ضحكة كاملة

mainThumb

24-06-2009 12:00 AM

رحمة منذر مريان

في زاوية "أريد حلاً" يضع أصحاب المشاكل العاطفية قصصهم المليئة بالمشاعر طمعاً في إيجاد من يواسيهم ويخفف عنهم، وأنا اليوم أريد حلاً لكوني أعاني من أزمة نقص حاد في الضحك ولا أخفيكم أن وضعي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم

معاناتي مع الأزمة الضحكية بدأت منذ "أزل ما" وكلما ابتهجت تسترجع ضحكتي أسى صورة لطفل قضى نحبه مخبوطاً في الرأس وطبيب شاب غرقت سيارته في قمر ،عروس زفتها دروب المستشفيات إلى اللازفاف و "ورد" ذبلت أفواهنا دعاء لتروي طرق عودته إلى بستانه، وفي كل مرة تجهش الضحكة منفجرة بالبكاء وتتقهقر عائدة أدراجها في منتصف الطريق.........

كثيراً ما أتمنى أن يرن هاتفي فجأة ليكون المتصل مجهولاً من عالم آخر ،يصوغ لي الحكاية بشكل مختلف ويؤكد بأن "ورد" قد عثر عليه شيخ جليل وهو في صدد إعادته إلى أهله وبأن دينا ستزف إلى عريسها في الموعد المحدد، ورزان التي "تنافست" المستشفيات لاستقبالها صارت الآن في أتم صحة وعافية، أما يزن فقد كان يلهو بألوان مائية مما أدى إلى تلويث جبهته ولم تكن تلك العلامات لحروق لاهبة أو كدمات كما يدعون وبأن : "كل شي زي مابدنا وأحسن"........

ولأن هاتفي لم يرن حتى الآن ولأن السيد "مجهول" لم يخاطبني نظراً لإزدحام الخطوط في "العالم الاخر"، لذلك فأنا لازلت أريد حلاً وأريد وعداً من نفسي ومن أهلي ومن بلدي بأن لا تتعدى حوادث السير أكثر من كسر مصباح خلفي أو "ضربة بوز عالخفيف" ، كما أريد وعداً بأن لايخطف أو يؤذى أو يقتل طفل في بلدي وأريد وعداً بأن لايُهمل مريض وأن لا يُضرب طبيب في بلدي ، عندها و"عندها فقط" سأتمكن "أنا" و"أهلي" و"بلدي" من إطلاق ضحكة مليء القلب، ضحكة حقيقية ، ضحكة كاملة..............



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد