اسرائيل الى أين ؟

mainThumb

06-06-2009 12:00 AM

في الماضي وحتى اللحظة، عملت وسائل الإعلام الصهيونية والعالمية، حتى والعربية على تضخيم اسرائيل واعطائها أكبر من حجمها، من أجل فرضها في المنطقة وتيئيس الشارع العربي من المواجهة معها، وجعل الأنظمة ترتاح من هذا الملف وتجنح للسلم، الذي يفتح لإسرائيل آفاقا واسعة في منطقة تفتقر الى ما تمتلكه اسرائيل من تقنية وغيرها.

تقمصت اسرائيل هذا الدور وصارت تتعدى الى أبعد ما رُسم لها، فهي أولا وآخرا لا تعدو أن تكون أداة في يد الإستعمار الغربي ! وأنه لا يجوز لها أن تشعر أو تفكر في أكبر من الدور الذي وضعت له في المنطقة.

اسرائيل ليست دولة كبرى لاعتبارات كثيرة يعرفها كل من له أدنى علم في السياسة والتاريخ، لكن بعض قادتها ظنوا أنهم كبار، وأنهم فوق القانون الدولي الذي أوجد كيانهم رغما عن أهل الأرض ، - في سابقة لم يحدث مثلها في التاريخ-، وأنهم يستطيعون فرض رؤيتهم وسياستهم وانتهازيتهم وأكاذيبهم التوراتية، وإلهاء العالم الغربي والعربي بأكاذيب السلام لينتشروا كالخلايا السرطانية في جسم العالم العربي والإسلامي تحت عيون اسيادهم الذين رموهم الى العالم الإسلامي انتقاما منه، ومكافأته على محاولة تنويرهم بفايروس المرض القذر الذي رفضوه في بلادهم.

بعد أن حبكت دول الغرب ثم أمريكا سيناريو إيجاد اسرائيل في المنطقة وتعايشها في وسط يرفضها، نفذت اسرائيل الجزء الأول من السيناريو وهو احتلال الأرض ببطولة كبيرة! وانتصرت على الغلابى المغلوبين على أمرهم، ثم رفضت إكمال السيناريو والبقاء على الاحتلال ورفض الأرض مقابل السلام، مما احتاج الى أن يتدخل المخرج " أميركا" لوضع هذا الممثل المشاغب الذي يخرج عن النص كثيرا في وضعه الصحيح وإلزامه بالسيناريو، فكانت حرب 1973 التي بينت لاسرائيل حجمها ووضعها، وعرفت أن المخرج قد يقسو أحيانا ليتم العمل، فخضعت لإكمال السيناريو المرسوم، وأعادت سيناء، وناورت بعد ذلك للإحتفاظ بالضفة والجولان وساعدها تدابر الجيران وتناحرهم، واستعانة بعضهم بها على بعض ما جعلها تشعر بكيان مستقل وله مصالح ويستخدم الجيران، فتحير المخرج كيف يخرج من هذا المأزق، لأن اسرائيل اختبأت وراء خلافات الفلسطينيين والأمن وغيره من ألاعيبها، لكنها لن تستمر طويلا في التملص وستخضع لإرادة المخرج.

من يقول إن إسرائيل تسيطر على القرار الأمريكي مخطئ، ولن تصل اسرائيل إلا الى ما تريده أميركا وما يسمى بالمجتمع الدولي، وما هي إلا كيان لا يقوم بذاته بل قائم بدعم الغرب وأمريكا وأزلامهم، ويحيط به أعداؤه كالسوار، وإذا تعنتت في السير كما رسمت أميركا، ستمكن أعداءها منها كما فعلت في الماضي وتعيدها الى السكة مرة أخرى، فهي التي تحجز عنها أعداءها وهي التي مكنت لها من أجل مصالها في المنطقة، وليس اللوبي اليهودي وليس تفوق اسرائيل عسكريا، وستضربها ضربة تعيد لها صوابها...

فاليهود ليس لهم قوة بأنفسهم، وهم كما قال رب العزة عنهم:( ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس) آل عمران112 ، ونهايتهم حتمية فالمسألة مسألة وقت، وعمر الأمم لا يقاس بسنوات، والبقاء دائما للأصلح وسينتهي عهد شذاذ الآفاق قريبا، فقوتهم تكمن في خلافاتنا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد