بدك تضحي هالسنة ..

mainThumb

05-12-2008 12:00 AM

عيد الأضحى المبارك على الأبواب, فكل عام وأنتم بخير – ولا أظن- وأعاده الله عليكم باليمن والبركات – وأتمنى- وجعله الله كسابق الأعياد التي كانت أيام جدي وجدك رحمهما الله

نحمد الله أننا والشعب العربي المسلم من أكثر الشعوب الإسلامية تضحية – والتي تكون معظمها إجبارية وبدون نية- ومن المؤكد أنها لا تقبل منا لأن الأعمال بالنيات بل وتعود علينا بالويلات والخسائر.

يمر علينا في العام ثلاثمائة وخمس وستون عيد أضحى بالسنة وفي كل يوم عيد تستمر شعائره طوال اليوم ونكون نحن الأضحية لا من يضحي وتكون الحكومة المضحي وصاحبة الأجر والثواب.

من منا من لا يضحي بصحته يوميا بالعمل ليل نهار لتحصيل قوت عياله !!!! من منا من لا يضحي بحياته يوميا بتعريضها للقتل في حوادث السير اليومية بالذهاب والإياب لعمله!!!! من منا من لا يضحي بفلذة كبده بطعنه بموس أو شجه "بقنوة" وهو على مقاعد الدراسة الجامعية.

من منا لا يضحي بماله بتسليمها لمحترفي خراب البيوت المسماة بورصة الجهلة طمعا بالسترة فقط!!!! من منا من لا يضحي بماله بدفعه فواتير الماء والكهرباء مضاعفة بحجة الغلاء !!!! من منا من لا يضحي بماله بدفعه فواتير الهاتف والخلوي والإنترنت لشركات الاتصالات التي باتت تتفنن بسرقتنا يوميا.

من منا من لا يضحي بكرامته وعزة نفسه كمسلم وهو يرى ويسمع أعداء الله وأعداء الدين يسيؤون للإسلام ونبي المسلمين ومن تبعه ليوم الدين!!!!

من منا من لا يضحي بعروبته وشهامته وهو يرى ويسمع ويشارك في ذبح رجالات الوطن وإعدامهم ويسكت على ذبح شعب بأكمله وتجويعه لإرغامه على الركوع وبأيد عربية فلسطينية مسلمة على الأغلب!!!! من منا من لا يضحي براتبه أجرة منزل يكاد يأويه ولا يجد معها قوت عياله ألا بعد العمل بوظيفة ثانية تكاد تكفي الجلوس على الحافة!!!!

من منا لا يضحي وتضحيته كبيرة برمي صوته الانتخابي في قاع المحيط والذي لو استغل صوته بالغناء تحت الدش في الحمام لكان أفضل!!!! من منا من لا يضحي بقلمه ورأيه بمحاربة الفساد والمفسدين معرضا حريته للخطر!!!! من منا من لا يضحي بوقته وعمله ولم ولن يكل عن الكتابة والنقد والتوضيح والتفسير وتوصيل الحقيقة!!!! من منا من لم يضحي بوقته وسنين عمره ينتظر فرصة أن تنظر الحكومة بالمشاكل اليومية المطروحة وحلها والتي بدأت تتكدس وتنعكس سلبا على الوطن والمواطن.

من منا ومن منكم نسيت أن أقول له "كل عام وانتم بخير" وأكون قد ضحيت حينها بالصدق في طرح المشاعر.

من منا من لم ولا يزال يضحي بأعصابه وارتفاع ضغطه بانتظاره عودة ثروة هائلة جمعها بالكد والتعب قد تكون تجاوزت الألف دينار بقليل.

بالنتيجة وكون سعر الأضحية لا يقل عن مائة وخمسون دينار وبيوتنا شبه فارغة من الخبز تقريبا وسعر الأضحية نصف راتب موظف, وبصفتنا "ضحايا" وليس "أضاحي" للحكومة فلتضحي الحكومة بنا ولنضحي نحن معها برجولتنا ونصفق لها وندعو لها بالخير على كل نقطة دم تسيل منا. ayman_alamro@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد