اَلْصِدْقُ مَنْجَاةٌ فِيْ اَلْدُنْيَا وَاَلآخِرَة

mainThumb

13-07-2021 12:32 PM

على كل من يؤمن بالله حق الإيمان من عباده أن يوقن بأن الله يعلم سِرَّه ُوعَلَنَهُ وما يخفي صدره، وعليه أن لا يتكلم إلا الصدق وأن لا يشهد إلا شهادة الحق. وأن لا يفكر بأن إخفاء الحقيقة وشهادة الزور وتقديم أعذاره الواهية التي يُتْعِب نفسه في إعدادها لتنجيه من عمل أو فعل قام به أو لينجي قريب أو صديق له مما قال أو فعل تخفى على الله، لقد قال في كتابه العزيز (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الحديد: 4)). وما من مخلوق من مخلوقات الله إلا سيعود إلى الله وسَيُنَبّأ بكل أفعاله وأعماله وسيحاسب عليها (إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ، يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ، بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ، وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ، وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ  (القيامة: 12 – 15، البقرة: 281)).
 
نعم،  يمكنكم أيها الناس في الدنيا أن تقدموا أعذاركم الواهية وغير الصادقة وتشهدوا شهادات الزور ولكن في الآخرة لا تستطيعون ذلك، لأن الله سيختم على أفواهكم وسيجعل أيديكم وأرجلكم تشهد على أعمالكم وأفعالكم (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (يس: 65)). ولكل من يفرحون بما آتاهم الله من النعم المختلفة ويحبون أن يمدحون بما ليس بهم من قبل من حولهم من المنافقين، فيقول الله لهم في كتابه العزيز (لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (آل عمران: 188)). وكأن الله يقول للناس أحمعين: يا عبادي، بالمختصر المفيد، عليكم بالصدق مع أنفسكم ومع الله قبل الناس ولا تقولوا إلا الصدق ولا تشهدوا إلا شهادة الحق، لأن الله لا يخفى عليه أمر لا في الأرض ولا في السماء ولا في انفسكم (يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (التغابن: 4)) والصدق منجاة لكم في الدنيا والآخرة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد