أهداف زيارة اوباما

mainThumb

04-06-2009 12:00 AM

بسـام العوران
من البديهي أن زيارة اوباما للمنطقة يدخل في باب المصالح الأمريكية وليس من باب الترف والمجاملات. وإذا ما حللنا الوضع الذي تعيشه الولايات المتحدة في الوقت الحاضر ورئيسها اوباما فإننا نتوصل إلى أن أمريكا لديها كارثة اقتصادية يجب معالجتها بالسرعة الممكنة وإلا فإنها سوف تتفاقم وتكون وبالا عليها.
ومن هنا فان الأهداف الرئيسية من زيارة اوباما للمنطقة تقع تحت عدة أسباب وأولها ربط المصالحات مع الحالة الاقتصادية في أمريكا وسيحاول اوباما التصالح مع العالمين العربي والإسلامي وتحسين صورة أمريكا بعدما أوصلها سلفه جورج دبليو
بوش الى الحضيض -إن صح التعبير- حيث اتجه بوش لمعاداة العرب والمسلمين والإسلام بصفة عامة واعتبرها حرب صليبية وهذا ما صرح به هو وأركان الساسه الأمريكان آنذاك وارتكابه الخطأ الكبير في تاريخ الولايات المتحدة وهو غزو بلد ومن ثم احتلاله وما يزال يحتله لحد الآن ، بالاضافة الى النفقات التي تتكلفها امريكا من جراء وجود قوات أمريكية في العراق وأيضا في أفغانستان. وقد أدرك اوباما أن هذا الخطأ يجب معالجته حتى يتم توفير المبالغ التي تنفقها امريكا على قواتها، حيث تقدر بحوالي تسعمائة ألف مليار دولار. ومن هنا فان رؤية الرئيس اوباما ان انسحاب معظم القوات من العراق سيوفر للخزينة الأمريكية مبالغ كبيرة.
لا شك أن أي رئيس أمريكي لا يستطيع التغيير الجذري في السياسة الخارجية ولكن يمكنه الضغط على الكونغرس ببعض السياسات التي لا تتعارض مع السياسة العامة
للولايات المتحدة . وهكذا فان الاقتصاد الداخلي هو الأولوية بالنسبة للرئيس الأمريكي الحالي لإنقاذ هذا الاقتصاد وإقناع الشعب الأمريكي على أنه قادر على إيجاد الحلول لهذه الحالة الصعبة.
ويعتقد الرئيس أن مد يد المصالحة مع إيران وسوريا وحزب الله وحماس ربما يأتي بنتيجة وهي فرصة لهؤلاء لاستقبال واستيعاب هذا التوجه لأنه لن تكون هناك فرصة اخرى كهذه في المستقبل خلال فترة رئاسته أو من سيخلفه في المستقبل.
وان أي شخص يستطيع أن يحلل هذه الحالة فسيرى صحة توجه اوباما للمصالحات مع الذين ذكرتهم. وهي في الحقيقة فرصة لن تلوح مرة أخرى وخاصة أن الرئيس الأمريكي اوباما ليس مدينا بنجاحه في الانتخابات لأي لوبي عربي أو إسلامي هناك بل هو مدين إلى اللوبي اليهودي الذي أوصله إلى سدة الرئاسة. ولنكن واقعيين فان
توجه اوباما للمصالحات مع العالمين العربي والإسلامي فرصة يجب استغلالها والبناء عليها ومحاولة إقناعه بعدم الانحياز لإسرائيل مائة بالمائة وان يشعرها بأن عليها الالتزام بالسلام الذي هو مصلحة لإسرائيل قبل العرب.
وإذا أردنا تصنيف الأولويات بالنسبة للرئيس الأمريكي ولسياسته حاليا فيمكننا تقسيمها الى ثلاثة أهداف وهي : أولا - معالجة الحالة الاقتصادية في الولايات المتحدة والتخفيف من آثارها وإنعاش الاقتصاد الأمريكي من جديد. ثانيا - الوضع في باكستان وأفغانستان وثالثا - قضية الشرق الأوسط.
صحيح أن الزعماء العرب يطلبون من اوباما أن تكون القضية الفلسطينية على سلم الأولويات بالنسبة للسياسة الخارجية الأمريكية والسير في حل الدولتين. ومع أن ساسة أمريكا يدركون أن قضية الشرق الأوسط يجب التوجه لحلها أو إيجاد صيغ ترضي جميع الأطراف إلا أنهم يفضلون الخروج من المآزق في العراق وباكستان وأفغانستان وترويض إيران وخاصة تنامي الأحداث في باكستان وأفغانستان ويعتبرونه الخطر الأكبر إذا ما استلم الحكم هؤلاء المتطرفون في الدولتين الجارتين ولو أنني أرى أن هناك مؤامرة على باكستان من قبل إسرائيل وأمريكا كونها دولة مسلمة نووية وهذا يدفعهم للعمل على تفكيك نوويتها ليس إكراما للهند فقط ولكن أيضا لا يريدون لأي دولة مسلمة أن تكون نووية.

وسيأتي اليوم الذي يعترف به حكام أمريكا وأقصد بوش الأب وبوش الابن ومساعديهما في تلك الفترة ، أنهم ارتكبوا أكبر خطأ في تاريخ الولايات المتحدة بأن تقوم بغزو دولة وتحتلها وماتزال بقوات تبطش في الشعب العراقي ، وقد قتلت ونكلت وشردت واعتدت على حضارة عمرها آلاف السنوات. : BASSAM_ORAN@HOTMAIL.COM



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد