إنتهاء معاهدة لوزان عام 2023 والرعب التركي للعالم الغربي

mainThumb

05-12-2021 03:13 PM

من أبرز الخلافات التي مرت على الدولة الإسلامية، الخلافة العثمانية وهي إمبراطورية إسلامية أسسها عثمان الأول بن أرطغرل، واستمرت قائمة لما يقرب من 600 سنة، وبالتحديد من 27 يوليو 1299م حتى 29 أكتوبر 1923م. نشأت الدولة العُثمانيَّة بدايةً كإمارة حُدود تُركمانيَّة تعمل في خدمة سلطنة سلاجقة الروم، وترد الغارات البيزنطيَّة عن ديار الإسلام، وبعد سُقُوط السلطنة سالفة الذِكر استقلَّت الإمارات التُركمانيَّة التابعة لها، بما فيها الإمارة العُثمانيَّة، التي قُدِّر لها أن تبتلع سائر الإمارات بِمُرور الوقت.
عَبَرَ العُثمانيُّون إلى أوروبا الشرقيَّة لأوَّل مرَّة بعد سنة 1354م، وخلال السنوات اللاحقة تمكَّن العُثمانيُّون من فتح أغلب البلاد البلقانيَّة، فتحوَّلت إمارتهم الصغيرة إلى دولة كبيرة، وكانت أوَّل دولةٍ إسلاميَّة تتخذ لها موطئ قدم في البلقان، كما قُدِّر لِلعُثمانيين أن يفتحوا القسطنطينية سنة 1453م، ويُسقطوا الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة بعد أن عاشت أحد عشر قرنًا ونيفًا، وذلك تحت قيادة السُلطان محمد الفاتح.
بلغت الدولة العثمانية ذروة مجدها وقوتها خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر؛ فامتدت أراضيها لتشمل أنحاء واسعة من قارات العالم القديم الثلاث: أوروبا وآسيا وأفريقيا، حيث خضع لها كامل آسيا الصغرى، وأجزاء كبيرة من جنوب شرق أوروبا، وغربي آسيا، وشمالي أفريقيا. وصل عدد الولايات العثمانية إلى 29 ولاية، وكان للدولة سيادة اسمية على عدد من الدول والإمارات المجاورة في أوروبا، التي أضحى بعضها يُشكل جزءًا فعليًّا من الدولة مع مرور الزمن، بينما حصل بعضها الآخر على نوع من الاستقلال الذاتي.
وعندما ضمَّ العُثمانيُّون الشَّام ومصر والحجاز سنة 1517م، وأسقطوا الدولة المملوكية بعد أن شاخت وتراجعت قوتها، تنازل آخر الخلفاء العباسيين المُقيم في القاهرة مُحمَّد المتوكل على الله عن الخلافة لِلسُلطان سليم الأول، ومُنذ ذلك الحين أصبح سلاطين آل عُثمان خُلفاء المُسلمين.
أضحت الدولة العثمانية في عهد السلطان سليمان الأول القانوني (حكم منذ عام 1520م حتى عام 1566م)، قوّة عظمى من الناحيتين السياسية والعسكرية، وأصبحت عاصمتها القسطنطينية تلعب دور همزة الوصل بين العالمين: الأوروبي المسيحي والشرقي الإسلامي، كما كان لها سيطرة مُطلقة على البحار المُتوسط والأحمر والأسود والعربي، بالإضافة للمحيط الهندي.
 
في بدايةً سنة 1740م، أخذت الدولة العُثمانيَّة تتراجع وتتخلَّف عن ركب الحضارة، وعاشت فترةً طويلةً من الخمود والركود الثقافي والحضاري، فيما أخذ خصومها يتفوقون عليها عسكريًّا وعلميًّا، وفي مُقدمتهم مملكة هابسبورغ النمساويَّة والإمبراطورية الروسية. 
وتغلغلت القوى الأوروبية في البلاد العثمانية، وتدخلت في شؤون الدولة، وفرض بعضها الحماية على الأقليات الدينية، مما أدى إلى ازدياد أوضاع الدولة سوءًا. انتهت الدولة العثمانية بصفتها السياسية بتاريخ 1/11/1923، وأزيلت بوصفها دولة قائمة بحكم القانون في 24/7/1923، بعد توقيعها على معاهدة لوزان، وزالت نهائيًّا في 29/10/1923 عند قيام الجمهورية التركية.
كما أدَّى سقوط الدولة العُثمانيَّة إلى ولادة مُعظم دُول الشرق الأوسط المُعاصرة، بعد أن إقتسمت المملكة المتحدة وفرنسا التَرِكَة العُثمانيَّة في العراق والشام، وبعد أن انتزعت منها سابقًا مصر وبلاد المغرب.
إلاَّ أن القيادة الحالية منذ توليها الحكم والسير على الدين الإسلامي الحنيف بشكل حضاري متطور عادت بناء دولة تركيا الحديثة المتطورة سياسياً وإقتصادياً وعلمياً وعسكرياً وتجارياً بشكل يفوق الغرب وأمريكا، وهذا ما أثار حفيظة أمريكا والغرب وأتباعهم من دول العالم.
فقد حِيْكَت أكثر من محاولة لإغتيال أردوغان وفشلت وبعدها محاولة الإنقلاب التي سمع فيها العالم أجمع وفشلت وغيرها من الحروب الإقتصادية على الليرة التركية. ومن ثم المناورات العسكرية بالذخيرة الحية في البحر الأبيض في المياه الإقليمية اليونانية والتي تبعد 2كم فقط عن الأراضي التركية والتي أعلنت عنها الدول التي لا تريد لتركيا أن تعود كما كانت.
ولم تحرك تركيا ساكناً غير أن قامت  قواتها العسكرية بإغلاق أنظمة إتصالات سفن وطائرات تلك الدول قبل 30 ساعة من بدء المناورات، مما جعلهم يولون الأدبار ويلغون مناوراتهم.
وقد تيقنوا بالفعل أن تركيا دولة عظمى (مثل كوريا الشمالية) وكان بإستطاعتها تدمير سفنهم وطائراتهم أجمعين، وآخيراً وليس آخراً إكتشاف عبوة ناسفة في مكان المهرجان الخطابي المعد لأردوغان يوم السبت الماضي.
ما أنجع القوة للذين لا يفهمون إلاَّ لغة القوة، لا قوي إلاَّ الله (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (العنكبوت: 41)).


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد