على هامش الزيارة الاستفزازية للسفير الأمريكي في العقبة؟؟!

mainThumb

24-06-2009 12:00 AM

عبدالهادي الراجح

في يوم الخميس الماضي قام السفير ألأمريكي بزيارة لمدينة العقبة، ووصفها الكثير من المواطنين بالاستفزازية، حيث توجه لأحد الفنادق الكبرى بالعقبة، وكان في استقباله بعض ما يسمى بمؤسسات المجتمع المدني المدعوة لذلك اللقاء، إضافة لبعض الشخصيات التي ربما أغلبها من العاملين في المؤسسات الأمريكية، وقد بدأ السفير حديثه لمستقبليه باستعراض ما أسماه بالشراكة الأردنية الأمريكية، ولا نعلم ما هي هذه الشراكة التي سمحت له أن يتحدث بلغة الأمر وبعجرفة واضحة حاول أن يلطفها ببعض الكلمات الباهتة الممزوجة، ولكن الأسلوب كان واضحاً بالاستعلاء حتى على مستقبليه، حيث أنه وكما قال أحد المواطنين (يتحدث وكأنه عن مزرعة أمريكية وليس بلد يحتفل كل عام بذكرى استقلاله).
وبعد ذلك قام السفير وبطريقة فوقية واستعلائية بزيارة لبعض المواقع ومنها ثلاث مدارس للبنات، التي قيل أنها ممولة من المؤسسات الأمريكية، ولا نعلم ثلاث مدارس وكلها للإناث وإحداها تأسيسية وماذا يعني ذلك؟ طبعاً إضافة لزيارته لمواقع أخرى وتدخله السافر في كل كبيرة وصغيرة، الأمر الذي خلق انطباعاً سيئاً لدى الغالبية العظمى من المواطنين الذين استنكروا تلك الزيارة وأسبابها ومسبباتها، البعض وصفها بأنها مجرد علاقات عامة، كخاطب رئيسه باراك أوباما بجامعة القاهرة، حيث أحضر النظام المصري مجموعة من الهتّيفة الأمر الذي جعل الرئيس ألأمريكي يشعر بالنشوة على طريقة الأفلام الأمريكية، فهو ورغم كل ما فعلته أمريكا من جرائم لا زالت تلاقي إقبالاً كما يتوهم الكابوي الأمريكي دائماً، ورغم التحذيرات للرئيس الأمريكي من صحف أمريكية معتدلة بعض الشيء والتي نصحت الرئيس بعدم التوجه للقاهرة وبها نظام ديكتاتوري قمعي كاتم على أنفاس المصريين منذ ثمانية وعشرون عاماً، إلا أنه لم يستمع وكانت النتيجة زيارة باهتة الهدف منها علاقات عامة، ولكنها سقطت أمام الحقائق الواضحة التي يعرفها شعبنا عن أمريكا وجرائمها بحق أمتنا العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء، وبكل وقاحة وصلف أمريكي قال أوباما من القاهرة أن علاقة أمريكا بإسرائيل علاقة أزلية لا يمكن المساس بها، وهذا بيت القصيد، وزيادة في إهانة النظام المصري لم يجتمع مع الرئيس مبارك لأكثر من ربع ساعة، ورفض تناول أي طعام كان معداً له، وفي ذلك رسالة واضحة عن العجرفة الأمريكية حتى مع حلفائها في بلادنا العربية .
أمريكا تحاول في حملة علاقات عامة فاشلة مسبقاً أن تحسن صورتها القبيحة أمام العالم، وترمم ما تبقى لها من هيبة مسحت بها الأرض في العراق ولبنان وأفغانستان، وصورتها القبيحة التي نراها في الجرائم الصهيونية بحق أهلنا في فلسطين ولبنان والعراق، والذي يلاحظ فيما يسمى بدول محور الاعتدال إن السفراء الأمريكيين في تلك الأقطار أصبحوا يسببوا إحراجاً للحكومات والأنظمة التي تسير في ركب سياسة بلادهم أي أمريكا.
قبل فترة حدثني صديق كان في زيارة لمصر حيث قال (كنت في إحدى المحافظات وتأخرنا لأكثر من ثلاث ساعات بسبب زيارة للسفير ألأمريكي في القاهرة لتلك المحافظة) وقد أشارت لذلك الكثير من الصحف القومية المصرية المحترمة لمدى وقاحة السفير الأمريكي بالقاهرة، ومن هذه الصحف: جريدة العربي والكرامة الناصريتين، والدستور وصوت الأمة وغيرهم، ونعود لزيارة السفير ألأمريكي للعقبة ولغيرها من المحافظات الوطنية، وتفقده المشاريع والمدارس والجامعات وغيرها، ألا يعتبر ذلك تدخلاً سافراً في شؤون بلدنا واستفزازاً للروح الوطنية الأردنية ؟ ونحن لا نقبل بقتلة أهلنا وأخواننا في العراق وفلسطين ولبنان، ومن يدعم العدو الصهيوني الذي يحتل أرضنا ويدنس مقدساتنا، ويأتي اليوم ليتدخل بواسطة سفراءه في شؤون كل كبيرة وصغيرة في بلدنا.
وباختصار، إن زيارة السفير الأمريكي وتفقده لمواقع في محافظات الوطن هو وقاحة وتدخل في شؤوننا، كما هو أمراً لا يقبله شعبنا الأبي، وباختصار، تلك الزيارة وغيرها وقاحة أكثر من اللازم، واستفزاز أكثر من اللازم، وتدخل لا تقبله الكرامة أبداً، وسؤالنا للحكومة هل هذا السفير هو مندوب سامي جديد؟ إذا كان سفيراً عليه أن يلتزم بمجاله الدبلوماسي، وإذا كان غير ذلك عليه أن يقف عند حدوده، وما يقوم به استفزاز وتدخل سافر غير مقبول على الإطلاق من أي أمة أو شعب يحترم نفسه.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد