( بــ?Zــعِْ ) .. !!

mainThumb

06-06-2009 12:00 AM

لله درهما من حرفين حين ينتظمان معا ، ليشكلان هذه الكلمة الناعمة على الآذان ، السهلة على مخارج الحروف . ( بع ) سمعناها صغارا ، وتنافسنا في نطقها بريئة كبراءة طفولتنا ، شفيفة .. طرية .. كأحلامنا . نطقتها أفواه أمهاتنا وهن يداعبننا ويناغيننا ، ويرسمن لحياتنا صورا حلوة زائفة .
وحين كبرنا ، وكبرت دنيانا ، وتهنا بين طيات أيامها ، ومزقت لياليها ألعابنا ، ومرابع لهونا وصخبنا ، وحين تكلست كراتنا، وغادرت طائراتنا الورقية مرابضها ، وأضاعت الحياة أدواتنا ، وملاعبنا ، ومخابينا ،وترابا مرغ أقدامنا ، وبخرت سمومها عرقنا ، وأطاحت رياحها العاتية ببقايا لهاثنا ، وضحكاتنا ، وصخبنا ، وحين تعرت الدنيا أمامنا ، وتباعدنا ، وغيرنا نظارات عيوننا ، لنرى أشياءنا كما هي ، مجردة دون أصباغ او رتوش . ها نحن نسمع (بع) مرة أخرى . (بع) كبيرة ... مخيفة ... تدهمنا بها حكومتنا صباح مساء ، ( بع) حكومتنا يرن صوتها في آذاننا ولا يغادرها . فزلزال البورصة ، والهزات الارتدادية التي أعقبتها ، لا تعدو كونها (بع) من حكومتنا الرشيدة ، ومشروع الأقاليم (بع) عالية الصوت ، مع زمّ الفم ، وفتح العيون ، وتوسيع الحدقات ، والتلويح بقبضة مغلقة في وجه كل من انتمى لوطنه ، ومن قال : سقيا لأيام وصفي وهزاع .
تأكدوا أننا إذا بشرنا بصيف جاف ، فما هي إلا (بع) من وزارة مياهنا . وإذا سمح لطلابنا وأولياء أمورهم ، بالاعتداء على مدرسيهم ، فهي (بع) من وزارة تربيتنا، وجعبة تعليمنا . وتغيير هيكليات وزارة الصحة ، والتغول على كوادرها ومنسوبيها ، واعتبارها حقل تجارب ، تتغير بتغير وزيرها (بع). وهكذا تنوعت الوزارات وتنوعت معها (البعات) .
يا لهذه (البع) من معاني تحملها ، فقد سلبت الألباب ، وتاهت معها العقول ، حتى صارت لغزا لا نعرف هل هي عصا يلوح بها ، ثم لا تلبث أن تتلوها الضربات ، أم كلمة يقولها المسؤول ليواسي بها نفسه ، في يوم قلت فيه مفردات المواساة .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد