة والخنازير وعبدة الطاغوت (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (المائدة: 60)). وعلينا أن لا نستغرب أن نجد هذه الأيام أن هناك كثيراً من الناس من أتباع الرسالات السماوية السابقة ومن أتباع الدين الإسلامي (لأنهم غير مسلمين لا يصلون ولا يطبقون تعليمات الإسلام فغضب الله عليهم أشد من أهل الكتاب) من عبدة الطاغوت (الشيطان). فالله سبحانه وتعالى يريد أن يذلهم ويهينهم في الدنيا والأخره (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (آل عمران: 178)).


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد