التقارب التركي – الروسي
... زيارة الرئيس التركي عبدالله غول الى روسيا الفدرالية مؤخراً قد تكون أتت في سياقات ومحفزات سياسية وأمنية وعسكرية واقتصادية , بنسخة متقدمة عن النسخة السابقة المعبرة عن حقبة زمنية خلت في منحى العلاقات بينهما .
بلا شك هي زيارة أكدت على الثابت في العلاقات التركية – الروسية , وأسّست لتفاهمات روسية – تركية ذات أبعاد استراتيجية , والمؤشر على ذلك كان لافتاً للنظر , أنّ موسكو وصفت اتفاق الأعلان المشترك ( الروسي – التركي ) بالوثيقة الأستراتيجية .
فمن التفاهم الروسي – التركي حول أمن البحر الأسود والمضائق والممرات البحرية التركية مروراً بالتفاهم من أجل التعاون في مجالات النفط والغاز ومجالات التجارة الحرّة , وانتهاءً في مجالات العمل السياسي الأقليمي , وعلى وجه الخصوص في ملفات منطقة القوقاز المتداخلة – الشيشان والفصائل المسلحة – وكذلك أسيا الوسطى والبلقان .
*... فالأبعاد المعلنة لزيارة الرئيس التركي غول واضحة , امّا الممحي بين السطور فيمكن قراءته لجهة التوقيت , حيث تأتي الزيارة في وقت وصلت فيه العلاقات التركية – الأسرائيلية مستوى عال من التوتر وتبادل الأنتقادات والأحتجاجات العلنية والصريحة على خط أنقرة – تل أبيب .
كما أحدثت الزيارة مفاعيلها بما هو محرّم أمريكياً على أنقره ولوجه ودخوله ! حيث تماهت أنقرة مع ذاتها ومصالحها العليا , ودخلت في تفاهمات مع روسيا حول أمن البحر الأسود والقوقاز وأسيا الوسطى وملف التعاون النفطي ... ناسفةً وضاربةً بعرض الحائط , استراتيجية واشنطن – تل أبيب في افشال أية مجهودات تركية – روسية على طريق بناء الشراكة الأستراتيجية .
* ... وفي خلفية تاريخية العلاقات بين أنقرة – الحقبة السوفياتية السابقة, ومنذ زيارة بيدجورتي وزير الخارجية السوفياتي لأنقرة عام 1972 م , لم يقم أي مسؤول روسي بزيارة أنقرة ! الاّ الرئيس الروسي ( السابق ) رئيس الوزراء الحالي ( بوتين ) الذي قام بزيارتها في عام 2004 م , بالمقابل زيارة الرئيس غول الأخيرة هي أول زيارة لرئيس تركي منذ الحرب العالمية الأولى .
لقد وجدت زيارة غول لموسكو مؤخراً , متابعة حثيثة ونوعية محكمة من قبل مجلس الأمن القومي الأمريكي , حيث هو الطرف المسؤول عن صياغة استراتيجية الأمن القومي الأمريكي التي تعتبر تركيا أهم مرتكزاتها , بينما الدولة العبرية لم تعمل على تعكير صفو زيارة الرئيس غول لموسكو – لا سراً ولا علناً – لجهة اهتمامها وحرصها الشديد والنوعي على عدم تقويض روابطها مع تركيا , خاصةً وانّ مستقبل نظرية تأمين الحدود الشمالية الأسرائيلية يعتمد بشكل أساسي على التعاون مع أنقرة اضافةً الى طموحات اسرائيلية صرفة بوتيرة متزايدة في تمديد خطوط آنابيب نقل النفط والغاز من الآراضي التركية الى الموانىء الأسرائيلية .
*... فالأشارات والدلالات السياسية لزيارة غول الأخيرة أرسلت بجميع الأتجاهات , فحلفاء واشنطن الأوروبيين وخاصةً باريس وبرلين , من جهة تأثير مستقبل الروابط التركية – الأمريكية المباشرة وغير المباشرة على مسيرة الأتحاد الأوروبي الأستقلالية , يدركون وبشكل دقيق أنّ ضعف العلاقات التركية – الأمريكية سيترتب عليه بالضرورة اضعاف تأثير النفوذ الأمريكي على أنقرة .
كما أشّرت الزيارة برسالة لحلفاء أمريكا في القوقاز وتحديداً تبليسي وباكو , واللتان يرتبط مستقبل روابطهما مع محور واشنطن – تل أبيب , ويؤثر على مستقبل علاقات خط أنقرة – الولايات المتحدة الأمريكية .
وعلى ما يبدو فانّ تركيا ما زالت على طريق الأستقلالية الصائب , بدلالة مواقف أنقرة نحو ملفات الصراع العربي – الأسرائيلي ... ومواقف اسرائيل التي صارت تتعامل بردود وأفعال أكثر جنوحاً نحو العدوانية تجاه تركيا .
* ... فمن تداعيات الصراع المسلّح الجورجي – الروسي قد يترتب عليه لاحقاً اشعال الصراعات الجورجية الداخلية المسلّحة , مع احتمالات أن تتزايد التوترات بين باكو وأرمينيا بما يهدد مرةً أخرى بعودة الحرب الأرمينية – الأذربيجانية واحياء أجندتها المتمثلة في مطالبة أرمينيا بالسيادة على اقليم ( ناغور كرباخ ) ومطالبة أذربيجان بالسيادة على اقليم ( تاختشيفان ) كذلك سوف يؤدي ذلك الى ازدياد التطرف الأنفصالي الشيشاني وبسسبب علاقات غير عادية لبعض الأنفصاليين الشيشان مع تنظيم القاعدة , حيث يحصلون على مساعدات مادية والتزود بالأسلحة الخفيفة والمتفجرات عالية الأثر , كما يحصلون على قنوات لتجنيد الموالين للقاعدة للقتال مع الأنفصاليين الشيشان في القوقاز , مما يهدد الأستقرار والسلم الأقليميين في منطقتي أسيا الوسطى والقوقاز .
* ... فالملفات الأقليمية في القوقاز وأسيا الوسطى , والتي توظفها واشنطن لتحقيق مصالحها والتي تعتبرها استراتيجية في اسيا الوسطى والقوقاز , وتعمل واشنطن على تحريكها بصفة معادية لروسيا في مجالها الحيوي الخاص وملف نشر شبكة الدفاع الصاروخي وملف أزمة البرنامج النووي الأيراني , فانّ التقارب التركي – الروسي الأخير قد يعني تراجع النفوذ الأمريكي في القوقاز وأسيا الوسطى وسيشكل خسارة استراتيجية نوعية لواشنطن , لأنّه لن يكون بديلاً لأمريكا سوى الأرتماء في أحضان أنقرة التي يسيطر عليها حزب العدالة والتنمية الأسلامي , بالرغم من تمسك هذا الأخير باتفاقيات الشراكة الأستراتيجية مع امريكا , فانّه لن يكون سهل الأنقياد لواشنطن التي ما تزال تحاول ترويض تركيا بحيث تتيح لها العمل وحرية الحركة المطلقة في المنطقة كما كان في الماضي أيام الحرب الباردة مع الأتحاد السوفياتي السابق .
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*
mohd_ahamd2003@yahoo.com
سوريا .. الجهات الأمنية تطلق سراح عشرات الموقوفين في اللاذقية
28 مصابًا بقصف إسرائيلي استهدف نقطة مساعدات وسط غزة
الحالة الجوية ودرجات الحرارة المتوقعة الإثنين
رونالدو: لو اضطررت لكسر ساقي لفعلت ذلك
القوات الإسرائيلية تهاجم قارب مادلين قبل وصوله إلى غزة
من هو أبو شباب الذي يريده الاحتلال بديلاً لحماس بإدارة غزة
تحطم طائرة تقل 20 شخصاً في تينيسي الأمريكية
تهنئة للمهندس رياض الدراويش بمناسبة الزفاف
ركلات الترجيح تحسم نهائي دوري الأمم الأوربية بين إسبانيا والبرتغال
التعليم العالي في الأردن بين الواقع والطموح
أنا من طين وهذا كأسي أيضا من طين
النشامى وأسود الرافدين: الرياضة رسالة محبة لا ساحة صراع
للعام الثاني .. بعثة الحج الأردنيّة تحصد جائزة لبيّتُم الفضيّة
عُمان تطلب توضيحاً رسمياً بشأن ما حدث بتدريبات النشامى
كم يبلغ سعر كيلو الأضاحي البلدي والروماني في الأردن
في الأردن : اشترِ سيارة .. وخذ الثانية مجّانًا
التلفزيون الأردني يحذر المواطنين
إلغاء وظيفة الكنترول بشكل كامل في الأردن
أسماء ضباط الأمن العام المشمولين بالترفيع
قرار من وزارة العمل يتعلق بالعمالة السورية
الملكة رانيا: ما أشبه اليوم بالأمس
وفاة مستشارة رئيس مجلس النواب سناء العجارمة
خلعت زوجها لأنه يتجاهل هذا الأمر قبل النوم .. تفاصيل لا تُصدق
فيفا يمنح الأردن 10.5 مليون دولار بعد التأهل إلى كأس العالم 2026
كتلة هوائية حارة قادمة للمملكة من الجزيرة العربية .. تفاصيل
تنشيط السياحة توضح موقفها من حفل البتراء المثير للجدل