الى أرواح شهداء قواتنا المسلحة "تهون علينا في المعالي نفوسنا"

mainThumb

19-01-2010 12:00 AM

رياض الربابعة

تقتلنا الدموع ويلفنا حزن عظيم؛ وتنتابنا اللوعة ويعتصرنا الأسى ؛ ونحن نستقبل كوكبة من شهدائنا الأبطال ؛ عادوا لأحضان الوطن الأغلى ؛ عادوا لهذه الأرض الأبية المعطاءة محمولين على أكتاف أخوانهم ورفاقهم في السلاح؛ بالأمس ودعوهم في المطار متمنين لهم العودة؛ وها هم يعودون اليوم كأعظم ما يكون الأنسان؛ فهم الشهداء ومن أعظم منهم منزلة عند الله ؛ ليسوا أمواتا وأنما أحياء عند ربهم يرزقون.
هم جنود الوطن؛ وهم أشرفنا وأعظمنا؛ فهم الصامدون الصابرون؛ المرابطون على ثغور الوطن؛ والقابضون على ثراه ؛ يعضون عليه بالنواجذ ؛ ويبذلون في سبيله الغالي والرخيص؛ ويقدمون في سبيله المهج والأرواح لنضيء من نجيع دمهم الزكي قناديل رفعة الوطن.
في كل بقعة وركن من أردننا الكبير وفي كل ثغر من ثغوره ؛ يقف أبطال جيشنا العربي مدافعين ومنافحين عن هذا الحمى العربي؛ عيون تحرس في سبيل الله؛ يد على الزناد وعيون ترنو لوطن بحجم الأردن وقيادته وشعبه.
هو جيشنا الذي نفاخر به الدنيا؛ فهم الأبطال عندما يختبيء الآخرون؛ ويطلقون العنان لألسنتهم للنيل من منجزات الوطن وقواته المسلحة ؛ جيشنا هو درة مجدنا الزاهي؛ جيش لأمته وعروبته؛ لأنه جيش عربي شهدت له أسوار القدس واللطرون وباب الواد والجولان والكرامة.
ليهنك الجيش سيدي أبا الحسين؛ فبمثل جيشنا وقواتنا المسلحة الأردنية نفاخر الدنيا؛ فهذا الجيش ما تخلى يوما عن قضايا أمته وشعبه ؛ وها هم الرجال الأبطال يطوفون الدنيا بأسرها رسل محبة وسلام يتغنى بهم المجد؛ تركوا الأهل والأبناء ليرفعوا بيارق الوطن في كل محفل ومناسبة؛ ينشرون الأمن في أصقاع بلاد تطحنها الحروب وتدمرها النزاعات؛ فهم سفراء وطن صغير بمساحته وسكانه وموارده ؛ لكنه الأكبر بقيادته وانجازاته وأنسانه.
ها هم في فلسطين والعراق والسودان يمسحون دموع اليتامى؛ ويداوون آلامهم وأوجاعهم ويتقاسمونها معهم.
نغط في نومنا هانئين ومفاخرين بأمننا الذي يفرد جناحيه على هذا الوطن؛ وفي كل جنبات الوطن وأركانه يرابط الأبطال والشجعان ؛ تلفحهم الشمس بحرارتها والشتاء ببرودته فلا يزيدهم ذلك الا عزيمة وأصرارا على الصبر والتضحية والشجاعة؛ لا ينالهم التعب ولا يلحق بهم اليأس بل هم الأبطال والشجعان والصناديد ؛ وهم من يرفع شعار (الله والوطن والملك) .
لا يعرف الجندية حق معرفتها الا من زين الشعار هامته وشمر عن زنوده وسواعده الأبية؛ لا يعرفها الا كل من استيقظ قبل خيوط الشمس هاتفا مرددا في ميادين التضحية والبطولة بصوته المجلجل: دعوة الحق لدينا.. نفحة هبت علينا؛ نشيد خالد تهتف به حناجر النشامى كل صباح من صباحات الوطن الذي يسافر في دمائهم؛ يفتدونه بالمهج والأرواح لأنهم نذروا أنفسهم للوطن وأعلاء رايات مجده وفخاره.
أما أنتم يا من رصعتم صدر الوطن بنياشين الشهادة وأوسمة الفخار والعزة والبطولة فهنيئا لكم جنات الخلد ؛ وأنتن يا أمهات الأبطال؛ أيتها الأردنيات في شمال الوطن وجنوبه ليس غريبا أن تقدمن اليوم فلذات أكبادكن شهداء في سبيل هذا الحمى ورفع اسمه في ذرى المجد والفخار؛ فالأم الأردنية هي أم الأبطال منذ أن برأها الله؛ وليس أغلى من المهج والأرواح لنقدمها فداء للوطن وقائد الوطن؛ عزاؤنا لأنفسنا نحن أبناء الوطن الكبير؛ فالشهداء هم أبناء كل أردني وأردنية في كل مدينة وقرية على امتداد الوطن الأغلى.
ونحن أنــاس لا توســـــــط بيننا لنا الصدر دون العــــالمين أو القبر
تهون علينا في المعالي نفوسنا ومن يخطب الحسناء لا يغله المهر

riyad_rababah@yahoo.com .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد