حتى لا تحاكمنا ضمائرنا

mainThumb

06-07-2009 12:00 AM

زكريا ابراهيم العمري

في الليل عندما آوي الى فراشي وقبل ان يغمض جفني تتم بيني وبين نفسي محاكمة سريعة , مرة يكون الحكم مقبولا ومرة لا تقبل نفسي الحكم , أحاول الصراخ ولكن صوتي غير مسموع , أحاول الدفاع ولكن من المستحيل تغيير الحكم العادل الذي صدر والقاضي هنا ( الضمير ) فكم من مرة أيقضني من نومي , وكم من مرة أفزعني وهو يشير إلى ذلك الخطأ الذي بدر مني , فأعترف بالذنب قاسيا رادعا فلا أقبل وأحاول الرد وطلب الاستئناف ولكن لا فائدة من كثرة المحاولات 0

وكم من مرة تمنيت لو أمتنع عن النطق بالعقاب ولكن كما قلت لا فائدة من المحاولات والحكومة تنشيء المحاكمة وتعين القضاة , ويتحاور المحامون فيما بينهم وتشتد المنافسة وتكبر المبارزة والله سبحانه وتعالى يخلق في أعماق كل واحد منا قاضيا يؤنب كل من يحمله عندما يخطىء أو بالاحرى يتعمد الخطأ فيشير إلى ذلك الخطأ بأصبع عملاق فإما أن تقوم بإصلاحه في أسرع وقت ممكن أو تتعرض لحكم قاس وصارم 0

فهذا هو القاضي الذي لا يحاور المتهمين ولا يحرفه محامون ولا يؤجل قضيته إلى حين آخر بل حكمه فورا وعاجلا بقدر الخطأ الذي بدر منك , فأسأل الله عز وجل أن يصفي أعمالنا ونوايانا حتى لا تحاكمنا ضمائرنا 0



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد