شهداء هايتي .. الى جنات الخلد

mainThumb

11-10-2009 12:00 AM

يا أنبل بني البشر ، ويا أعز الناس ، دماؤكم لنا حياة ، من قطراتها الزكية ، ينبلج ضوء دربنا ، نشتم منها رائحة الشيح والقيصوم ، ومع طهرها،اختلطت طهارة زيتون (المزار) . ولونها لون دحنون (شيحان) .يا من عودتمونا أن تلبوا النداء ، وتصدعوا بالواجب . في مشارق الأرض سراياكم ، وفي مغاربها كتائبكم ، فوق هضاب الدنيا ، آثار أيديكم . وفي السماء عبق أنفاسكم . أنتم أيها الراسمون على خد الدنيا ، وشما أردنيا مطرزا بلون البحر، يتوسطه تاج هاشمي .

أيتها الأكف الذاوية ، التي ما نسيت رائحة الخبز البلدي ، ولا فارقها لون الزعتر ، التي ما صافحت إلا بإباء ، ولا قبضت الا بعزم .... أيتها الأصابع التي جفت دماؤها ، وما أشارت الا لمجد ، ولا لامست الا زناد الحق ، لا زالت آثار المعاول نسجا في عروقها ، منها ستنبت شقائق النعمان ، ولها ستتمايل سنابل قمح حوران.

سنقبلها.... سنلثمها ..... بدمائها الزكية .

أيها الضاربون في الارض ، حين نصلي في مولد كل فجر ، مازجين الدعاء بالرجاء ، وحين تتجلى لنا الرؤيا ، بوطن أعز ، سنذكركم ... سنذكركم مع عابري الدرب ، ممن سبقوكم . سنذكركم واحدا واحدا ، أسماء خالدة ، بوجوه أردنية ، لوحتها الشمس ، وتعفرت بتراب الوطن ، المنصهرون بلفح هجيرها ، اليابسة شفاههم ، من صفعات رياحها الشرقية .

ماذا أقول .... ؟؟

ماذا أقول لأطفال انتظروا الهدايا والدمى ؟

ماذا أقول لإخوة وأصدقاء،اشتاقوا لدفء الحديث ورجع الذكريات ؟

لأخوات طال بهن الشوق؟

لزوجات ذبن شوقا وصبابة ، لاستقبال الضيف الآتي ؟

ماذا أقول للفساتين البيضاء المنتظرة ؟

لدموع رفاق وقفوا يعزفون اللحن الجنائزي ؟

لبنادق البارود المحشوة ؟ للمزامير المسكونة برهبة الحدث؟

لأغطية الصناديق المطرزة بألوان علم الوطن ؟

للخيل الراقصة بزهو ؟ للوجوه الشاحبة الصابرة المنتظرة على حافة رصيف حزين ؟

لأشجار الزيتون الحزينة ؟ لأكاليل الزهور التي تنتظر قدوم (زفة العرسان) )؟

للأوراق الملونة ، المكتوب عليها شهادة موت الإبطال ، ؟؟

أأقول من هنا سيمر موكب الحياة ، حين تنقلب الدمعة فيه إلى ابتسامة !!!

يا شهداء الوطن : لكم الرحمة .... ولنا جميعا الصبر والسلوان .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد