أنا سوسنة .. يا وطني

mainThumb

08-06-2009 12:00 AM

رحمة منذر مريان
كلما شدت فيروز "وطني.... وحياتك وحياة المحبة" تهزني مشاعر دفء نبيلة لا ترقى إليها النفس الإنسانية إلا في حالات خاصة وفريدة من نوعها ويعتريني إيمان مطلق بأن الوطن ليس مجرد أحرف نستغلها لكتابة ألف سطر من دجل يحبس الروح الحرة في واحة صمت وصورة حجر .

الوطن: باكورة جدي......بنات الحارة.....طهر شال أمي .... والجوع والفرح، وطني بساطة أهل إربد رسمتها إبتسامة طفل أعياه الحر في الأغوار فعانقت سمرته وجه شباب الجنوب، وقار شيخ سلطي بحجم شموخ جبل في عجلون ، رائحة بن في المفرق هزت أجراس كنيسة في مادبا فدندنت ترويدة كركية لزيتونة في جرش، شباك تصطاد القلب قبل الرزق في العقبة وفرحةٌ شركسية رقصت في سما عمان.....

وطني رائحة طين تسري في حناينا فتشعل الرغبة في تقبيل النسمات و إحتضان شجرة مالت على كتف وادي، وطني دموع تنهمر على المسابح كلما مر طاري الغربة على البال، أياد تقرأ فاتحة الكتاب لروح الغوالي، جاهات شدت رحالها إلى دار بنت العم وبيوت أغلقت أبوابها على الحب والوجع.....

وطني تماماً مثلما حكت فيروز "زغير و وسع الدني" ليس عندي فيه قصر من عنبر ولا أملك فيه إلا نفسي وأعُدها غالية لأنها شربت من ماءه على شحه وبه عكر، ماعافته يوماً ولا تأففت فصفا المشرب من صفاء النية وهنئت اللقم على قلتها وكثرة الأيدي لأن القلب يدعو بالرزق والبركة، ولأنه القلب حيث يولد الوطن فتذوب أجسادنا في ثنايا الارض لتزهر من جديد في روح وردات صغار أو حيث تموت التضاريس في وسوسات الصدر فنمشي على الإسفلت أقدام بلا رؤوس ووجوه بلا عيون ولعنات بلا قدر......

وطني: أنا......... وأنا ياوطني من أنا ؟!!!

 

أنا "حجرة" لن يقتلعها يأس من هذه الأرض وستموت فيها يوماً لتحيا إلى الأبد

أنا "سوسنة" أذوب خجلاً في حضرة أبي، وأقبل يد أمي فأصبح أجمل



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد