رياضة السرعة

mainThumb

20-06-2009 12:00 AM

من الرياضات المحببة للشباب، والتي بدأت تنتشر هذه الأيام بالرغم من عدم وجود البنية التحتية لها، وأصبح لها جمهور يتجشم وعثاء السفر للذهاب إليها خارج المدينة، لأنها ممنوعة داخلها، لما لها من خطر على السيارات والمشاة، وحاولت الشرطة والأمانة التضييق عليها، بعمل الجزر الوسطية والدواوير حتى إغلاق بعض الشوارع جزئيا بطرح الأنقاض فيها كي لا يستخدمها هواة هذه الرياضة، ما ضيق عليهم ومنعهم من ممارسة هوايتهم على الشوارع شبه الخالية، وصاروا في وضع مخالف للقانون، فالتفوا بعباءة الليل مرة، ومرة انسلوا إلى القرى والشوارع المعتمة، وجمهورهم في كل الأماكن يلاحقهم، ليرى هذه الرياضة التي لا تخلو من الإثارة والتشويق..

ما يجري في الشوارع من حركات بالسيارات على شوارع مليئة بالشباب فيه خطر شديد على أصحاب السيارات، وعلى الجمهور من الشباب الذين لا يحجزهم حاجز عن السيارات المجنونة التي قد تخرج عن السيطرة وتحصد العشرات، والشرطة تطاردهم ولا شيء غير ذلك.

لا يجوز أن يطارد هؤلاء لمجرد أنهم يحبون رياضة معينة، الإعلام يروج لها وفيها من عناصر الجذب للشباب ما فيها، وهناك الكثير يمارسها في البلد، وتقام لها السباقات على المستوى العالمي والمحلي، والسباق الذي حصل يوم الجمعة دليل على ذلك، لكن ليس كل الشباب يستطيعون الاشتراك في الراليات للكلفة العالية، وهؤلاء شباب بالكاد استطاعوا الحصول على سيارة، وقد لا تكون له! استعارها من أبيه أو أخيه، ليجد نفسه في ممارسة هوايته، وهذه السيارة قد لا تكون مؤهلة لهذه الرياضة.

المطاردة من الشرطة لن تمنع الشباب من ممارسة هذه الرياضة بل ستجعلهم يمارسونها في أماكن غير مخصصة لها وخطرة، وحصل الكثير من الحوادث ووقع أشخاص ضحية الممارسة الخاطئة لهذه الرياضة.

في دول عربية، يشجعون سباقات الهجن، وسباقات الخيل، ويهيئون لها كل ما يلزمها من أمكنة مخصصة، ورعاية رسمية وإعلامية، مع أنها ليس لها من الإثارة ما للسيارات، فلا بعير يخمّس ولا فرس ( تفرك ) عداك عن الصمت الذي يعتري البعير أو الحصان لأنه لا يستطيع أخذ النفس من التعب، ثم هي رياضة المترفين، وشبابنا كادحون، أما السيارة فتستطيع القيام بحركات فنية ممتعة وتستهوي الشباب.

لقد أقامت الحكومة أماكن لرياضات كثيرة، رعاية للشباب واعترافا بحقهم، وتوجيههم الوجهة الصحيحة، حتى تكون سلوكاتهم مدروسة وتسير في الطريق الصحيح، وتشبع رغباتهم.

أما آن الأوان أن تقيم الأمانة أو أي جهة حكومية أو خاصة مضمارا ليمارس الشباب فيه رياضة السرعة، يكون آمنا للسيارات وللمتفرجين ، وتخضع فيه السيارات للفحص الفني، ولا مانع من دفع مبلغ رمزي، لا أن نطاردهم من ركن إلى آخر، ونضيق عليهم حتى نجبرهم على ممارسة هواياتهم في الشوارع العامة وبين الأحياء السكنية، ونلومهم ونحن لم نقدم لهم أي شيء عملي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد