ذكرى الاستقلال والبادية الأردنية

mainThumb

26-05-2009 12:00 AM

د . نايل الحجايا
إنها لمناسبة غالية، تلك التي نتنسم عبقها، ونتفيأ ظلالها في هذه الأيام، بها يزهو الوطن، وتحتفل الأسرة، وتضاء شموع الفرح، وتتوقد مشاعل البهجة والسرور، لتحكي قصة الاستقلال، قصة التضحية والفداء وسيرة البذل والعطاء لتعزف القلوب لحن الولاء والوفاء للوطن ولقائد الوطن، الذي أكرمنا الله بقيادته الهاشمية النسب، العربية الدماء والتي تتمتع برؤية ثاقبة، نابعة من عزم وشجاعة، وحكمة ونفاذ بصيرة، حاملةً راية الثورة العربية الكبرى، وضربوا خلالها أروع صور التضحية ابتداء من الملك المؤسس عبدالله بن الحسين طيب الله ثراه وحتى الملك الشاب القائد الملهم عبدالله الثاني بن الحسين المفدى الذين حملوا المسؤولية بكل أمانة واقتدار وضرب أسمى الأمثلة في البذل والعطاء في سبيل وطنه وشعبه، حتى أصبح هذا الوطن واحة أمن واستقرار يغبطنها عليها القريب والبعيد، وسار الأردن نموذجا يحتذى به.

عندما قدمت طلائع ثورة العرب من الجزيرة العربية، كان أبناء البادية على موعد مع الهاشميين في رفع الظلم عن العرب، وكانوا مادة الثورة التي عاهدوها ولم يبخلوا في سبيل نشر مبادئها، وضحوا بالغالي والنفيس حتى يكون هذا الوطن الأنموذج في الحب والتآخي، ويكون قصة مجد أبطالها الهاشميون، ويكون وطن العرب بكل أطيافه، وساهموا بإمكاناتهم المتواضعة وجهدهم الشخصي في بناء الدولة الأردنية الحديثة.

إن ذكرى الاستقلال تدفعنا بعد ستة عقود ونيف أن نسأل أنفسنا: كيف كنا وكيف أصبحنا ..كيف كانت البادية الأردنية قبل مجيء الهاشميين مسرحا للتناحر القبلي، والعداء والسلب والنهب، والثارات والقتل، حتى رسخ الهاشميون دولة القانون والمؤسسات في هذا البلد الطيب، وتوقفت الكثير من المظاهر السلبية التي كانت تسود البادية الأردنية.

وقد كانت البادية الأردنية محط أنظار الهاشميين منذ تأسيس الإمارة وحتى اليوم، وقد كان المشروع الأبرز في تغيير حياة كثير من أبناء البادية والحد من حالة الترحال والتنقل الدائم؛ مشروع توطين البدو، فقد بدأت الدولة الأردنية في بداية السبعينيات بمشاريع توطين البدو الرحل في تجمعات سكانية، وأعرف منها الآن: القطرانة، والأبيض، والحسينية، المحمدية، وغيرها.. وهي الآن تشكل تجمعات سكانية ضخمة ساهمت بشكل كبير في الحد من حالة التنقل الدائم والمعاناة المستمرة لكثير من البدو.

ولقد عززت مسيرة الهاشميين في هذا البلد كل معاني الأخوة والتضافر الوطني في سبيل مصلحة الوطن والمواطن، فانخفضت مستويات الأمية في البادية وارتفعت نسبة الذين يعرفون القراءة والكتابة إلى مستوى يكاد يكون هو الأفضل مقارنة مع بقية الدول المجاورة والدول العربية.

أما من حيث البنية التحتية، فتكاد تكون البادية الأردنية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب مغطاة بالبنية التحتية من الطرق والماء والكهرباء، ولا يوجد تجمع سكاني إلا وتصل إليه الخدمات المختلفة.

ومع أننا ننظر إلى المستقبل بعين الثقة والأمل التي نقرأها في عيني مليكنا، نعلم أن العمل لا زال مستمرا وأن الوطن ما زال بحاجة لنا ولإخلاص كل الخيرين من أبناءه، وما زالت البادية بحاجة لهمة أبنائها وعطائهم.

إن الواجب يملي علينا أن نحتفل بانجازات الوطن في عيد استقلاله مخلصين له، وولاؤنا لقيادته الهاشمية التي بها ومعها نتخطى الصعاب، ونرفض المستحيل، ودعاؤنا: "فليحمي الله عز وجل الوطن ومليكنا المفدى ويمد في عمره ذخرا وسندا للوطن والأمة".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد