الانتحار للشهرة ام .. ؟

mainThumb

17-06-2009 12:00 AM

احمد محمد القطارنة

نجحت كوادر الدفاع المدني من إقناع الشاب فلان لعدم الانتحار عن سطح عمارة تتكون من 10 طوابق قرب دوار الداخلية وسط عمان, هكذا نطالع الصحف الاردنية في هذه الاحيان. وللاسف ان عملية الانتحار اصبحت وكأنها شيء يفتخر به المنتحر ،و يتباهى بها الشباب ، والكل يحاول تقليده اما للظهور الاعلامي او لوجود مشاكل نفسية او لضائقة مالية.
ان الانتحار لن يؤدي الى حل اي مشكلة مهما كانت كبيرة او صغيرة، وسوف تكون الخسران الاول والاخير, ولا يقدم على عملية الانتحار الا من هو كارهاً للحياة او يأس منها ,غير ان الاهل هم يكتون بنار الحسرة على مصابهم,
ان ظاهرة الانتحار في الاردن اصبحت موجوده وبدون تحفظ فلماذا لا تقوم الجهات المختصة واطباء النفس وعلماء الدين والفكر والاجهزة المختصة بتحليل واحتواء عمليات الانتحار هذه، وعمل الدراسة الازمة وخصوصا ان لديهم كل الناجين من عمليات الانتحار التي انهكت الاجهزة الامنية والدفاع المدني بدل الانصراف الى اعمالهم ومتابعة مواطنين هم بحاجة ماسة الى المساعدة او تقديم خدمة او اطفاء حريق او انقاذ شاب من موت .
اما الاهل فتقع عليهم مسؤولية الحلول الاولى وهي مراقبة ابنائهم ومراقبة تصرفاتهم وردات الفعل لديهم ونصحهم وارشادهم وجعل التفاهم الاسري بينهم بكل ثقة وبدون تزمت او تعصب ، ومراقبة ابنائهم وخصوصا عندما يكون الابن انطوائي او يحب الجلوس لوحده فمن هنا تبدأ النصيحة ومصادقة الابن اكثر من الفترة السابقة ومحاولة المعرفه لماذا هذا الانطواء ومحاولة حل مشاكلة وتوفير ما يلزمه لعدم التفكير بما لا يحمد عقباه.
في الفترة الماضية اصبح الاردنيون يتابعون بين الفينة والاخرى محاولات انتحار اما لشاب في مقتبل العمر او لفتاة وهم من يقومون باخبار من حولهم بعملية الانتحار والذي يؤدي الى اغلاق الطرق والتجمهر وخلال هذه العمليه تجد رجال الامن والدفاع المدني منهكين بعملية التفاوض مع المنتحر ويعاملونه بكل لطف وليونه حتى لا يؤذي نفسه وبكل مشاعر الاخوة والابوة وعندما تجد رجل الامن والدفاع المدني يقترب من اقناع المنتحر لكي يثنيه عن الانتحار من هذه الاماكن العالية تسمع ان الظروف الاجتماعية والمالية وأحياناً العاطفية تشكل الدوافع الأبرز للإقدام على الانتحار، والبعض تكتشف ان لديه انفصام عقلي او اكتئاب نفسي دائم او يطالب بوظيفة اولم يوفق في الثانوية العامة.
ان هذه العمارات شاهقه الارتفاع لا يوجد بها اي نوع من الحماية او امور السلامة العامة لتثني المنتحرين عن برج الانتحار هذا , والدليل هو تكرار عملية الانتحار لشاب في نفس العمارة للمره الثانية على التوالي بعد محاولة انتحارجيهان.
وهنا لا بد من توجيه امانة عمان الكبرى الى اجبار اصحاب العمارات الشاهقةعلى وضع حراس واغلاق كافة مداخل العمارات وخصوصا العالية منها وهي تحت الانشاء مع الشكر الى محافظ العاصمة الذي اتخذ اجراءات فورية بعد محاولة الانتحار الاولى من اغلاق المداخل الكثيره للعماره ولكن لا بد من وجود لجنة سلامة عامة دائمه بين محافظة العاصمة وامانة عمان والتدقيق على اصحاب العمارات العاليه وتامين السلامه العامه للجميع وبالطرق القانونيه عسى بهذه الاجراءات نسدل الستار على عمليات الانتحار من خلال تحصين المباني العاليه في الاردن .

AHMED.QATARNEH@YAHOO.COM


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد