نموت ولا نخضع

mainThumb

22-06-2009 12:00 AM

د.محمد فلاح القضاة

تنفث الزعامات الصهيونية سمومها كل يوم بمختلف الأساليب،وهدفها أن تجعلنا نركض إلى جعلنا وراء تفسيراتها لتلك التصريحات تارة ،وتطميناتها تارة أخرى بأنها تصريحات غير مسؤولة.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو : ماذا جهزنا للرد على ذلك؟وما الأسلوب أو الأساليب التي ستتبع للرد على تلك التصريحات بل تلك القرارات ؟

هل التهجم على هذه التصريحات هو الحل ؟هل وهل ؟وهل الكتابات والتعقيبات على الكتابات هي الحل؟وهل استدعاء سفير اكبر دولة مارقة في التاريخ هو الحل ؟هل نفي زعيم أكبر دولة لا تحترم المواثيق والقوانين هو الحل؟

التاريخ لا يرحم الضعفاء، والأمم المتحدة لا تحمي ، ولا تسمن ولا تغني من جوع ، والدليل على ذلك أن قراراتها رفضت من قبل أكثر دولة رافضة للقوانين الدولية .

إذا ما هو الحل ؟

أولا أنا لست سياسيا حتى أضع الحل ، لذا أرجو مسامحتي على طرحي هذه الأسئلة التي لا أستطيع أن أجد حلا لها .

الحل لا يأتي من شخص واحد، و لا يأتي من عصى سحرية ،و لا بمجرد طرحه.

الحلول بحاجة وقبل طرحها إلى إرادة لتنفيذها من جهة، وإرادة أكثر جرأة وتصميما وتحملا على العقبات الناتجة من تطبيقاتها.

دعونا نفكر مليا ما الحلول التي من الممكن أن تردع الصهاينة عن تطبيق مخططاتهم ؟ ما الذي يوقف عنجهية هذه الطغمة المحتلة لأرض فلسطين من اللهث وراء تنفيذ هذه المخططات ؟

إرادة الشعوب لا تقهر، فصفحات التاريخ سجلت وبأحرف من نور كفاح الشعوب والأمم ضد المغتصبين ،ولم تسجل هزيمة أي شعب في الدنيا ،وأجزم أنها لن تسجل ذلك مستقبلا. لكن كيف نحافظ على إرادة شعبية قوية رافضة لكل القرارات المتعدية على سيادة بلدنا ؟

ببساطة شعبنا الأردني يتصف بعزيمته، وحبه فلسطين، وتمازج أطيافه من شتى المنابت والأصول، والتفافه حول قيادته الحكيمة.

إذا عزيمة قوية لشعب قوي، وقيادة حكيمة، ما المطلوب أيضا ؟ ربما من المنطق والحكمة أن تسير الحلول باتجاهين، اولهما داخلي، و ثانيهم خارجي .

وضع استراتيجية طويلة الأمد ، وضمن تكتيكات معينة على الصعيد الدبلوماسي، هذه الاستراتيجية تنفذ بطريقة مدروسة ، ولا تنتهي بانتهاء ذهاب وزير الخارجية.تعبئة عامة للدبلوماسية الأردنية تهدف إلى بيان افتراءات الصهاينة على الأردن والحصول على الدعم الدولي لإبطال قراراتهم.

يتوجب ان لا تكون الدبلوماسية الأردنية مجرد واجهة ضعيفة لا تظهر إلا بالمناسبات العابرة ، ويقتصر عملها على خدمة (إن كان هناك خدمة)للرعايا الأردنيين في بلد السفارة. وإنما مطلوب منها أكثر بكثير من ذلك، ان تظهر في الوسائط المختلفة لبيان حقيقة الأردن ، وسيادته وبطلان أقاويل الأعداء. وهذا يتطلب ان يكون هناك أشخاص مؤهلون في طرح مثل هذه الموضوعات.

كما أن المطلوب الآن إعادة النظر بالسياسة الخارجية الأردنية وبالتحالفات القائمة، ولو كنت من أصحاب القرار لتحالفت مع ؟؟؟ لسلامة الأردن. و هذا يتطلب المعرفة الحقيقية لمن يقف مع الأردن في خندق واحد، ومن يطعن الأردن ويظهر ما لا يبطن له وللأردنيين. هل الرهان على الدبلوماسية الأردنية واقعي؟سنترك الحكم على الدبلوماسية الأردنية وتنفيذ الاستراتيجية مستقبلا.

تربط الأردن اتفاقية سلام مع دولة الكيان الصهيوني.هل من الحكمة أن تستمر هذه المعاهدة ؟

الاتفاقية نصت على احترام السيادة الأردنية، ولكن ما تقوم به الطغمة المحتلة عكس ذلك . ربما خير ما نقوم به هو إهمال هذه الاتفاقية، ووضعها على الرف إلى ما شاء الله و إلغاء كافة سبل التعاون مع العدو .

هل هذا يكفي ؟ لا اعتقد ذلك شخصيا. أعتقد أن الأمر يتطلب قرارات أكثر جرأة، واهم هذه القرارات على الإطلاق التجهيز إلى الدفاع وبالقوة العسكرية عن سيادة الأردن. الجيش العربي الأردني جاهز وباستمرار للدفاع عن أرضه وعرضه ، واجزم بأنه لن يخذل الأردنيين .كما يتطلب الأمر أن يكون كل الشعب داعما لجيشنا المصطفوي، وذلك بالتدريب الجيد لكل من يقدر على حمل السلاح. العدو لا يؤمن إلا بقوة السلاح، وسلاحنا الأقوى هو في وحدة شعبنا وقدرته على التكييف في كل الظروف ؟

أما المقاومة في الأراضي المحتلة فيتوجب أن تدعم بكل معنى الدعم ، لنجعل من الجبهة الداخلية والخارجية جحيما على الكيان الصهيوني .هذا يتطلب قرارا رسميا من حكومة إنقاذ وطني، ودعم لا حدود له من قبل السلطات الأردنية المختلفة.

نعم نعيش في الأردن وضمن الإمكانيات المتواضعة في بحبوحة مالية إلى حد ما ، والاهم من ذلك نعيش في ألف بحبوحة أمنية ولله الحمد . إذا تطلب الأمر ولسلامة الأردن فان إعلان حالة الطواريء وعلى جميع الأصعدة سيقابل من الأردنيين بكل صدر رحب. وكأردني أقول ان تطلب الامر ان نشد الأحزمة أكثر مما هي الان فسنجد الاستعداد موجودا عند الغالبية المطلقة من شعبنا الوفي. . الأردن خط احمر غير قابل للمساومة أو التفريط . لقد قالها طارق بن زياد البحر من وراءكم والعدو من امامكم، ونقولها نموت ولا نركع ، نجوع ولا نخضع . وهذا يتطلب من الحكومة ان تعيد النظر في دورها في المؤسسات الاقتصادية ذات الطابع الاستراتيجي. نعم الأهوال كثيرة والمخاطر كبيرة ولكن بالإرادة والتصميم والتضحية تحقق المعجزات .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد