الطفل والرسوم المتحركة

mainThumb

01-02-2010 12:00 AM

عبير الشبول

قف معي عزيزي القارئ لحظة لنفكر في دور الرسوم المتحركة في بناء وصقل شخصية الطفل. موضوع أثار انتباهي عندما كنت في بعض الأحيان أجالس أبنائي وهم يشاهدون الرسوم المتحركة، حيث أثبتت بعض الدراسات أن مشاهدة التلفاز تعتبر ثاني أهم نشاط يمارسه الطفل بعد النوم وهذا يعني أن الطفل يقضي أمام شاشة التلفاز وقت أطول من الوقت الذي يقضيه في المدرسة. فهل هذه الرسوم هادفة، تربوية، خاضعة لرقابة من قبل مختصين وخبراء.بالتأكيد الإجابة لا. خاصة وأنها تتربع على قمة هرم مشاهدات الطفل فهي تحتل أعلى نسبة مما يشاهده الأطفال والخطورة هنا لا تكمن في نسبتها العالية ولكن في أثرها على شخصية الطفل من حيث المعلومات التي يتلقاها وترسخ في ذهنه وتصبح جزءا منه، ذلك أن التعليم في المراحل الأولى من حياة الإنسان يعتبر أسرع وأكثر فعالية من أي مرحلة أخرى من مراحل حياته.

فكما نعلم أن العلم في الصغر كالنقش في الحجر.

فلو كنا واقعيين واعترفنا أن مشاهدة الرسوم المتحركة تنمي التفكير والخيال عند الطفل، فها هو يطير في السماء ويتسلق الجبال. كما يتعلم كثير من المعلومات والمعارف العلمية والثقافية المفيدة بأسلوب بسيط وجذاب وسريع، إضافة إلى إشباع حب الاستطلاع لديه لما هو جديد.

في حين أن سلبيات الرسوم المتحركة تكمن في أن دور الطفل فيها سلبي فهو متلقي فقط لما يراه دون أن تتسنى له فرصة المشاركة سواء عقليا أو جسميا. إضافة إلى الحد من التفكير عند الطفل فمشاهدة التلفاز باستمرار تحد من طلاقة التفكير والإبداع عنده، وتقلل من التفاعل الاجتماعي ما بينه وبين أسرته. ولا ننسى الأضرار الصحية الناجمة على العيون وخلايا الدماغ. والأدهى والأمر من ذلك تنمية العنف والعدوانية والجريمة عند الطفل لكثرة المشاهد المتعلقة بذلك. وكثيرا ما نرى ونسمع شكوى من الناس تتعلق بالتغيرات التي تحدث لأبنائهم من حيث صعوبة التعامل والعدوانية والعنف عدم القدرة على التعبير عن أنفسهم بلغة جيدة إضافة إلى عدم القدرة على القيام ببعض الأمور على الصعيد الاجتماعي. لم نفكر يوما إن ما يشاهدونه في التلفاز قد يكون هو السبب وراء ذلك.

فما دورك عزيزي القارئ كمربي في التحكم بما يشاهده أبنائك؟

وهل فكرت في بعض الحلول والبدائل التي يمكن أن تستعين بها لتقلل من مشاهدة أبنائك للرسوم المتحركة؟

على سبيل المثال: اللعب بأنواعه، الفردي و التعاوني و التخيلي الذي ينمي شخصية الطفل من جميع الجوانب العقلية والاجتماعية والنفسية والجسمية من دون ضرر. ولا ننسى الألعاب الشعبية و أهميتها في تنمية وتنشيط ذكاء الطفل، والتفكير الذي تتطلبه مثل هذه الألعاب .. ولذا يجب تشجيعه على مثل هذا .

إضافة إلى تشجيعه على ممارسة بعض الهوايات كقراءة القصص وكتب الخيال العلمي، الرسم، السباحة، ممارسة الرياضة، الدراما، والاهم من ذلك قراءة وحفظ القران الكريم .

فهل تعلم عزيزي القارئ أن حفظ ما تيسر من القران الكريم يقوي الذاكرة وينمي الذكاء والتفكير عند الصغار والكبار وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الذي يحفظ من القران الكريم ويقرا فيه باستمرار لا يصاب بمرض التخريف أو فقدان الذاكرة وخاصة عندما يصبح في سن الشيخوخة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد