حمية صحفيّة !!

mainThumb

29-09-2009 12:00 AM

اليوم وضمن تصفحي لبعض الصحف ومتابعتي لبعض أخبار المواقع الإلكترونية قرأت خبرا يتعلق بالمجال الصحفي، وذلك الخبر مفاده بأن هناك نية لطرح قياسات جديدة لصفحات الصحف اليومية، بحيث يتقلص عرض تلك الصفحات عن قياساتها السابقة، وسبب ذلك التقليص كما فهمت هو ارتفاع أسعار الورق والحبر، ففعلا أن تلك الخطوة هي خطوة إيجابية من قبل المسؤولين عن صحافتنا المحلية من خلال نظرتهم (التوفيرية) بتقليص عرض تلك الصفحات.
منذ وقت طويل ونحن نرى قياسات تعودت عليها أعيننا لتلك الصفحات، وتلك القياسات ضمت الكثير من الأخبار المتعددة، فمنها ماكان يتحدث عن السياسة ومنها ماكان يتحدث عن الإقتصاد، ومنها ماتحدث عن الرياضة والفن والمنوعات، والأهم من ذلك تلك الأخبار المطبوعة على تلك الصفحات والتي تتحدث عن القتل والدمار والتشريد في أنحاء العالم المختلفة، ولا ننسى تلك الأخبار المتحدثة عن الفساد والرشاوي والواسطة والمحسوبية والتجبر والتسلط ممن ينتمون لفئة (الواصلين) في البلد، فالسياسة والاقتصاد والرياضة والمنوعات وحتى القتل والدمار ربما يتناسب القياس الجديد للصفحات مع ذلك النوع من الأخبار، ولكن أخبار الفساد والرشاوي والمحسوبية والتجبر والتسلط والوقوف فوق القانون من قبل المتسلطين والحيتان في البلد ربما تحتاج لصفحات عرضها وطولها أضعاف تلك الصفحات، لما نراه ونسمعه ونقرأه من كم هائل للأخبار المتعلقة بتلك المواضيع، والتي بتنا نعاني منها في مجتمعنا الأردني الذي نعيشه.
لايمر يوم إلا ونجد عبر صفحات إحدى الصحف أو المواقع الإلكترونية خبرا يتحدث إما عن فساد أو رشوة أواختلاس أو تجبر وتسلط ووقوف فوق القانون، فمرة نقرأ خبرا يتحدث عن إحالة عطاء بطريقة غير قانونية على شركة يمتلكها أحد أقارب المسؤول الفلاني أو أحد أقارب زوجته، ومرة نقرأ ذلك الخبر الذي يتحدث عن تعيينات بالجملة في الدائرة أو المؤسسة الفلانية وكل تلك التعيينات بطرق غير قانونية مرتبطة بالواسطة والمحسوبية والمصالح الشخصية بين الحوت الفلاني والمسؤول الفلاني، ولا ننسى تلك الأخبار التي بتنا نقرأها كثيرا عن التسلط والتجبر من قبل ممثلي شعبنا الذين يتبوأون ظلال قبة مجلس نوابنا الموقر والذين عاث الكثير منهم فسادا وتجبرا دون حسيب أو رقيب، فنقرأ تارة عن نائب قام بضرب شرطي بسبب مخالفته لأنظمة السير، ونقرأ تارة عن نائب قام بالتهريب والتزوير بتلك المركبة التي تحمل نمرة حكومية لمجلس النواب، وتارة أخرى نقرأ عن نائب قام بتناول المشروبات الروحية على متن إحدى الطائرات الأردنية المغادرة إلى خارج الوطن، لا بل حاول أثناء سكره و(ثمله) التهجم على طاقم الطائرة، وكل تلك الأمور من قبل بعض ممثلي الشعب تتم تحت حماية شرعية اسمها (الحصانة) فليعملوا ما طاب لهم من تجاوز وتجبر وتسلط والحصانة هي الحامي والمنقذ الوحيد لهم.
عذرا يا أصحاب الصحف المحلية، فصفحاتكم إن قلصتموها ستخدمكم بتلك الأخبار السياسية والاقتصادية والرياضية وربما ستخدمكم بأخبار القتل والدمار والتشريد على الرغم من ضخامتها وكثرتها،ولكن تلك الأخبار التي تتحدث عن الفساد والتسلط والتجبر من قبل مسؤولينا، فلا أظن بأن ضعف عرض تلك الصفحات وطولها سيفي بالغرض لأنكم ستحتاجون ورقا من نوع خاص لتحمّل ثقل تلك الأخبار على مرأى ومسمع القارئ، فياليتكم تفردون صحفا وصفحات خاصة لتلك الأخبار المختصة باختلاسات ورشاوي وواسطات مسؤولينا وفسادهم، لأنكم إن فعلتم ذلك الأمر ستجعلون من صحفكم صحفا متميزة من حيث نوعية الخبر وجودته فما نقرأه عبر صفحات صحفكم اليومية من أخبار قتل ودمار وتشريد وانتحار أهون على مسامعنا من تلك الأخبار التي تتحدث عن ذلك الفساد والذي عاث به الكثيرون من مسؤولينا المنتشرين في أرجاء ذلك الوطن الكبير.
عموما أبارك لكم قياساتكم الجديدة لصفحاتكم والتي لا أظنها ستبقى على نفس قياسها الجديد لمدة طويلة، لأن الفساد والتسلط والوقوف فوق القانون يزيد يوما بعد يوم من قبل حيتاننا ومسؤولينا، فلا بد لتلك الصفحات أن يزيد طولها وعرضها شيئا فشيئا حتى تستطيع تحمل كل ذلك الكم الهائل والثقيل على مرأى ومسمع المتابع والمقلب لصفحات صحفكم (اللي الله يعينها) على مايكتب عليها من أخبار تبعث القهر والكبت والمعاناة في نفوس الكثيرين من أبناء الشعب والذين لاقول لهم إلا حسبنا الله ونعم الوكيل .
majalimuathmajali@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد