الشهيد الخرابشة .. درس في الوطنية ..

mainThumb

06-06-2009 12:00 AM

د.بسام البطوش

لا نملك إلا أن نقف إجلالاً واحتراماً لروح الشهادة وعبق التضحية التي تتردد في السماء الأردنية من روعة الشمال إلى روعة الجنوب الأردني، ففي لحظة الحقيقة تنكشف معادن الرجال وتظهر مكنونات النفوس، وفي اللحظة تلك يتسامى الشهيد فوق الدنيا ومن عليائه يعطر السماء والأرض والإنسان والتاريخ وعلى امتداد الأجيال بدمه وروحه وليس أغلى منهما لافتداء الوطن والمواطن، الشهيد المقدم الطيار صخر الخرابشة قدم روحه فداء وطنه وأهله، وأصر على أن يطير بعيداً عن تجمعات السكان وهو يدرك تماماً أن ذلك سوف يكلفه حياته، وبذلك قدم لنا ولشبابنا درساً ولا أروع ولا أصدق في الإيثار والإقدام والتضحية، مجسداً معاني الوطنية بأزهى صورها، ومقدماً لأجيالنا أنموذجاً للبطل الأردني الذي يفدي تلميذه بروحه، يفدي أبناء شعبه بما هو أغلى من الروح والحياة ....
"البطل الشهيد" فكرة ليس من السهل تجسيدها في الواقع، ولطالما تغنى الأردنيون بفراس العجلوني "البطل الشهيد" ذاك النسر الذي أعاد للطيران العربي كرامته المهدورة بعد ما حل به في صبيحة الخامس من حزيران، وطاب للأجيال الأردنية أن تفخر بفراس وتذكره، وكان تقديم قصته لأبنائنا في المناهج قراراً حكيماً صائباً، وسيكون من واجبنا تقديم حكاية الفداء والتضحية التي جسٌدها النسر الأردني المقاتل (صخر الخرابشة) في مناهج التربية الوطنية لأجيالنا ولأبنائنا ليعلموا علم اليقين أن الرحم الأردني ينجب أبطالاً ورجالاً يبرهنون أن أمتنا بخير، ويفتحون لنا بوابات الوعي بأن الوطنية وحب الوطن ليست مجرد كلمات نرددها، وأغان نترنم بها، أو شعارات نرفعها، لكنها تضحية وفداء وعطاء .
ندرك جميعاً حجم التحديات القيمية والثقافية والاجتماعية التي تجتاح شبابنا الأردني اليوم، ونعي أهمية أن نيسر لهم سبل التربية الوطنية الهادفة المسؤولة التي تعلي من أهمية القيم والمبادئ والمثل، وتغرس في أجيالنا حب الوطن الأردني، بوصفه وطناً نهائياً لا وطن لهم سواه، وتعلمهم فنون افتدائه بالمهج والأرواح، وتفجر وعيهم على حكايات رجالات الوطن وأبطاله وشهدائه الذين نسجوا خيوط الحكاية الأردنية المكللة بالمجد والغار، حكاية وطن ولد على حد السيف وفي قلب التحديات، وفي عين العواصف، حباه الله قيادة حكيمة وشعباً وفياً ورجالاً أفذاذ أفتدوه على الدوام ونذروا أنفسهم لحمايته وصونه والذود عنه .
إن شهيدنا البطل ينضم إلى كوكبة من شهداء الوطن يحدوهم الملك المؤسس شهيد الأقصى، ويتقدمهم أبطال من طراز هزاع ووصفي، وتزدان صفوفهم بشهداء الكرامة والوطن على امتداد الساحات والأزمان ...
بورك الوطن الذي ينجب أبطالاً من طراز المقدم الشهيد صخر الخرابشة وبوركت العشائر الأردنية التي ترفد الأمة والوطن على امتداد الزمن بفرسان لا تلين لهم قناة، وبورك الجيش العربي المصطفوي الذي ينتظم في صفوفه حماة الوطن وزينة الرجال وأنقى الأنقياء .
رحمك الله شهيدنا وطيب ثراك .

* عميد شؤون الطلبة / جامعة الزرقاء الخاصة


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد