استثناء الاردن لماذا

mainThumb

04-05-2025 10:09 PM

لا شك أن الأردن، رغم تعاونه الوثيق مع الولايات المتحدة، يجد نفسه في موقع حساس بين القوى الكبرى والإقليمية، حيث تضطر سياساته للبقاء ضمن نطاق التوازنات التي تحكم علاقاته الخارجية.

فيما يتعلق بالوساطة، صحيح أن تأثير الأردن على القرار الإسرائيلي محدود، خاصة مع حكومة متشددة كالتي يقودها نتنياهو حاليًا. ورغم ذلك، يستمر الأردن في الدفع باتجاه الحلول السلمية ويظل متمسكًا بحل الدولتين، وإن كان دوره في التأثير على إسرائيل ليس حاسمًا.

أما عن الاستقرار الإقليمي، فكما ذكرت، إسرائيل لا تزال تتصرف بحرية في المنطقة، مستهدفة سوريا ولبنان وغزة دون مواجهة مباشرة من الأردن. ومع ذلك، تبقى عمان في موقف حذر تحكمه الحسابات الأمنية والجيوسياسية، حيث يدرك الأردن حجم التحديات التي قد يواجهها إذا ما تورط مباشرة في صراع عسكري.

بالنسبة للهجرة، لا شك أن الأردن استفاد اقتصادياً من وجود اللاجئين، سواء من خلال المساعدات الدولية أو من خلال العمالة الرخيصة التي تدعم قطاعات عدة داخليًا. لكن في المقابل، شكل تدفق اللاجئين ضغطًا على البنية التحتية والخدمات، وهو ما يفرض تحديات حقيقية على الدولة.

أما التعاون الأمني مع الولايات المتحدة، فهو عنصر أساسي في العلاقة بين البلدين، سواء فيما يتعلق بالتحقيقات الأمنية لصالح واشنطن أو التصدي لتهديدات إقليمية مثل المسيرات الإيرانية. هذا التعاون يعكس السياسة الأردنية التي تستند إلى استراتيجية الاحتواء والتوازن، حيث يعمل الأردن على ضمان استمرارية المساعدات الأمريكية التي تُشكل جزءًا كبيرًا من دعمه المالي والعسكري.

السؤال يبقى: هل هذه السياسة تحقق مكاسب حقيقية للأردن على المدى الطويل أم أنها تجعله معتمدًا بالكامل على الدعم الخارجي؟ وهل يستطيع الأردن مستقبلاً تبني نهج أكثر استقلالية في إدارة علاقاته الإقليمية؟






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد