ملك حكيم ومملكة واعدة

mainThumb

08-06-2009 12:00 AM

د. هاني الشبول
تحتفل المملكة الأردنية الهاشمية في هذا اليوم الأغر(التاسع من حزيران) بأجمل أعيادها عيد جلوس جلالة الملك عبداللة الثاني ابن الحسين المفدى على عرش المملكة الأردنية الهاشمية، حيث تولى جلالته سلطاته الدستورية.
بهذه المناسبة تلبس الأردن أجمل حللها ويعبر الأردنيون عن فخرهم وسعادتهم بهذه المناسبة الكبيرة على قلب كل أردني، وبهذه المناسبة ترفع الأصوات معبرة عن تجديد البيعة لصاحب الجلالة الملك عبداللة الثاني ابن الحسين معاهدين جلالته على السمع والطاعة والذود عن حمى هذا الوطن والسعي لرقيه ورفعة شأنه.

إن احتفالنا هذا هو وفاء لقائد المسيرة، رمز الهوية وأساس البنيان والازدهار، والذي يمثل النور الذي نمشي بهديه في هذه المسيرة المظفرة. ما أعظم أن نقف في هذه الذكرى المباركة، الغالية على قلوب الأردنيين، والعامرة بالحب والمشاعر الصادقة، أنها الذكرى العاشرة لجلوس جلالة مليكنا المعظم عبداللة الثاني ابن الحسين على عرش مملكتنا الأردنية الهاشمية.
تهل علينا هذه الذكرى المباركة، متوجةً بإنجازات عامرة لحاضر مزدهر ومستقبل واعد، فقد استطاع القائد بحكمته وسياسته الرشيدة أن يخطو بمملكتنا الأردنية الهاشمية ،اقتصادياً وسياسياً واجتماعيا، خطوات تنموية عملاقة ، شملت البنيات الأساسية على امتداد الوطن، وجعلت من الإنسان محورها، مستهدفةً أمنه واستقراره ورفاهيته الاقتصادية والاجتماعية ، في وطن تحكمه الثوابت الوطنية الصادقة وتصنعه قوة التسامح والمحبة.
أن قيادة جلالة مليكنا المعظم عبداللة الثاني تتجلى في تصميمه على الاستمرار في بناء دولة حديثة عصرية تتميز بالاعتدال والتسامح و تأخذ بأسباب العلم والحداثة، حيث يعيش الأردن اليوم نهضة مواكبة لروح العصر، وتحافظ في ذات الوقت على الأصالة الأردنية والتراث العربي الإسلامي النبيل، وتتميز بشفافية التسامح بين الأديان والأعراق بعيداً عن التعصب والتطرف والغلو في الدين في ظل رؤية جلالته لتكامل الحضارات وأنها ليست محل صراع بل هي تراث ملك للإنسانية والإنسان .
ان جلالة مليكنا المعظم عبداللة الثاني رجل الوحدة الوطنية، ثبّت قيم المواطنة والمشاركة في مجتمع أصيل متضامن ومتوازن يأخذ بأسباب المعرفة ومتفتح على الحداثة والتقدم، وقائد النهضة البشرية والاقتصادية والتنموية الحديثة، يمتلك من الحكمة ما يجعله رمزاً للحاكم المتسامح المنفتح المحب لشعبه ووطنه بكامل أطيافه فأفعاله جلية واضحه للعيان من توحيد الصف الوطني إلى مكرماته على شعبه التي لا تعد ولا تحصى.
ولو ذكرنا المستقبل لظهر لنا اسم جلالة الملك عبداللة الثاني بن الحسين بطابعه الهادئ الرزين بنضرة علمية حديثة منفتحة على العالم ترنو إلى الأفق البعيد لترسم طريق المستقبل بعيون واعدة وبسواعد الشباب وطموحهم لبناء حضارة أردنية مستقبلية نفاخر بها جميع شعوب العالم.
ان مليكنا قائداً يمتلك كل صفات القيادة حيث تتلمذ في مدرسة الملك الباني المغفور له بإذن الله الحسين ابن طلال إذْ كان ملازماً له وشريكاً معه في صياغة المجتمع وبناء الإنسان فقد تعلم فنون القيادة والإدارة واستلهم الحكم والصبر والحكمة في التعاطي مع مختلف القضايا والمستجدات، وكان رفيق درب لوالده في مسيرة البناء في مختلف مراحلها وساهم في إرساء دعائم الدولة وأركانها ومسيرة التنمية الشاملة بكل أبعادها .
لم يتخل مليكنا المعظم عن أصالة التراث وهوية الوطن في ظل سياسة التحديث وقد شكل ذلك جزءاً مهماً من فكر جلالته وشغل مساحة كبيرة من قناعاته وهو يرسم لمستقبل الدولة، مشددا على أن الإنسان هو الثروة الحقيقية لهذه الوطن ، والركيزة الأساسية لعملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة كما أن مصلحة الوطن هي الهدف الأسمى الذي بذل كل جهد من أجل تحقيقه وبناء الوطن والمواطن هو محور اهتمامه ، حيث سخّر كل الإمكانيات المادية والثروة المالية لخدمة الوطن والمواطن من اجل الحاق بركب التطور الذي تشهده دول العالم المتقدم .
لهذه شهده الأردن طفرة حقيقية وقفزات كبرى في التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والتعليمي، عمّت كافة أرجاء الدولة، وقد عبّ?Zرت عنها المشاريع الضخمة في مختلف القطاعات ومناحي الحياة ، وما كان لهذا أن يحدث إلاّ في ظل قيادة مخلصةٍ لشعبها وواعيةٍ لدورها ومسئولياتها .
ان جلالة مليكنا المعظم، ومنذ الأيام الأولى لتولية مقاليد الحكم، يسعى نحو النهوض بالإنسان والمجتمع، كون الإنسان في فكر جلالته هو أساس أية عملية حضارية، ومحور ارتكاز تدور حوله وتستند عليه التنمية الشاملة ليساهم الإنسان الأردني في دفع مسيرة الدولة وانطلاقتها نحو مصاف الدول المتقدمة، وهكذا أصبح الأردن في ظل القيادة الحكيمة تسابق الزمن نحو تحقيق أهدافها على صعيد الداخل و الخارج .
أن النجاحات التي حققتها الدولة في مختلف المجالات، خلال العشر سنوات الماضية من حكم جلالة مليكنا عبداللة الثاني ، إنما تؤكد على حقيقة حرص القيادة السياسية وقدرتها على التعاطي مع طبيعة التحديات الداخلية والخارجية، ويأتي ذلك حصيلة لطبيعة العلاقة المتينة بين القيادة والشعب الأردني المبنية على أساس الثقة والإخلاص والانتماء والشفافية والعدالة .
ان جهود جلالة مليكنا المعظم وقدرته على ابتكار واستيعاب محددات التنمية الشاملة والتعاطي مع تطوراتها فكراً وإنجازاً، على الصعيدين الداخلي والخارجي، دفعت مسيرة الوطن قدماً إلى أعلى مراتب الرفعة، وحجزت له مكانا مرموقا على الخارطة الدولية. فقد واجه جلالته القضايا الدقيقة بالحكمة والسموّ إلى المستويات العليا من السماحة والسلام والشجاعة في المواقف والطروحات، جمع الأصالة والقوة والتواضع والبساطة، وأعطى مثال الإخلاص في صدق مشاعره ووقفاته الإنسانية، واستوعب قضايا العصر بعمق.
أن مقومات الاستقرار والازدهار التي شكلت معالم نهضة مملكتنا الرابعة منذ المراحل الأولى لتولي جلالة الملك سلطاته الدستورية ارتقت بها إلى مراحل التمكين والنماء بكافة تجلياتها الحضارية وأبعادها الإنسانية، وهو ما كان لها أن تؤتى أكلها إلاّ بما حباها الله من قيادة قادرة على فهم معطيات الحاضر واستشراف آفاق المستقبل بمكانة جلالة مليكنا المعظم حفظه الله ورعاه خير الخلف لخير السلف، والتي استطاعت بصبر وأناة وحكمة أن تترجم هذا الإدراك الواعي إلى تخطيط إستراتيجي محكم يحقق باطراد مصالح الوطن في حاضره ومستقبله ويرتقي بمسيرته من إنجاز تنموي لإعجاز حضاري تتفاخر به الأجيال.
نهضة اقتصادية
حققت مملكتنا نهضة اقتصادية رائدة، تدين في ديمومتها وتواصل إيجابياتها إلى إستراتيجية متكاملة وضع أسسها جلالة مليكنا عبدالله الثاني المعظم على مبدأ التوازن وتفعيل كل الإمكانيات الطبيعية والبشرية المتاحة، وقد جعلت هذه الإستراتيجية من غاياتها الرئيسة العمل الدؤوب من أجل مواكبة حركة التطور والتحول التي يعرفها الاقتصاد العالمي.
فقد تحققت تلك النهضة من خلال "محورين رئيسيين: أولهما المساهمة الفاعلة في قيام شراكة إستراتيجية حقيقية بين مؤسسات القطاعين العام والخاص، وثانيهما تكوين تحالفات إستراتيجية وقيام شركات مشتركة والعمل على تشجيع المؤسسات والشركات القائمة حالياً للاندماج وذلك بهدف خلق شركات عملاقة لإنتاج سلع وخدمات قادرة على المنافسة القوية في الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية في ظل السياسات القائمة على أسس ومبادئ الحرية والمنافسة الدولية" .
إن استمرار حكومة مليكنا المعظم في تحديث التشريعات المنظمة للعمل والتجارة وتطبيق سياسات السوق الحر وتحسين مناخ الاستثمار والانفتاح على التجربة الاقتصادية العالمية ودعم الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص.. عملت جميعاً على إنعاش الاقتصاد وقفزت بمؤشرات نموه إلى معدلات عالية .. فالناتج المحلي الإجمالي للدولة ووفقاً لتقارير إحصائية ينمو عاما بعد عام منذ أن اعتلى جلالته العرش ، وهو نمو يؤكد سلامة سياسات الدولة الاقتصادية.
أن اقتصاد مملكتنا يواصل نموه القوي بفضل امتلاكه لوفرة من المزايا المتمثلة في نظام سياسي مستقر وبنى تحتية قوية، وموقع جغرافي متميز، وعلاقات اقتصادية متطورة مع دول العالم ونظام مصرفي عصري، وسرعة تكيف مع المتغيرات بسبب القدرة في اتخاذ القرار المناسب.
رعاية اجتماعيا
وكما أبرزت الأرقام الإحصاءات المتخصصة حجم التطورات الاقتصادية المذهلة في الاردن، والتي جاءت بالأساس انعكاساً حقيقياً لرؤى وإستراتيجية جلالة الملك ، فإنها أيضاً قدمت شهادة نجاح كفء لجوانب الرعاية الاجتماعية بالدولة حيث رصدت العديد من التطورات الاجتماعية الإيجابية سواء فيما يخص السياسة السكانية أو فيما يتعلق بالخدمات التعليمية والصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية الأخرى .
ان مفهوم الرعاية الاجتماعية الشاملة في فكر جلالة مليكنا المعظم عبدالله الثاني مبنية على قاعدة إن الفرد والمجتمع هما الغاية الأساسية في برامج الدولة التنموية، ومن ثم فإن الشق الاجتماعي لهذه البرامج حظي بجل اهتمام القائد، ويمثل شاغله الأول والأهم سواء في رسمه للسياسات التنموية أو في متابعته المتواصلة لمسارات عمل هذه السياسات ونتائج تطبيقها.
وهذا ما أوضحه جلياً جلالة الملك في الكثير من متابعاته ولقاءاته بمختلف مناطق الدولة، وعند تفقده لعدد من المناطق النائية، تأكيداً لاهتمامه الدائم بأحوال المواطنين وحرصه على توفير كل مقومات الرعاية لهم وتسخير الإمكانات اللازمة من أجل حياة أفضل لأبنائه المواطنين وضمان أعلى مستويات الجودة للبنية التحتية في جميع أنحاء المملكة .
إن مواقف وجهود جلالة الملك الداعمة للبناء الاجتماعي القوي للفرد، تجسد بصدق وموضوعية نهج الدولة في التنمية البشرية استناداً إلى نظام تعليمي عالي الكفاءة أخذا بأحدث معطيات وأساليب نقل واستيعاب المعرفة والتكنولوجيا الحديثة والمتطورة، وهو النهج السديد الذي كثيراً ما شدد على مواصلة انتهاجه والاستمساك به .
وفي إطار حرص جلالته على توفير مقومات العيش الكريم والحياة المستقرة لجميع المواطنين من خلال تهيئة الظروف الملائمة لنشأة أفراد المجتمع في بيئة أسرية سليمة، فإن أجهزة الدولة ومؤسساتها ومرافقها الخدمية تعنى بتقديم كافة أشكال الدعم والرعاية الاجتماعية والإنسانية للمواطنين، وفي إطارها جرى تنفيذ مبادرات وتوجيهات سامية استهدفت مزيداً من التخفيف للأعباء المعيشة والأسرية في زمن الصراع المادي الخطير ، وبما يتيح الاستقرار الاجتماعي والنفسي للمستفيدين منها، وما كانت الأوامر السامية القاضية بزيادة رواتب العاملين المدنيين والعسكريين وأيضاً المعاشات التقاعدية فضلاً عن توسيع نطاق تطبيق نظام الضمان الصحي والمساعدات الاجتماعية، وأقامه مشروع ( سكن كريم لعيش كريم ) إلاّ بعض الأمثلة غير القابلة للحصر على جوانب الرعاية المتكاملة للإنسان في المملكة.
علاقاتنا الدولية
يتمتع الأردن بعلاقات دولية مميزة مع مختلف دول العالم، ويعود الفضل في ذلك إلى توجيهات جلاله الملك التي تتوخى تحقيق أعلى مستويات التعاون بين الأردن والدول الشقيقة والصديقة. فقد عرف العالم، بشرقه وغربه وشماله وجنوبه، الوجه الإنساني للأردن الذي يسعى إلى السلام ومنع الحروب وحل الخلافات وتجنيب البشرية الهلاك وعوامل الفناء .
وقد حقق الأردن المكانة السامية عربياً ودولياً بفضل التحرك الواعي والمنتج للنشاط الدبلوماسي الدءوب المدرك لمتغيرات العصر الذي يقوده جلالة مليكنا المعظم عبدالله الثاني حفظة الله، في سبيل القيام بدور فعال في مناصرة قضايا الحق والعدل والسلام وإقامة جسور تعاون وصداقة مع كل الدول على أساس من المصالح المتبادلة واحترام السيادة ومبدأ عدم التدخل في شؤون الآخرين.
وسوف يستمر الأردن، بإذن الله، بقيادة جلالة الملك عبداللة الثاني في مواصلة نهجه الحضاري المميز في التعامل مع العالم الخارجي، وفي دعوته المستمرة من أجل إحقاق الحق، وإنصاف المظلوم، وبناء جسور المحبة والتآلف والتعاون بين مختلف شعوب الأرض وتمكين البشرية كل البشرية من العيش في سلام ورخاء وازدهار .
أن السلام والتآخي الدوليين وضرورة تغليب منطق الحوار وتبادل الأفكار على منطق التعصب للرأي والرغبة في الاستئثار به، وجعل الحوار البناء القائم على الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك كأداة محورية لبناء علاقات دولية مستقرة،هما ثمرة تفكير حضاري ووعي تام ومسؤول لدى جلالة مليكنا عبداللة الثاني المعظم حفظة الله وأطال في عمرة وأمد في ملكة.
إن احتفالنا بذكرى عيد الجلوس العاشر لجلالة مليكنا المعظم عبداللة الثاني ابن الحسين على عرش مملكتنا الحبيبة يأتي من منطلق حرصنا الشديد على تجسيد وحدة الشعور والموقف تجاه قائدنا صانع نهضتنا المعاصرة.
وكل عام ووطننا (الأردن) الغالي ومليكنا وسيدنا وقائدنا عبدالله الثاني ابن الحسين وشعبة الأردني الوفي بألف خير.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد