رواتب أساتذة الجامعات

mainThumb

17-01-2010 12:00 AM

يعد العنصر البشري أساس التنمية الحديثة المستدامة, والركن الأهم من أركان البناء والتطوير لأي عملية تنموية قد ترى النجاح والنور.

الأردن كان من أوائل الدول التي أولت العنصر البشري جل اهتمامها وبذلت جهودا كبيرة في هذا المجال, حتى وصل الأردن إلى حالة متقدمة ومتطورة في الاستفادة من الطاقات البشرية و ليعوض بذلك محدودية موارده الاقتصادية مقارنة بغيرها من الدول.

لقد كان الأردن ولفترة طويلة جدا مصدرا متميزا ومهما في مجال الاستثمار في الموارد البشرية, فكان أن وصلت الخبرات الأردنية الكثير من بقاع العالم وخاصة البلدان العربية والتي كان الأردن يتقدم عليها في هذا المجال بأشواط بعيدة. الإنسان كما قال الراحل الكبير المغفور له بإذن الله الملك الحسين هو أغلى ما نملك, ولقد جسدت الحكومات الأردنية المتعاقبة هذا القول الاقتصادي الكبير المتقدم وعملت به, حتى غدت الجامعات الأردنية مثالا يحتذى في الإبداع والتفوق وتخريج الكفاءات المدربة والمؤهلة لتقود المسيرة ولتكمل مشوار العطاء والنجاح.

الأستاذ الجامعي هو صانع المستقبل ومؤسس بنيانه وراسم حدوده ورافع رايته ومخطط بناءه. الأستاذ الجامعي ينبغي أن يضطلع بأدواره المأمولة منه بكل جدارة واستحقاق, وان تكون له يد في كل شؤون المجتمع, ليساهم في تطويره وسمو مكانته.

أساتذة الجامعات -في جلهم- لا يستطيعون أن يمارسوا الدور المأمول والمتوقع منهم في خدمة مجتمعهم, لأسباب كثيرة لعل من أبرزها, افتقارهم لأدوات الإبداع والاندماج والحرية. رواتب أساتذة الجامعات الآن تتآكل وتتراجع أمام الواجبات والأدوار التي قد يلعبوها لخدمة قضايا وطنهم ومجتمعهم والأعباء الاجتماعية والاقتصادية المتراكمة عليهم. رواتب أساتذة الجامعات مقارنة مع غيرهم ممن يتساوون في الخبرة والمؤهلات أقل بكثير, لا بل إن رواتب أساتذة الجامعات مقارنة برواتب طلابهم بعد تخرجهم وعملهم لفترة قصيرة تكون أحيانا أقل. رواتب أساتذة الجامعات تتفاوت أيضا من جامعة لأخرى, وهذه معضلة أخرى يعيشها أساتذة الجامعات, في بعض الجامعات والتي يمكن أن نسميها الأقل حظا, وهي الجامعات التي تعاني من مديونية كبيرة وعجزا يحتاج إلى معجزة لحله, وخاصة جامعات الجنوب.

الكثير من أساتذة الجامعات الآن أصبح منشغلا بالبحث عن فرصة عمل أفضل سواء خارج الأردن أم داخله, توفر له ولأسرته حياة كريمة. أساتذة الجامعات الآن أصبحوا يفكرون كثيرا في تحسين ظروفهم المعيشية ولذلك غاب الكثير منهم عن مشكلات وطنهم وانشغلوا بهمومهم الخاصة, فهل تطلق الحكومة العنان لإبداعات أساتذة الجامعات وتشغلهم في قضايا وطنهم بدلا من قضايا رواتبهم ومعيشتهم, خاصة وان الحكومة قد وعدت وعلى لسان وزير التعليم العالي والبحث العلمي بزيادة مجزية على رواتب أساتذة الجامعات من فترة طويلة؟

abdallahazzam@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد