صحيفة السوسنة الأردنية

لم تعد وظيفة المدرسة قاصرة على التحصيل الدراسى المعرفى فقط بل اتسعت وظائفها لتشمل سلوك التلاميذ واتجاهاتهم وعاداتهم وقيمهم. المدرسة وسيلة لنقل الثقافة من جيل الى جيل فهى تبسط التراث المعرفي ونقله من جيل الاباء الى جيل الابناء بما يتناسب مع مراحل نموهم واستعداداتهم وقدراتهم وميولهم وكذلك فعليها مواكبة العصر ومسايرة التقدم.

والمدرسة كذلك تقوم بنقل الثقافة التى تضم القيم والمعايير والاتجاهات وذلك عن طريق التعليم المباشر بالاضافة الى ان المدرسه تهيىء للتلاميذ عملية التكيف الاجتماعى وبذلك تعمل على تعزيز وتقوية السلوك.(1)

وايضا فالمدرسة وسيلة للتعرف على الموهوبين المبدعين من خلال كافة الانشطة العلمية والرياضية والفنية والثقافية والترويحية وهى لا تتعرف على الطلاب من منظور فردى ولكن ايضا من منظور اجتماعى يخدم المجتمع حاضرا ومستقبلا.

والمدرسة وسيلة للتجديد والتغيير فهي مصدر من مصادر الاشعاع الفكري وهى بذلك تساير التطور السريع بمجال العلم والمعرفة والتكنولوجيا بحيث تقوم بعملية تصفية تأخذ بالايجابيات وتترك السلبيات على اساس من الاصالة والتميز بحيث لا ننسى تراثنا الاصيل ومنهجنا فى ذلك الشريعة السمحاء كتاب الله وسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. والمدرسة عامل للالفة بين الابناء فتذوب الفوارق ويتلاشى التمايز بصورة من المودة والرحمة لا فرق بين صغير وكبير وبين غنى وفقير وبذلك تكون هذه الالفة عاملا لعلاج كثير من المشكلات الاجتماعية وبذا تتم عملية بناء الشخصية الاجتماعية التى تقوم على حب الجماعة وتعمل لصالح المجتمع.

وكذلك فالمدرسة اداة تنسيق وتعاون بين المؤسسات المختلفة كالنادى والمسجد والبيت لان هذه كلها مرتبطة مع بعضها البعض وتؤدى دورها التربوى على اكمل وجه.

والمدرسة اساس تعديل السلوك الفردى والاجتماعي بحيث لا يتعارض سلوك الفرد الشخصي مع السلوك الاجتماعي وبذلك نسميه عملية التطبيع الاجتماعى وهو ادماج الفرد بالمجتمع عن طريق نقل خبرات الكبار الى الطلاب.

ما احوجنا الى ان ننظر الى المدرسة بهذا المنظور بحيث ينعكس ذلك على كافة عناصر العملية التربوية من متعلم ومعلم ومنهاج وطرق تدريس وكذلك لا نكتفى بتقويم طلابنا على اساس معرفى فقط بل من الحكمة ان يشمل هذا التقويم ايضا المنظور الاجتماعي وبذلك فنحن بحاجة الى ان ندرب معلمينا على اساس هذا المفهوم بحيث يتعاون كافة التربويين من معلمين وأخصائيين اجتماعيين ومرشدين ومشرفين وذلك لمصلحة هذا الطالب الذى هو الاساس فى بناء المجتمع الذى يقوم على التسامح والتراحم والالفة.

ايها المربى الفاضل ان خدمة الوطن وابناء الوطن مسؤولية عظيمة وانت اخى المربى المخلص مسؤول امام الله عز وجل عن تلك الامانة التى هى بناء الإنسان.

(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)صدق الله العظيم.والله الموفق.

gasimabdalla@yahoo.com