حوارات جميلة .. بين الكاتب والمعلق .. !!

mainThumb

15-05-2009 12:00 AM

م . سالم أحمد عكور
باتت الصحافة الألكترونية بين متناول الأغلبية العظمى من البشر ، كلٌ يبحث عما يجول بخاطره من الثقافات بشتى مجالاتها التي تجول بين المجتمعات الأممية حول هذا الكون الكبير . فاستطاعت إلى تقريب المسافات بين الأمم ، حتى بات الانفتاح الثقافي بين الشعوب ، ككتاب واحد في متناول الجميع ولن يكون عصيّاً على من يطرق أبواب معرفته ..!!
العديد من الكُتّاب والإعلاميين يسعون إلى جسْ نبضْ الشارع وهمومه ، وإلقاء الضوء على بعض الهموم والمآسي التي من الممكن أن تقلق أمن وسلامة المواطن في العيش بكرامة الإنسان ، ويحاولون تقريب وجهات النظر ما بين المواطن والمسؤول ، وأبداً لم يكن دوّر الكاتب أو الإعلامي في مقام المسؤول عن حلّ المشكلات التي يتطرق إليها ، لكن دوره يكمن في إظهار المشكلة بما يستطيع من أدلّة دامغة .
وأغلب تلك المقالات أو التحقيقات الصحفية التي تطالعنا يومياً وعبر صفحات المواقع الكترونية الإخبارية أو غيرها ، تتحدث في الكثير من المواضيع التي من الممكن أن تمس همّ المواطن بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، وليس بالضرورة أن يكون الكاتب أو الإعلامي ملمّاً بأدق تفاصيل الموضوع بقدر طرح المشكلة بعنوانها العريض ، ويبقى الإثراء في التفاصيل لأطراف متعددة ، ككاتب المقال أو التحقيق الصحفي وأطراف الخلل ذاته ، والجهات المختصة بوضع الحلول المناسبة للمشكلات على ارض الواقع .
نطالع يومياً العديد من المواضيع والمشكلات المطروحة على صفحات المواقع الإخبارية ، وقد تجد كقارئ العديد منها يلفت انتباهك ، وتدفعك مضامينها أحياناً للبوح بما في داخلك ، لتنشأ بذلك حوارات جميلة ومثرية للموضوع " إذا ابتعدت عن السخرية " فيما بين كاتب المقال و المعلق على المقال ، أو فيما بين المعلقين أنفسهم ، والجميل في تلك الحوارات أنها تخلق جواً من التفاعل مع المشكلة ، وقد نعتبره أحياناً وبصورة غير مباشرة ، بمثابة استفتاء لحل المشكلة المطروحة .
تجد أحياناً العديد من التعليقات لا تمت للموضوع بصلة ، وقد يكون دورها أحياناً ، الطعن في شخص الكاتب أو أسلوبه في طرح المشكلة ، ويعتمد هذا على درجة الثقافة " المعرفية " التي يتمتع بها القارئ في قراءة المقال بصورة متأنية لا سطحية يمر عليها مرور الكرام ، من هنا ينشأ الحوار مابين المعلقين ، أحدهم قرأ المضمون بصورة متأنية ، والآخر قرأه بصورة سطحية ، أو بين مُعلقٍ وآخر في خارج النطاق الذي يتحدث عنه كاتب المقال .
وفي هذه النقطة تحديداً ، لا بد على الكاتب أن يكون متحلياً بالحكمة وسرعة البديهة في كيفية التعامل مع هكذا مواقف ، ويستطيع باسلوب الكاتب المتمكن من استقطاب الطرف الاخر بصورة تخدم مضمون المقال بشكل ايجابي ، لا ان يكون الرد بنفس اسلوب التجريح الذي سيبعد جميع القراء عن الهدف المقصود من المقال ..!!
من هنا ، ومن أجل الوصول إلى مفهوم " كل مشكلة وإلها حلّ " لابد من أن نصل الى مرحلة من الثقافة التي تصب في صلب الموضوع ، وإثرائه بالتفاصيل والآراء التي من الممكن أن توصلنا إلى تقريب وجهات النظر لنختصر الهوّة الواسعة أكثر فأكثر ، ومن ثم نقترب من وضع النقاط على الحروف لحل المشكلة ..!!
akoursalem@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد