بالصور دارة وصفي التل .. حكاية أردنية

mainThumb

04-01-2012 12:41 PM


دارة وصفي التل تقف على ربوة من ربوات السرو – شمال العاصمة عمان - تمتاز بإطلالة مميزة على سهول عين الباشا شرقا والمشرفة على طريق السلط عمان وهضاب الحمر غربا.


المتجول في الدارة يلمس أن فقيد الوطن أحب القراءة كثيرا، فقد احتوى منزله على أكثر من 3000 كتاب، ومجلد خاص لجريدة الرأي التي أسسها ، كما احتوى منزله على غرفة بداخلها طاولة عليها كل الأوسمة التي تقلدها.

تقف أمام منزله وانت تمتلك مهابة تدلف بيتا متواضعا سكنه رجلا صنع التاريخ وبقيت ذكراه نبراسا لم ينطفئ رغم انقضاء عشرات السنين. فهنا بدلته الكاكي وكوفيته الأردنية وهنا سيارته الجاغوار تصطف حزينة على غياب فارسها .

تلتف حول منزله محبوبته السمراء، الحديقة التي قضى فيها أمتع أوقاته تلذذ وهو يقلب حبات ترابها وهو يرى من خلالها حبات تراب الأردن كله.

تفحص محتويات المنزل شيء غير اعتيادي أو فيه ما يشير بغنى تكتشف للتو أن سر عظمة ساكنه تكمن أولا ببساطته، أثاث بسيط إلا انه يحمل في كل قطعه أثرا من هذا الرجل تكاد تشتم رائحته تتخيله جالسا وراء طاولته في مكتبه يقرا احد كتبه الثلاثة آلاف وعيناه تغوصان في المعاني خلف السطور تسري رعشة في أوصالك وأنت تراه يرفع بصره في لحظة تأمل وقسمات وجهه توحي بجدية الأردنيين وحدتهم التي طبعتهم بها تضاريس هذه الأرض القاسية الطيبة.


أربعة عقود مرت على ذكرى استشهاد وصفي التل ، كلما ذكر الاردنيون  اسمه ازدادوا فخرا برجالات الوطن الأحرار الذين دافعوا عن الوطن ودفعوا أرواحهم فدى حبات ترابه، فما تزال رائحة دمه عالقة على أكتاف كل نشامى هذا الوطن.

ولأن الأردنيين أوفياء للعهد، وتخليدا لذكراه فقد نفذوا وصية زوجة الشهيد البطل سعدية بتحويل منزله إلى متحف ، والذي أمر جلالة الملك عبد الله الثاني قبل ايام بإعادة تأهيله تحت إشراف وزارة الثقافة لما يمثله من حقبة زمنيه مهمة من تاريخ الأردن.

شهيدنا البطل .. كل المشاعر تقف حائرة عن وصف هذا المكان فدفء روحك موجود فيه فلا تتسع الأسطر لكلمات قد تقلل من شأنك فعذرا لكل الكلمات التي لم تصف جزءا منك وعذرا لكل الكلمات التي لم تكتب وكان لك أولى الحق بها .... رحمك الله وأسكنك فسيح جناته








تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد