عادل إمام كفاك ثرثرة ؟!

mainThumb

02-06-2009 12:00 AM

عبدالهادي الراجح
يقول المثل العربي (إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب)، فياليت الفنان الكبير عادل إمام يعيرنا صمته، تذكرت هذا المثل الشهير وأنا أتابع حواراً تلفزيونياً مطولاً منذ مدة أجرته قناة دريم الفضائية مع الفنان الذي أصبح سياسياً، ومنظر للنظام كمان عادل إمام ، والحوار لم يكن فنياً وهو تخصص الأستاذ عادل إمام، ولكنه كان حواراً سياسياً، حيث أخذ الأستاذ عادل إمام يوزع الاتهامات هنا وهناك، ويعطي الشهادات بالوطنية لفريق طبعاً هو السلطة، ويخون الفريق الآخر أي المعارضة، وقد نسي نفسه تماماً إنه يتحدث بالسياسة التي لها مهتميها ومنظريها، وياليت الأمر كان رأياً شخصياً لكن الأمر مقبولا، ولكن إمام فكر نفسه على خشبة المسرح والجماهير تصفق لما يقوله، وأخذ يحدثنا عن حماقة العداء لإسرائيل وإنها القول التي لا تهزم، كما أدان حركة المقاومة الإسلامية حماس محملاً إياهم ما حدث من عدوان على غزة، وه نفس رأي الصهاينة، نتيجة قيامهم باستفزاز إسرائيل كما قال حرفياً، كما سخر عادل إمام من المقاومة اللبنانية العظيمة وانتصار حرب تموز 2006 المجيد، الذي اعترف به العدو نفسه، وأخذ عادل إمام بوقاحة لا نظير لها يقول عن حزب الله العظيم حزب النبي وحزب وداد قلبي، كنوع من السخرية، وهذا الحزب العظيم الذي يسخر منه إمام هو الذي هزم العدو الصهيوني شر هزيمة، في الوقت الذي رفع النظام المصري الذي يدافع عنه إمام من عهد الخائن أنور بني صهيون السادات وحتى ألآن الراية البيضاء أمامه، وإذا لم تستحي يا عادل إمام اصنع ما شئت كما يقول المثل.
وتساءل السيد إمام أين ذهبت الملايين التي تبرع بها أحد حكما الخليج العربي لحركة حماس، في محاولة مشبوهة للطعن في المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس، ولا يعلم السيد إمام إن بعض الأموال التي يتحدث عنها صادرها النظام المصري نفسه، فوق كل هذا أشاد إمام بحسني مبارك وهذا بيت القصيد، حيث قال عنه حرفياً (إنه حما مصر) من ماذا لا أحد يعلم، كما هاجم من يساعد الفلسطينيين عبر معبر رفح في إشارة واضحة لما يسمى بخلية حزب الله التي فبركها النظام المصري وسوقها بواسطة إمام وأمثاله خاصة من كتبة المارينز في الصحافة المصرية، وكأنها عبث بألأمن المصري، بعد أن فشل النظام وجوقة كتاب المارينز في الصحافة المصرية وخاصة تلك التي توصف بالقومية، في إقناع الرأي العام العربي والمصري بشكل خاص.
عادل إمام وبعد نفخة إعلامية كاذبة صدق نفسه أنه أصبح سياسي، وأخذ يعطي الدروس والمواعظ على المشاهدين ويوزع الشهادات بالوطنية على النظام طبعاً المصري، وكأن الجماهير العربية والمصرية بشكل خاص بلا ذاكرة، والمأساة ليس فيما يقوله إمام ولكن بمن دفعه للحديث بما لا يعرف به، وقد سيطرت عليه النزعة القطرية الضيقة وخاصة في السنوات الأخيرة، ربما بحكم كبر السن، وأخذ حتى بمهاجمة الفنانين العرب والدول العربية، فقد أغاضة تفوق الدراما السورية والخليجية على المصرية التي تراجعت بشكل مؤسف، وقد شن هجوماً على الفنانين العرب وكأنهم مرتزقة عند يأتوا إلى القاهرة وهي مدينة عربية، رغم أنف إمام ومن لقنه للحديث كالببغاء، والذي لا يعلمه عادل إمام ومن هم على شاكلته إن معظم الفنانين هم من صنع السينما والمسرح المصري، كما أن أعرق الصحف المصرية والعربية وأقدمها على الإطلاق صحيفة الأهرام أسستها عائلة نقولا اللبنانية الأصل.
ولو كان الذين يدفعون إمام للحديث بهذه القضايا السياسية الشائكة لديهم معرفة حقيقة بصميم الأمن القومي لمصر لما كانت سياستهم كما يراها العالم اليوم، في الخندق المعادي للأمة، إن فلسطين وسوريا الكبرى عموماً هي من صميم الأمن القومي لمصر، وهذا ما أدركه الزعيم الخالد والسابق لعصره جمال عبدالناصر، وذكره في كتابه الشهير (فلسفة الثورة)، وكل الغزوات والحروب الاستعمارية التي جاءت لمصر كانت من الشرق، أي من سوريا الكبرى وفلسطين تحديداً، باستثناء حملة نابليون بونابرت التي لها ظروفها الخاصة.
وهل قرأ عادل إمام ومن لقنه الحديث المدفوع الأجر كالببغاء التاريخ جيداً ليعلم هذه الحقائق؟! أو إن أجره الذي أكيد بالمليون دولار لأنه أي عادل إمام أصبح معروفاً بفنان المليون، حيث لا يقل أجره عن المليون دولار، سواء التمثيل أو الأحاديث العابرة التي أصبح يسميها سياسية، لا نريد هنا أن نناقش أفلام عادل إمام التي يغازل بها السلطة وهي كثيرة جداً، خاصة الإرهاب والكباب، والإرهابي، وطيور الظلام.. وغيرها، لأن ذلك شأن النقاد المتخصصين، لكن لا أحد ينكر أن تلك الأفلام مدعومة وممولة من النظام المصري، وحربه في الخندق ألأمريكي على ما يسمى بالإرهاب، والذي هو كل المعارضة الوطنية.
إن عادل إمام في أفلامه الأخيرة أساء لكل الشعب المصري الشقيق في فلمه (التجربة الدنماركية)، الذي صور الشعب وحتى الحكومة بتلك الصورة التافهة ناهيك عن القبلات الحارة التي أصبحت في معظم أفلامه الأخيرة لممثلات من جيل أبناء أبناءه، حيث أجمع عدداً من النقاد بأن أفلامه الأخيرة خاصة تخاطب الغرائز ولا تناقش أي قضايا جادة إلا من وجهة نظر النظام، الذي يقول عنه عادل إمام إنه حما مصر من ماذا لا أحد يعلم، مشكلة عادل إمام إنه صدق نفسه بأنه زعيم، حيث أخذ يتحدث بأشياء لا يعرفها ولا يعلم عنها شي، وقد ذكر أحد الكتاب العرب في صحيفة عربية مهاجرة إن الكيان الصهيوني الذي يسميه عادل إمام ونظام حكم مبارك بإسرائيل، قد أقام هذا الكيان بنشر نص مقابلة عادل إمام مع قناة دريم خاصة تلك التي يقول بها حرفيا (إن إسٍرائيل محدث يقدر يعمل لها حاجة خذها مني)، وكأنه يرى بعين زرقاء اليمامة، ونشر هذا الحديث في صحيفة صهيونية وسام صهيوني لعادل إمام إضافة لأوسمة نظام مبارك وما أكثرها لهذا الببغاء الذي يتحدث باسمه.
عادل إمام أعرنا صمتك فقد أخزيت نفسك، ومن تتحدث نيابة عنهم، والمقاومة سواء في فلسطين أو لبنان أو العراق التي عبدت طريقها بدماء الشهداء الطاهرة ليست بحاجة لشهادة الزنادقة الذين يرقصون على جراح هذه الأمة، عادل إمام من فضلك السكوت من ذهب.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد