زِيَارَةُ اَلْمَلِكُ وَوَلِي اَلْعَهْدُ لِلْبَيْتِ اَلأَبْيَضِ اَلْوَاعِدَةِ

mainThumb

21-07-2021 05:43 PM

لقد مَرَّت القيادة الهاشمية الأردنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين منذ أن إستلم المسؤولية بظروف صعبة جداً للغاية داخلياً وخارجياً ولا أحد يستطيع أن ينكرها، ولكن بحنكة جلالته وخبرته التي وَرِثَهَا من والده جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله، تجاوز الواحدة تلو الأخرى. وكان آخرها الثبات على مبادئه أمام القيادة الأمريكية على زمن دونالد ترامب وغيرها من القيادات العربية المحيطة وجائحة الكورونا كوفيد-19. وإستمر جلالته في ثباته وصبره الذي لا ولم ولن ينفذ وتجاوزها أيضاً بحمد الله. وتغيرت القيادة الأمريكية وغادر دونالد ترامب البيت الأبيض وبقيت القيادة الهاشمية الأردنية وجاءت القيادة الأمريكية الجديدة بقيادة جو بايدن والذي كان على علاقة وثيقة بجلالته وكان يعلم كم جلالته صادق ومخلص في مساعيه نحو السلام في منطقة الشرق الأوسط. وقد تلقى جلالته الدعوة من الرئيس جو بايدن لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية للإجتماع معه في البيت الأبيض وللإجتماع مع معظم إذا لم يكن جميع القيادات الأمريكية المندرجة تحت قيادة البيت الأبيض. وبتلك الدعوة أثبتت القيادة الأمريكية للعالم إحترامها لمباديء وأفكار جلالته البناءة وصدقه وأمانته وإخلاصه في مسعاه للسلام في الشرق الأوسط. وقد ساعدت في ذلك ما حدث من أحداث غَيَّرَت مجرى السياسة في المنطقة وآخرها حرب سيف القدس بين المقاومة الفلسطينية في غزة وقوات الكيان الصهيوني علاوة على ما يدور من أحداث في اليمن منذ سنين، والمعروف عن الأجانب أنهم لا يحترمون إلا صاحب المبادئ والأخلاق والصادق مثل جلالة الملك أطال الله في عمره. وها هو جلالته يُحْتَرَم ويُقَدَّر من قبل القيادة الأمريكية في البيت الأبيض وبالفعل عقد الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الاثنين الموافق 19 يوليو/ تموز 2021 محادثات في المكتب البيضاوي مع جلالته والذي هو بمثابة الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في منطقة غير مستقرة، وبذلك يكون أول زعيم عربي يزور البيت الأبيض منذ تنصيب بايدن.
 
ووصف بايدن الملك عبد الله الثاني بأنه صديق جَيِّدٌ، وَفِيٌ، ومُهَذَبٌ، وقال مخاطباً لجلالته أمام الصحفيين في جلسة لإلتقاط الصور: وقفت جلالتك بجانبنا دائما، وسنقف دائما بجانبك وبجانب الأردن، وأضاف أنه يريد أن يَطَّلِعَ على تطورات الشرق الأوسط من خلال جلالته لأنه موضع الثقة دائما. وقال حلالته لبايدن إن المنطقة تواجه الكثير من التحديات، ومضى يقول: بإمكانكم دائما الإعتماد علي، وعلى بلادي، وعلى كثير من حلفائنا في المنطقة. كما حضر جلالته إفطار عمل مع نائبة الرئيس كاملا هاريس بمقر إقامتها يوم الثلاثاء الموافق 20/7/2021 عَقِبَهُ اجتماع مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن بمقر وزارة الخارجية. ويعتقد جميع المسؤولين في القيادة الأمريكية إعتقاداً لا يتزعزع بأن جلالته يلعب دوراً فريداً ومؤثرا في الشرق الأوسط ويعتبرونه زعيماً معتدلاً وعملياً ويستطيع دائماً أن يلعب دور الوساطة  الحكيمة والمتزنة والمؤثرة في حل مشكلة الشرق الأوسط. كما قالت الناطقة باسم البيت الأبيض، جين بساكي: إن الزيارة ستكون فرصة لمناقشة الكثير من التحديات التي تواجه الشرق الأوسط وأكدت على الدور القيادي للأردن في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة. والحمد لله لقد كُلِّلَت محاولات جلالته المنطقية والمعقولة والموثوق بها والمتزنه والتي هي دائماً على حق بالنجاح في عودة العلاقات الأمريكية الأردنية إلى سابق عهدها، وما كانت فترة فتور العلاقات خلال الأربع سنوات الماضية على زمن دونالد ترامب إلا فترة نشاز كالنوته النشاز في معزوفة موسيقية رائعة من العلاقات المتميزة بين الأردن وأمريكا. هذا وقد تم إستقبال جلالته إستقبالاً حاراً من قبل الجالية الأردنية في أمريكا مما إضطره إلى الترجل هو وولي العهد من المركبة الرئاسية التي تقلهما لتحيتهم والسلام عليهم عن قرب. وكلنا أمل أن يختتم جلالته زيارته لأمريكا والتي إصطحب معه فيها جلالة الملكة رانيا والتي ستستغرق الثلاثة أسابيع بفوائد جَمّةَ تعود على الأردن قيادةً وحكومة وشعباً وعلى المنطقة بأسرها.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد