دولة رئيس الوزراء سمير الرفاعي

mainThumb

10-12-2009 12:00 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبارك لدولتكم الثقة الملكية الغالية باختياركم رئيسا للوزراء ، وارجو من الله العلي القدير ان يوفقكم للقيام بهذه المهمة على خير قيام .

دولة رئيس الوزراء

امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " الدين النصيحة " فإنني أجد انه من واجبي الشرعي والوطني ان ارفع إلى دولتكم هذه الرسالة التي وان غلفت بالرقيق من الكلمات إلا أنها لا تخلو من النصيحة الصادقة المخلصة التي أوجهها إلى دولتكم .

الصعيد الداخلي

أولا : الوضع السياسي

ان تأخير إصدار قانون عصري للانتخاب كان وما زال احد الأسباب الرئيسية لحالة من عدم الاستقرار السياسي الذي تشهده المملكة منذ العمل بقانون الصوت الواحد هذا القانون الذي افرز مجالس نيابية لا تمثل الشعب الأردني حق التمثيل ، وما شاهدناه من صدور الإرادة الملكية السامية بحل مجلس النواب السابق إلا مؤشرا على صحة ما نقول ، لذا فان الإسراع بإصدار قانون انتخاب عصري تتم الانتخابات القادمة على أساسه هو مطلب ملح لكل فئات الشعب ، على ان يراعي القانون الجديد التوزيع العادل للمقاعد والتمثيل النسبي للأحزاب ، والمرأة .

أما الأحزاب السياسية فاني أدعو دولتكم إلى زيادة دعم هذه الأحزاب ماديا لتكون قادرة على ممارسة نشاطها ، بما يخدم الرؤية الملكية السامية بتفعيل الحياة الحزبية ونشر الوعي السياسي بين أبناء المجتمع الأردني .

ثانيا : الوضع الأمني

شهد المجتمع الأردني حالة غير مسبوقة من الحوادث الأمنية التي كادت ان تتطور لتصبح ظاهرة تنذر بالخطر ، فازدادت حالات القتل والانتحار وانتشرت المشاكل الاجتماعية والعشائرية ، وتطاول البعض على هيبة الدولة ورجال الأمن ، لذا فان من الضروري وضع إستراتيجية أمنية تراعى فيها المحافظة على حقوق الإنسان وصون كرامته ، وفي نفس الوقت تعيد إلى الدولة هيبتها وتشعر كل من تسول له نفسه التطاول على هذه الهيبة بان أعراض المواطنين وأموالهم محمية بسلطة القانون .

ثالثا : الوضع الاقتصادي

ان غالبية المواطنين من ذوي الدخل المحدود ، الذين يصلون الليل بالنهار ليحصلوا على لقمة الخبز ليسدوا بها جوع أبنائهم ، هذا هو الواقع ولن نخدع أنفسنا أو نخدع دولتكم بالقول بعكس هذه الحقيقة .

دولة رئيس الوزراء

ان غلاء أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية ساهم في زيادة نسبة الفقر ، وانه لا مبرر لهذا الغلاء ، ففيما سبق تم التذرع بارتفاع الأسعار عالميا ، وهاهي الأسعار العالمية تنخفض وتعود إلى سابق عهدها ، ومع هذا نجد ان الأسعار محليا ما زالت تحلق عاليا ، مكونة ثروة في جيوب بعض المنتفعين من التجار على حساب قوت أبناء الشعب الأردني ، لذا فان التطبيق العادل لمعادلة ربط الأسعار المحلية بالأسعار العالمية ارتفاعا وانخفاضا هو احد الحلول لمعالجة مشكلة الفقر أو على الأقل منع اتساع نسبة الفقر ، وان إعادة وزارة التموين كجهة رقابية على السوق الأردني هو من أنجع الحلول للحد من جشع بعض التجار الذين لا يهمهم إلا الكسب السريع .

رابعا : الوضع الاجتماعي

إنني ارجو من دولتكم مراعاة طبيعة تكوين المجتمع الأردني ديمغرافيا وعشائريا في توزيع الخدمات لتشمل كافة إنحاء الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ، وندعو إلى ان لا يكون التعيين وخاصة في المناصب العليا محصورا بفئة ومنطقة ، بل ينبغي ان يراعى فيه الكفاءة والقدرة على الانجاز وخدمة الوطن دون النظر إلى اعتبارات أخرى .

الصعيد الخارجي :

ان وجود الأردن في بؤرة الصراع في منطقة الشرق الأوسط ، ووجود التحالفات الإقليمية المحيطة بنا ، ومحاولات الإسراع بحل القضية الفلسطينية ، كل هذه الظروف تجعل من قيادة دفة السياسة الخارجية أمرا صعبا جدا ، لذا فاني أدعو دولتكم إلى وضع مصلحة الأردن أولا وأخيرا عند التعامل مع ملف السياسة الخارجية ، لان كل من يحيط بنا يبحث على مصلحته الخاصة فقط ولو على حساب الآخرين .

في النهاية أبارك لدولتكم مرة أخرى هذه الثقة الملكية الغالية ، وأذكركم ان الأردن وشعبه أصبح أمانة بين يديكم ستسألون عنها أمام الله قبل ان تسالون عنها أمام جلالة الملك .

أعانكم الله على حمل هذه الأمانة ووفقكم لخدمة الأردن في ظل صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسن المعظم حفظه الله ورعاه .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد