القاتل الأكاديمي
في كتابه الشهير "اعترافات قاتل اقتصادي"، يكشف جون بيركنز كيف خُدعَت عشرات الدول النامية بوعود النمو والازدهار، ليتم دفعها إلى الهاوية عبر أدوات ظاهرها التنمية وباطنها السيطرة والاستعباد، لكنها لا ترتدي ربطة عنق البنك الدولي، بل عباءة التعليم العالي، وتجلس على كرسي رئيس الجامعة. إنها نسخة قاتلة صامتة: القاتل الأكاديمي.
وفي بعض الدول، فإن القاتل الأكاديمي لا يدمر الجامعات بجرافات، بل بقرارات. لا يحمل سلاحًا، بل يحمل ختمًا إداريًا، يوقع به قرارات ظاهرها التطوير، وباطنها تفكيك مؤسساتنا التعليمية. هذا النموذج من رؤساء الجامعات لا يُعين لكفاءته الأكاديمية، بل لقدرته على تنفيذ أجندات غير معلنة، قد يكون هدفها ترويض المؤسسة الجامعية، أو إفراغها من مضمونها التنويري، وتحويلها إلى إدارة بيروقراطية فاقدة للروح والرسالة.
يبدأ القاتل الأكاديمي مهمته بالتدريج: أولًا، بإقصاء الكفاءات وتهميش العقول الحرة التي تشكل خطرًا على مشروعه السلطوي. ثانيًا، بفرض برامج موازية تتغذى على جيوب المواطنين دون حساب لجودتها، فيتحول التعليم إلى سلعة، والمعلّم إلى بائع ساعات تدريسية، والجامعة إلى مؤسسة ربحية بلا بوصلة فكرية. ومع الوقت، تصبح الألقاب الأكاديمية أدوات للتفاخر الفارغ بدل أن تكون رموزًا للبحث والنقد والإبداع.
ثم تأتي المرحلة الأخطر: تفكيك البحث العلمي. في ظل إدارة القاتل الأكاديمي، يتحول البحث إلى مجرد "نقاط" للترقية، وتنعدم الاستراتيجية الوطنية الداعمة للإبداع. تُلغى مشاريع الباحثين، تُقصى الدراسات الجادة، وتُرفع ميزانيات المؤتمرات الشكلية، فقط لإيهام الخارج بأن "الجامعة بخير". وهكذا، تُدفن إمكانيات التطوير الحقيقي تحت ركام الشكليات.
ولا يقف الأمر عند حد الإهمال العلمي، بل يمتد إلى قمع الحريات الأكاديمية. يتم تضييق الخناق على الحوارات، وتُفرغ المجالس الجامعية من أدوارها، ويُمارس الترهيب الإداري ضد كل من يجرؤ على رفع صوته بالنقد أو الاعتراض. يصبح الحرم الجامعي مجرد فضاء للصمت والخوف واللامبالاة، بدلاً من أن يكون منارة للنقاش الحر وصناعة الوعي.
القاتل الأكاديمي يشبه القاتل الاقتصادي في هدفه النهائي: تدمير مستقبل الدول من الداخل. فكما أن بيركنز أغرق الدول بالديون لتفقد سيادتها، يغرق القاتل الأكاديمي الجامعة في العجز والتراجع حتى تفقد استقلالها ورسالتها. والنتيجة واحدة: أجيال مشوشة، تعليم بلا مضمون، ومجتمعات بلا أدوات للنهوض.
الاعتراف بالمشكلة هو بداية الحل. وكما تجرأ بيركنز وكشف جرائم مؤسسته، فعلى كل من يعمل في الحقل الأكاديمي أن يرفض الصمت، وأن يكشف الفساد والتدمير الممنهج الذي تتعرض له جامعاتنا. فمستقبل الأوطان لا يُصنع إلا في قاعات الدرس، ومصير الشعوب يبدأ من حماية حريّة التفكير، ونزاهة المعرفة، واستقلال المؤسسة التعليمية.
ترامب: مستعد لتمديد مهلة "تيك توك"
الزوار الدوليون يرتفعون 37% في نيسان
السيول تغمر المدينة الوردية .. شاهد الفيديو
القسام تكشف عن ضربات موجعة للاحتلال .. تفاصيل
تهنئة نادي الجالية العُمانية للحسين إربد
غارديان: خطط المساعدات الإسرائيلية غير أخلاقية
مشروع بحثي يكشف مصادر المياه الجوفية العميقة بالأردن
الطاقة النيابية تؤكد أهمية غاز الريشة
أمطار غزيرة في البترا وسيول في وادي عربة .. فيديو
23 شهيداً في غارات الاحتلال على غزة
تعيين حسين سلامة رئيساً للاستخبارات السورية
نجاح بني حمد .. ورواية لينا عن سنوات المعاناة
الملك يستجيب لنداء الشاعر براش .. توجيه ملكي
بينهم 33 موظفا بالتربية .. إحالة موظفين حكوميين للتقاعد .. أسماء
المستحقون لقرض الإسكان العسكري .. أسماء
معدل الرواتب الشهري للعاملين في الأردن
استقبال هستيري لراغب علامة في الأردن .. فيديو
إغلاق "خمارة" بعد احتفال افتتاحها بزفة وأهازيج
خبر سار لمتقاعدي الضمان بشأن تأجيل اقتطاع أقساط السلف
أمانة عمان تحيل مدراء ورؤساء أقسام وموظفين للتقاعد .. أسماء
انقطاع الكهرباء غداً من 8.30 صباحاً وحتى 4 عصراً بهذه المناطق
بيان من عشيرة الشماسين بعد كشف جريمة قتل ابنها
الحكومة تخفض بنزين 90 - 95 15 فلساً .. و10 دول تتمتع بأرخص أسعار البنزين
أمطار غزيرة مصحوبة بالبرق والرعد في هذه المناطق .. فيديو