هم يضحك وهم يبكي

mainThumb

05-05-2025 10:11 PM

بالرغم من كثرة المواويل التي تغنى بها من العتابا والميجنا، اليوم يصدح البعض بمواويل لا تطرب الفقير ولا الغني، ولا تحرك الضمير ولا حتى الإحساس، ولا تحسن السياسة ولا الاقتصاد.

بعض المواويل لا تؤمن الخبز لأسرة محتاجة ولا تؤمن سريرًا لمريض، بعيدًا كل البعد عن موال تغنى فيه الفقير على صخرة جبلية من مطل قرية على بطالة الشباب ومشاكلهم التي دامت عشرات السنوات.

وكم موال تغنى على الدوار الرابع حتى يتطور قطاع العام بتحسين الخدمات، منها النقل وأزمة السير، كم موال تغنى لرفع الرواتب وتحسين المعيشة، وكم موال تغنى عن تحفيز الزراعة وإقامة المشروعات وتشجيع المستثمرين.

نحن من سمعنا مواويل مطربين العرب على مسارح المهرجانات، وترك مطربونا غرباء، كم موال احتفظ به أرشيف الإعلام، لكن لم يشهد الأردن أن يفوض أناسًا ليقوموا بدور غناء موالهم بمجلس اختارهم برضائهم كما يتمنون. أي طرب هذا؟ هذا ما لا يرضي المواطنين.

لن يطرب المواطن أي موال إذا أصاب وجع قلبه ليقول آآآه، لكنه يفضل في هذه الأيام أن يردد كل مواطن مواله بينه وبين نفسه، لأنه وصل إلى شعور الإفلاس الحقيقي، والقضية لن تكمن إلا إذا وصل الموال إلى الحكومات والمسؤولين لكي يقولوا معنا "آه". فكيف يشعر المسؤول بما يعانيه المواطن؟ لكن إذا بقي الوضع كما هو، فليتركوا المواويل لأصحابها الحقيقيين، الناس البسطاء، وترك ما تُسمى الموال هذه موضة قديمة، والذهاب إلى الهجرة خارج البلاد. هناك، الموال يطرب المشتاق للبلد، فتتغير المعاني، ويزيد الحنان والحب والشوق للوطن بعد أن ترك كل مواويل المطالب الشعبية.

وكما يقال، إذا كان لديك موال غنيه في الخارج، والله أجمل المواويل في الخارج. وإن صدق الحديث، فإن أصدق المواويل استخداماً هو التغني للبلد والأرض والجيش فقط حباً وامتناناً، بينما لا يليق أبداً العتابا والميجنا بقضايا الوطن. قال مواويل؟ فعلاً هم يضحك وهم يبكي.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد