كتبة المارينز .. في صحافتنا الأردنية والعربية ؟!!

mainThumb

15-06-2009 12:00 AM

عبد الهادي الراجح

ما أصعب الكتابة وما أقصى الكلمات التي توصف الوضع الذي وصلنا إليه في الأردن وكم تغيرت ثوابت نعتبرها من المقدسات لدى الكثير من الكتاب وأشباه الكتاب وأصبحنا نقرأ في صحافتنا الأردنية لبعض الأقلام المشبوهة التي تخوض مع الخائضين وتشعر حين تقرأ لها إنها لا تخاطب المواطن الأردني الذي هو قوميٌ بالانتماء إسلامياً بالهوية ولكنها تخاطب من يمولها ويدفع لها حيث مهمة هذه الأقلام المشبوهة تغيير المفاهيم وقلب الحقائق وتزوير التاريخ .
البعض من هذه الأقلام ربما يكونوا أصحاب نوايا حسنة وهم فئة قليلة تكاد لا تذكر ولكن ألم تقود النوايا الحسنة أصحابها إلى جهنم أحياناً ، أما البعض من هؤلاء وهم الأكثرية فهم مدفوعين الأجر سلفاً ، خاصة أولئك الذين يقبضون بالدولار والريال السعودي .
هؤلاء القابضون المأجورين الذين يرقصون على جراح الأمة لم يعد العدو الصهيوني مشكلتهم لأنهم على شاكلة حكوماتهم ولكن العدو أصبح في نظر هؤلاء هو جمهورية إيران الإسلامية وقوى الممانعة والمقاومة وعلى رأسها سوريا ومن تابع كم أطنان الحبر التي أريقت مؤخراً لتمجيد الانتخابات اللبنانية الأخيرة وشماتة هؤلاء في المقاومة لأنها لم تحصل على الأغلبية في مجلس النواب وذلك دليلهم كما يزعمون على إخفاق المشروع الإيراني في لبنان وهم الكاذبون وكأن الذي نجح بتلك الانتخابات المهزلة هو من سيحل جميع مشاكل لبنان خاصة الاقتصادية منها والتي تتجاوز الـ(55) مليار دولار والتي بدأت مع ما يسمى اليوم بفريق الأغلبية ولا نريد هنا أن نكون أوصياء على رأي المواطنين في لبنان ولكن نقولها بأسف إن الذي فاز هو فريق أمريكا وقد استغل كل النعرات الدينية والطائفية وهذه أسوأ انتخابات يشهدها لبنان ناهيك عن الملايين التي ضختها السعودية والمخابرات الأمريكية ، حتى أن هناك طائرات على حساب طويلي الأعمار وعميلهم رئيس ما يسمى بتيار المستقبل وكانت هذه الطائرات تأتي باللبنانيين وغير اللبنانيين وتدفع لهم كل شيء مقابل التصويت لتلك العصابة التي خطفت مجلس النواب وجعلته ناطقاً باسمها ولكنها لم تخطف الأغلبية الشعبية التي كانت مع المقاومة وبالأصوات التي تفرقت .
لا أعلم حقاً هل يرى كتاب المارينز إن ما حصل للبنان هزيمة للمقاومة ومشروعها ، ألا يعلم هؤلاء إن مجموع ما حصلت عليه المقاومة من الأصوات الوطنية الشريفة ورغم الإمكانيات المتواضعة مع الآخرين هي أصوات أكثر من أصوات الفريق الآخر الذي حصل على ما يسمى بالأغلبية النيابية وليست الشعبية ومن هذا المنبر أذكر كتاب البترودولار في الصحافة العربية والأردنية بشكل خاص إن الشعب اللبناني وحتى أؤلئك المواطنين البسطاء والذين صوتوا مع ما يسمى بتيار المستقبل والكثرة أمثال جعجع والجميل وغيرهم سيكونوا أول من ينقلب على تلك العصابات .
لقد انتهت الانتخابات وغداً سيكون مطلوباً مواجهة الحقائق وهي مديونية ضخمة وفساد وإفساد وحقائق على الأرض جميعها تبشر ببداية النهاية للمشروع الصهيوأمريكي وأدواته الصغيرة وسيكون مصير هؤلاء أشبه بمصير إنطوان لحد بجنوب لبنان .
إن الشعب اللبناني شعب حر فهو إن خدع بعض الوقت لن يخدع كل الوقت ، أليس ترحيب هؤلاء الكتاب وأشباههم بالانتخابات النيابية اللبنانية ونهايتها وقد شاركهم بتلك الفرحة أمريكا والكيان الصهيوني والسعودية ومصر النظام الذين أصبحوا مع ساداتهم وأولياء نعمتهم الذين يصنعون لنا عدواً جديداً أسمه إيران وهي التي انحازت لقضايانا بشكل مبدئي منذ ثورتها الإسلامية المباركة عام 1979م .
تلك الثورة التي قادها الإمام الخميني رحمه الله وأول ما قامت به كان إغلاق السفارة الصهيونية وإقامة سفارة فلسطين على أنقاضها وثم العداء مع أمريكا التي هي رأس الطاغوت والشيطان الأكبر كما كان يصفها الإمام الخميني عليه رحمة الله .
أما حزب الله العظيم فهو حزب وطني لبناني أثبت نفسه شعبياً وهو متجذرفي الأرض اللبنانية كشجرة الأرز وفي قلوب كل شرفاء الأمة وهذا الحزب الذي قدم أمينه العام شهيداً ( عباس الموسوي) وخيرة أبناءه ليس بحاجة لشهادة من كتبة المارينز الذين يكتبون بالأوامر والتعليمات وإذا كان يؤخذ على المقاومة اللبنانية بألوانها المختلفة والفلسطينية والعراقية إنها محسوبة على إيران وماذا عن المحسوبين على أمريكا والعدو الصهيوني والسعودية وفي الحقيقة إن الانتخابات اللبنانية أفرزت مدى الحقد والكراهية الطائفية التي زرعها التيار السعودي في لبنان ونود التذكير من أعمى الحقد الطائفي بصيرته وجعلته يستبدل العدو الرئيسي للأمة والخطر على كينونتها بعدو آخر وهمي مزعوم هو في الحقيقة معنا في نفس الخندق لأنه جزء أساسي من هذه المنطقة وليس إفراز سايكس بيكو ولعل الانتخابات الإيرانية الأخيرة ونتيجتها التي سببت صدمة لكل هؤلاء تثبت مدى فاعلية المجتمع الإيراني وتفاعله مع ثورته العظيمة المستمرة .
أما لبنان سيبقى وكما أكد سماحة السيد حسن نصر الله وطناً حراً للمقاومة رغم أنفق العملاء وأشباه الرجال في كل مكان وزمان


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد