استنكار ..

mainThumb

15-08-2025 03:14 PM

طوال عقود، انخرط العربي الرسمي في جدلٍ يوميّ مع الاستنكار، كما لو كان صديقَه القديم أو سجنه الأبدي.

يستنكر القتل في غزة، التجويع، اقتلاع البيوت من جذورها، ويستنكر خرائط "إسرائيل الكبرى" وهي تلتهم فلسطين، وتلوّح بأسنانها نحو الأردن ومصر وسوريا.

يستنكر كما يُستنكر البرد في ليالي الشتاء حين لا مدفأة ولا بطانية… ثم ينام.

خرج الاستنكارُ ظافرًا في حياتنا، كأنه بطولةٌ بحد ذاتها. صرنا نمارسه بحماسة الخطابة ونكتفي.

لم ننتبه أن العدوّ لا يقرأ بياناتنا، ولا يأبه بنبرة أصواتنا، ولا يَعرف من لغتنا إلا الصمت حين يطرق بابنا.

حين يصل التهديد إلى عتبة بيتك، لا يكفي أن تقول: "أنا أستنكر".

يجب أن تنهض، تُزيح الغطاء عن قلبك، وتضع صوتك في فم الرصاص، وتكتب اسم دولتك على جبينك لا على ورقة بيان.

الاستنكار فعل من لا يملك إلا الكلام …
لكنّ الحفاظ على الوطن يحتاج من يقف على حدّه، لا من يقف على أطرافه.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد