على هامش خطاب اوباما .. القضية ليست الاسلام .. بل فلسطين
الخطاب الذي القاه الرئيس الامريكي في جامعة القاهرة ، والموجه الى العالم العربي والاسلامي ، والذي عقد عليه العرب والمسلمون آمالا عريضة ، لم يكن سوى خطابا انشائيا عاطفيا ، لم يتضمن أي اشارات الى خطوات عملية ، يمكن ان تبعث على الاطمئنان ، وعلى الثقة بازالة اسباب التوتر ، بين شعوب المنطقة وامريكا .
لقد ركز الرئيس الامريكي في خطابه ، على ايجابية النظرة الامريكية للاسلام ، وهذه النظرة ليست القضية الاساسية ، فالنظرة المعاكسة كانت نتاج احداث الحادي عشر من ايلول ، وما تلاها من تداعيات ، ادت الى بروز تطرف اسلامي قاده تنظيم القاعدة ، نتيجة ردود الفعل الامريكية على تلك الاحداث ، والتي كانت عمياء في جوانب منها ، لم تتوجه الى الهدف الحقيقي ، كما لم تقارب المسببات لتلك الاحداث وذلك التطرف ، فأدت الى مزيد من التطرف ، ومزيد من الغضب الشعبي وحتى الرسمي .
لقد اشار الرئيس الامريكي الى قضية الشعب الفلسطيني ، التي امتدت الى واحد وستين عاما ، دون ان تجد لها الحل المرضي ، الذي يعيد الحقوق لاصحابها ، فكانت اشارته المبهمة ، الى ان الولايات المتحدة لن تدير ظهرها لطموحات الشعب الفلسطيني ، بينما اكد بوضوح التزامه بامن اسرائيل .
لقد تجاهل الرئيس الامريكي معاناة الشعب الفلسطيني ، طيلة الستة عقود الماضية ، تماما كما يتجاهلها الكثيرون ، وهم الذين لا يتركون مناسبة ، الا ويعيدون استذكار محرقة اليهود في المانيا ، ويتجاهلون المحرقة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني ، وكانت اخر فصولها محرقة غزة قبل اشهر .
كان بودنا ايضا ، وبعد ان اعلنت الحرب الامريكية على الارهاب ، بعد احداث ايلول ، ان تتم الاشارة فقط الى سبب هذا التعاطف الشعبي مع كل من يتصدى للسياسة الامريكة ، وادراك ان هذا التطرف ما كان ليجد هذا التعاطف ، لولا انحياز امريكا الاعمى الى جانب اسرائيل دوما ، وكان بودنا ان نجد احدا في هذا العالم ، يشير الى اخلاقيات النضال الفلسطيني طيلة العقود الماضية ، حيث لم يمارس هذا الشعب ، وبرغم كل المعاناة والتواطؤ ، جزءا يسيرا مما تمارسه اسرائيل ، وما يمارسه المتطرفون من قتل للابرياء ، رغم ان الفلسطينيين هم الضحايا المباشرين لاسرائيل واعوانها ، فها هم يمدون ايديهم للسلام ، ووتقابلهم اسرائيل بالقتل والمزيد من الاستيطان والتهويد ، ومزيد من تجاهل حقوقهم وطموحاتهم ، فقد كان الاولى ان يكون تنظيم القاعدة فلسطينيا ، لكنه انطلق من الشهود على معاناتهم .
لماذا لا يكون هناك وضوح في الاشارة الى مقومات السلام العادل والشامل والدائم ، الى ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة على ارض فلسطين ، والى حق العودة للفلسطينيين الى ديارهم ، لماذا تكون الاشارة مبهمة ، وفي احسن الاحوال يقال ، ان من حق الفلسطينيين ان تكون لهم دولة ، دون الاشارة الى ارض هذه الدولة ، لماذا تسكت امريكا والغرب ، عن اطماع المتطرفين الصهاينة في ارض الاردن ، الذين اعادوا انتاج وتصدير وعد بلفور جديد على حساب الاردن ، ماذا سيكون رد فعلهم ، لو اقرت احدى البرلمانات العربية ، حق الفلسطينيين في اقامة دولتهم على ارض فلسطين ، من النهر الى البحر ؟
لقد تطرق الرئيس الامريكي الى قضايا الديمقراطية والاقليات ، وهي قضايا حقيقية تعاني منها شعوب المنطقة ، وتعاني منها الاقليات في اكثر من دولة عربية واسلامية ، لكن التدخل الامريكي لن يكون في مصلحة تلك القضايا ، لان سجل امريكا في مجال حقوق الانسان والديمقراطية في العالم ، لم يكن مشرقا ، فكم من انظمة قمعية نالت الدعم الامريكي وما تزال ، وكم من انظمة ديمقراطية تعرضت للارهاب الامريكي ، فنحن لم ننسى الرئيس التشيلي المنتخب ، سلفادور الليندي ، الذي اسقطته الولايات المتحدة اوائل السبعينات ، وسمحت بارتكاب مجازر بشعة في اعقابه ، وتآمرها على كثير من الانظمة المنتخبة ديمقراطيا في امريكا اللاتينية ، ولن ننسى ان الغزو الامريكي للعراق هو الذي تسبب في معاناة المسيحيين العراقيين ، فامريكا دائما تنظر لمصلحتها اولا ، وغير مؤهلة لممارسة ذلك الدور "الابوي" الذي تتقمصه حاليا ، كما ان مجرد اشارة امريكا الى اي قضية من هذا القبيل ، هي بمثابة تهمة لاصحاب تلك القضايا بالعمالة لها والارتباط بمخططاتها ، ومبررا لمزيد من الاضطهاد لها ، فالذي يرعى حقوق الانسان والديمقراطية على مستوى العالم ، يجب ان تكون نظرته شمولية ، وبنفس المعيار لكل الشعوب ، فمن غير المنطق ان تتبنى امريكا الدفاع عن حقوق الاقليات ، وتقف داعمة للمذابح الاسرائيلية ضد ابناء المنطقة ، وان تدافع عن الديمقراطية وتساند انظمة قمعية .
m_nasrawin@yahoo.com
النشامى ينهي تحضيراته للقاء العراق الثلاثاء
العيسوي يرعى مهرجانا بمناسبة الأعياد الوطنية
التحقيق مع 3 أشخاص ألحقوا أضراراً بمركبة إسعاف في معان
ترامب: لا أريد حرباً أهلية في الولايات المتحدة
ماكرون: منع دخول المساعدات إلى غزة أمر فاضح
جرش تحتفل بتأهل المنتخب للمونديال
خبراء يكشفون أهمية كلمة الملك خلال مؤتمر المحيطات
أرنولد: أنا هنا لقيادة المنتخب العراقي إلى نهائيات كأس العالم
الأسواق الأوروبية تغلق على انخفاض الاثنين
انتعاش السياحة العالمية في الربع الأول من العام
بريطانيا تضخ مليارات في البحث العلمي والعرب ما زالوا يحتفلون بالتراث
كم يبلغ سعر كيلو الأضاحي البلدي والروماني في الأردن
في الأردن : اشترِ سيارة .. وخذ الثانية مجّانًا
إلغاء وظيفة الكنترول بشكل كامل في الأردن
أسماء ضباط الأمن العام المشمولين بالترفيع
قرار من وزارة العمل يتعلق بالعمالة السورية
الملكة رانيا: ما أشبه اليوم بالأمس
وفاة مستشارة رئيس مجلس النواب سناء العجارمة
خلعت زوجها لأنه يتجاهل هذا الأمر قبل النوم .. تفاصيل لا تُصدق
فيفا يمنح الأردن 10.5 مليون دولار بعد التأهل إلى كأس العالم 2026
كتلة هوائية حارة قادمة للمملكة من الجزيرة العربية .. تفاصيل
تنشيط السياحة توضح موقفها من حفل البتراء المثير للجدل
رحيل مفاجئ .. سبب وفاة سميحة أيوب يهز المواقع
زيت الزيتون أم زيت الأفوكادو .. أيهما الأفضل لصحتك